أهلاً بك.!
د . نور الهدي الجمّال
نور الهدى الجمّال باحثة في العلوم الشرعية، ولها مؤلفات مختلفة في السيرة النبوية؛ منها: موسوعة المُتيم، ولها أيضًا مؤلفات في مجال التزكية والرقائق؛ منها: خواطر السائرين، كمشكاة، ويُزكْيهم،كشك أخلاق.
قامت نور الهدي الجمّال بتأسيس مؤسسة مشكاة نور للعلم والتنوير الثقافية التي قدمت ملايين الخدمات للأُسر الأكثر احتياجًا في كل محافظات مصر.
وتعمل مؤسسة مشكاة نور طبقًا لمشروع كشك أخلاق الذي يقوم بتطوير العشوائيات والقرى الفقيرة بالتوازي مع تطوير الأجهزة التنفيذية والشباب والمدارس الحكومية والمجتمع المدني، وربط كل هذا التطوير بالأخلاق.
وتُقدم المؤسسة الكثير من الخدمات المُختلفة لكل أهالينا المستحقين.
أحدث الأخبار
السيرة النبوية | برنامج المُتيَّم
المتيم
خصم 40%
الموسوعة كاملة
يحتوي هذا الصندوق المجمع على: الجزء الأول: المتيم 1- لماذا من أين أتينا وإلى أين ؟ الجزء الثاني: المتيم 2 - أصل الوجود البشري في مكة الجزء الثالث: المتيم 3 - نجم أحمد الجزء الرابع: المتيم 4 - قضايا حول الوحي الجزء الخامس: المتيم 5 - ليتهم عرفوا أن ! الجزء السادس: المتيم 6 - معاناة أحمد الجزء السابع: المتيم 7 - آيات القدير الجزء الثامن: المتيم 8 - لأنه النموذج الجزء التاسع: المتيم 9 - الأذى البين الجزء العاشر: المتيم 10 - الجهاد في قفص الأتهام الجزء الحادى عشر: المتيم 11 - من الذي بدأ العدوان ؟ الجزء الثاني عشر: المتيم 12 - مرحلة ظهور القلاقل والاضطرابات الجزء الثالث عشر: المتيم 13 - مرحلة المواجهة الجزء الرابع عشر: المتيم 14 - الدعوة تشق طريقها إلي العالمية الجزء الخامس عشر: المتيم 15 - لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا
الثمن: 1,350.00م.ج 2250.00م.ج
قراءة المزيدخصم 10%
البوكس الثالث
يحتوي هذا الصندوق المجمع على: الجزء الحادى عشر: المتيم 11 - من الذي بدأ العدوان ؟ الجزء الثاني عشر: المتيم 12 - مرحلة ظهور القلاقل والاضطرابات الجزء الثالث عشر: المتيم 13 - مرحلة المواجهة الجزء الرابع عشر: المتيم 14 - الدعوة تشق طريقها إلي العالمية الجزء الخامس عشر: المتيم 15 - لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا للاطلاع على المزيد من المحتوى الخاص بالخمس أجزاء داخل الصندوق المجمع برجاء العودة إلى صفحات الكتب، والتي يمكنكم الوصول إليها سريعا من أعمال أخرى للكاتبة على هذا الموقع.
الثمن: 675.00م.ج 750.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
البوكس الثاني
يحتوي هذا الصندوق المجمع على: الجزء السادس: المتيم 6 - معاناة أحمد الجزء السابع: المتيم 7 - آيات القدير الجزء الثامن: المتيم 8 - لأنه النموذج الجزء التاسع: المتيم 9 - الأذى البين الجزء العاشر: المتيم 10 - الجهاد في قفص الأتهام للاطلاع على المزيد من المحتوى الخاص بالخمس أجزاء داخل الصندوق المجمع برجاء العودة إلى صفحات الكتب، والتي يمكنكم الوصول إليها سريعا من أعمال أخرى للكاتبة على هذا الموقع.
