08 Feb 2024

لا يَضُرُّ الْمُخْلِصَ فَسَادُ الْخَلْقِ ومَكْرُهُم، أتَدْرِي لِمَاذَا؟

لا يَضُرُّ الْمُخْلِصَ فَسَادُ الْخَلْقِ ومَكْرُهُم، أتَدْرِي لِمَاذَا؟

لا يَضُرُّ الْمُخْلِصَ فَسَادُ الْخَلْقِ ومَكْرُهُم، أتَدْرِي لِمَاذَا؟
لأنَّ اللهَ نَظَرَ إلَى قَلْبِه فَوَجَدَه سَلِيمًا فَاسْتَثْنَاهُ الْخَالِقُ مِنْ كُلِّ مَا خَلَقَ.
وكَيْفَ اسْتَثْنَاهُ؟
ألَمْ يَقُلْ: { إلَّا مَنْ أتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }( ).
فَمَا اسْتَثْنَاهُ في الآخِرَةِ إلَّا لأنَّه قَدِ اجْتَبَاهُ في الدُّنْيَا، لا شَكَّ أنَّ الْمُجْتَبَى مُسْتَثْنًى، وأنَّ الْمَحْفُوفَ بِعِنَايَةِ اللهِ لا يُضَيِّعُه اللهُ أبَدًا، ولَكِنَّ الْخَلْقَ يَظْلِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؟!
ولَمْ يَظْلِمْنَا النَّاسُ إلَّا بِظُلْمِنَا لأنْفُسِنَا، فَالْمُسْتَقِيمُ لَه طَرِيقٌ مَعَ اللهِ يَجْهَلُه الظَّالِمُونَ، والْمُتَّقِي ربَّه لَهُ مَخْرَجٌ يَعْرِفُه الْعَارِفُونَ، واللهُ  لَا يُضِيعُ أجْرَ العَامِلِينَ؛ يَا بُنَيَّ.
يَا بُنَيَّ إنَّنَا بِاللهِ، ومَعَ اللهِ، وفي اللهِ، وإلَى اللهِ، فمَا ظَنُّكَ بِغَيْرِه، وهُوَ  الظَّاهِرُ في كُلِّ مَظْهَرٍ، فَمَتَى غَابَ اللهُ عَنْكَ حتَّى تُنَادِيَه؟
هَلْ يَغِيبُ عَنِّي إذَا فَعَلْتُ فَاحِشَةً أوْ أذْنَبْتُ ذَنْبًا.
لَا... لَا يَغِيبُ... فَلَقَدْ نَادَاكَ قَبْلَ أنْ تَطْلُبَ الصَّفْحَ فَقَالَ: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}( ).
سَبَقَكَ هُوَ بِالْعَفْوِ.. هُوَ الْكَرِيمُ الْعَفُوُّ واسِعُ الرَّحْمَةِ. 
واعْلَمْ يا فَتَى أنَّ اللهَ لا يُنَازِلُ الْعَبْدَ ولَا يَكُونُ لَه نِدًّا، مَا حَاجَةُ الْمَلِكِ في قِتَالِ أهْلِه، بَلْ هُوَ لَهُمْ ومَعَهُم، يَخْتَبِرُهُم لِيَصْبِرُوا فَيُحِبُّهم ويُحِبُّونَه، فَيَبْدَأ عَهْدُ الْحُبِّ الَّذِي تَضِيعُ فِيه الْجِنَايَاتُ، وتَهُونُ فِيه الْمَصَائِبُ.
لَقَدْ وَقَفَتْ أُمُّنَا زَيْنَبُ - يَا بُنَيَّ حِينَ اسْتُشْهِدَ الْحَسَيْنُ ومَعَه نُجُومُ آلِ الْبَيْتِ مِنْ خِيَارِ شَبَابِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وقَالَتْ: اللَّهُمَّ إنْ كَانَ يُرْضِيكَ هذَا فَخُذْ حتَّى تَرْضَى.
لَقَدْ رَحَلَ عَنْهَا إلَى اللهِ كُلُّ الأحِبَّةِ ولكِنَّهَا تَعْلَمُ أنَّ الْحَبِيبَ هُوَ اللهُ، وأنَّهُم مِرْآةٌ لِبَعْضِ هذَا الْحُبِّ علَى الأرْضِ، فإنْ تَكَسَّرَتِ الْمِرْآةُ فإنَّ الأصْلَ كُلَّه هُوَ الَّذِي وَهَبَ الْمِرْآةَ.
لَا تَلْتَفِتْ لِغَيْرِه فَلَنْ يَضُرَّك الْخَلْقُ أبَدًا.
كُنْ مِنْ أهْلِ اللهِ حتَّى يَسْتَقِيمَ ظَهْرُكَ بِاللهِ ورَسُولِه ومَلائِكَتِه.
 


#خواطر_السائرين #المخلصون #قلب_سليم #لا_يضر_المخلصين #المحفوف_بعناية_الله #التوكل_على_الله #العفو_والرحمة #قصة_الحب_مع_الله #لا_تلتفت_لغير_الله #تحدث_مع_الله #أهل_الله