الثمن: 600.00م.ج 750.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
البوكس الأول
يحتوي هذا الصندوق المجمع على: الجزء الأول: المتيم 1- لماذا من أين أتينا وإلى أين ؟ الجزء الثاني: المتيم 2 - أصل الوجود البشري في مكة الجزء الثالث: المتيم 3 - نجم أحمد الجزء الرابع: المتيم 4 - قضايا حول الوحي الجزء الخامس: المتيم 5 - ليتهم عرفوا أن ! للاطلاع على المزيد من المحتوى الخاص بالخمس أجزاء داخل الصندوق المجمع برجاء العودة إلى صفحات الكتب، والتي يمكنكم الوصول إليها سريعا من أعمال أخرى للكاتبة على هذا الموقع.
الثمن: 600.00م.ج 750.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 15 - لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا
تَكَلَّمْنَا في الْجُزْءِ ألرابع عشر عَنْ أَحْدَاثِ السَّنَةِ الثَّامِنَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ، بِدَايةً مِنْ سَرِيَّةِ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى بَنِي المُلَوِّحِ في شَهْرِ صَفَرٍ، حَتَّى سَرِيَّةِ الطُّفَيْلِ بْنَِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ لِهَدْمِ صَنَمِ ذِي الْكَفَّيْن.ِ وَهَذَا هُوَ الْجُزْءُ الخامس عشر مِنْ كِتَابِ «الْمُتَيَّم» نَتَكَلَّمُ فِيهِ عَمَّا وَقَعَ في السَّنَةِ التَّاسِعَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ مِنْ أَحْدَاثٍ بِدَايةً مِنْ سَرِيَّةِ عُيَينةَ بنِ حِصْنٍ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ في شَهْرِ المُحَرَّمِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، حَتَّى مَرْحَلَةِ اسْتِقْبَالِ النَّبيِّ ﷺ لِلْوُفُودِ. فبَعْدَ فَتْحِ مكَّةَ في الْعَامِ الثَّامِنِ لِلْهِجْرَةِ، وَانْتِهَاءِ غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَسُقُوطِ آخِرِ الْمَعَاقِلِ الْمُقَاوِمَةِ لِدَوْلَةِ الْإسْلَامِ، أَقْبَلَتِ الْوُفُودُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ تَرْغَبُ في الدُّخُولِ في الْإِسْلَامِ. وَلَقَدْ زَادَ عَدَدُ تِلْكَ الْوُفُودِ في ذَلِكَ الْعَامِ عَلَى السِّتِّينَ وَفْدًا ، كَمَا ذَكَرَتْ مَصَادِرُ التَّارِيخِ. سَنَذْكُرُ لَمْحَةً مُوجَزَةً عَنْ أَهَمِّ تِلْكَ الْوُفُودِ؛ بِدَايةً مِنْ وَفْدِ ثَقِيف فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنَ الْعَامِ التَاسِعِ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، حَتَّى وَفْدِ الْحِمْيَرِيِّينَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فِي نِهَايةِ هَذِهِ السَّنَةِ. ثم نَخْتِمُ مَسِيرَتَنَا حَوْلَ سِيرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ ﷺ، نَعِيشُ فِيهِ مَعَ أَحْدَاثِ السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ وَالْحَادِيَةِ عَشَرةَ مِنْ هِجْرَةِ النَّبيِّ ﷺ، بِدَايةً مِنْ سَرِيَّةِ خَالدِ بْنِ الولِيدِ ﭬ إِلَى بَنِي الحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ بِنَجْرَانَ في رَبِيعٍ الْآخرِ مِنَ السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ لِلْهِجْرَةِ، حَتَّى مَرَضِ النَّبيِّ ﷺ وَوَفَاتِه يَوْمَ الإثْنَيْنِ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ السَّنَةَ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقَدْ تَمَّ لَهُ ﷺ ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، وَمَا تَلَى ذَلِكَ مِنْ أحْدَاثٍ؛ كَتِلْكَ الَّتِي جَرَتْ في سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ حَتَّى تَمَّتِ الْبَيْعَةُ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ﭬ كَأَوَّلِ خَلِيفَةٍ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ مُوَاجِهَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ لِلْفِتَنِ الَّتِي تَلَتْ وَفَاةَ النَّبِيِّ ﷺ كَفِتْنَةِ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَالْمُرْتَدِّينَ. وَلَقَدْ حَاوَلْنَا مِنْ خِلَالِ هَذِهِ الْمَسِيرَةِ أَنْ نَعْرِضَ سِيرَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ ﷺ في أُسْلُوبٍ سَهْلٍ مُبَسَّطٍ، يَعْكِسُ حَقِيقَةَ هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ، وَيُبْرِزُ الْهَدَفَ الْأَسْمَى مِنْ بعْثَةِ خَاتَمِ الرُّسُلِ أَجْمَعِينَ؛ سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ- سَائِلِينَ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُبَارِكَ في هَذَا الْعَمَلِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ الْعِبَادَ وَالْبِلَادَ.
الثمن: 236.00م.ج 295.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 14 - الدعوة تشق طريقها إلي العالمية
خَتَمْنَا الْجُزْءَ الثالث عشر بِالْكَلَامِ عَنْ مَرْحَلَةِ إِرْسَالِ الرَّسَائِلِ إِلَى الْمُلُوكِ؛ حَيثُ انْطَلَقَتْ مَوَاكِبُ رُسُلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ تَحْمِلُ بَشائِرَ وَأَنْوَارَ الْهِدَايَةِ، مِنْ خِلَالِ رَسَائِلَ وخِطَاباتٍ مَخْتُومَةٍ بِخَاتَمِهِ ﷺ إِلَى الْمُلُوكِ. ابْتَدَأْنَا هَذِهِ الرَّسَائِلَ برِسَالَةِ النَّبِيِّ ﷺ لِهِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، ثُمَّ كِتَابِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى النَّجَاشِيِّ مَلِكِ الْحَبَشَةِ، ثُمَّ كِتَابِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى الْمُقَوْقِسِ مَلِكِ مِصْرَ، ثُمَّ كِتَابِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى كِسْرَى مَلِكِ فَارِسَ . وَهَا هُوَ الْجُزْءُ الرابع عشر نَسْتَعْرِضُ فيهِ أَحْدَاثَ السَّنَةِ السَّابِعَةِ مِنَ هِجْرَةِ النَّبيِّ ﷺ، بِدَايَةً مِنْ غَزْوَةِ «ذِي قَرَد» أَو «الغَابَة»، وَالَّتِي كَانَتْ في شَهْرِ المُحَرَّمِ، حَتَّى سَرِيَّةِ ابْنِ أَبِي العَوْجَاءِ السُّلَمِيِّ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ في شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ. ثم نَعِيشُ مَعَ أَحْدَاثِ السَّنَةِ الثَّامِنَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبويَّةِ الْمُبَارَكَةِ إِلَى الْمَدِينةِ الْمُنَوَّرَةِ، بِدَايةً مِنْ سَرِيَّةِ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى بَنِي المُلَوِّحِ فِي شَهْرِ صَفَرٍ، حَتَّى سَرِيَّةِ الطُّفَيْلِ بْنَِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ لِهَدْمِ صَنَمِ ذِي الْكَفَّيْن.ِ
الثمن: 184.00م.ج 230.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 13 - مرحلة المواجهة
تَكَلَّمْنَا فِي الْجُزْءِ ( الثاني عشر) عَنْ أَحْدَاثِ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبويَّةِ الْمُبَارَكَةِ، بِدَايَةً مِنْ غَزْوَةِ ذِي أَمَرّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنَ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، حَتَّى غَزْوَةِ بَدْرٍ المَوْعِدِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ مِنَ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَبَيْنَ يَدَيْكَ الْجُزْءُ الثالث عشر مِنْ كِتَابِ «الْمُتَيَّم» نُوَاصِلُ فِيهِ مَسِيرَتَنَا فِي تَحْلِيلِ مَا وَقَعَ مِنْ أَحْدَاثٍ بَعْدَ هِجْرَةِ النَّبيِّ ﷺ إِلَى الْمَدِينةِ، وَسَنَذْكُرُ فِي هَذَا الْجُزْءِ مَا وَقَعَ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ مِنْ أَحْدَاثٍ بِدَايةً مِنْ غَزْوَةِ دُومَةِ الجَنْدَلِ الَّتِي كَانَتْ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأوَّلِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ حَتَّى سَرِيَّةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتِيكٍ لِقَتْلِ أبِي رافِعٍ سَلَّامِ بْنِ أَبِي الحُقَيْقِ اليَهُودِيِّ فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ. ثم سنَتَعَرَّضُ لِأَحْدَاثِ السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ بِدَايةً مِنْ سَرِيَّةِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسلْمَةَ إِلَى القُرَطَاءِ الَّتِي كَانَتْ في شَهْرِ الْمُحَرَّمِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ حَتَّى مَرْحَلَةِ إِرْسَالِ الرَّسَائِلِ إِلَى الْمُلُوكِ؛ حَيثُ انْطَلَقَتْ مَوَاكِبُ رُسُلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ تَحْمِلُ بَشائِرَ وَأَنْوَارَ الْهِدَايَةِ، مِنْ خِلَالِ رَسَائِلَ وخِطَاباتٍ مَخْتُومَةٍ بِخَاتَمِهِ ﷺ إِلَى الْمُلُوكِ. ابْتَدَأْنَا هَذِهِ الرَّسَائِلَ برِسَالَةِ النَّبِيِّ ﷺ لِهِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، وَلَقَدْ كَانَ سَفيرُ رَسُولِ اللهِ ﷺ الَّذِي حَمَلَ هَذِهِ الرِّسَالَةَ هُوَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ ﭬ. ثُمَّ كِتَابِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى النَّجَاشِيِّ مَلِكِ الْحَبَشَةِ، هَذَا الْكِتَابُ الَّذِي أَرْسَلَهُ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ﭬ. ثُمَّ كِتَابِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى الْمُقَوْقِسِ مَلِكِ مِصْرَ، وَكَانَ حَامِلُ هَذَا الْكِتَابِ هُوَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ ﭬ. ثُمَّ كِتَابِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى كِسْرَى مَلِكِ فَارِسَ، وَقَدْ أَرْسَلَ النَّبِيُّ ﷺ هَذَا الْكِتَابَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ ﭬ.
الثمن: 160.00م.ج 200.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 12 - مرحلة ظهور القلاقل والاضطرابات
أَلْقَيْنَا في الْجُزْءِ السَّابِقِ ( الحادي عشر ) نَظْرَةً تَحْلِيلِيَّةً مُخْتَصَرَةً عَلَى الْمُوَاجَهَاتِ (الْغَزَوَاتِ وَالسَّرَايَا ) الَّتي وَقَعَتْ بَيْنَ مُعَسْكَرِ الْإسْلَامِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُعَسْكَرَاتِ الَّتي أَصَرَّتْ عَلَى الصِّدَامِ، وَأَبَتْ أَنْ تَعِيشَ في ظِلِّ السَّلَامِ الَّذِي نَشَدَهُ دِينُ الْإِسْلَامِ لِلْبَشَرِيَّةِ جَمِيعًا. وَبَيَّنَّا خِلَالَ هَذِهِ النَّظْرَةِ كَيْفَ بَدَأَ الصِّرَاعُ، وَمَاهِيَ دَوَافِعُ كُلِّ مُعَسْكَرٍ مِنْ هَذِهِ الْمُعَسْكَرَاتِ؟ وَمَا هِيَ الاسْتِرَاتِيجيَّةُ الَّتِي سَلَكَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ مَعَ كُلِّ مُعَسْكَرٍ مِنْهَا. وَفي هَذَا الْجُزْءِ الثاني عشر وَمَايَلِيهِ مِنْ أَجْزَاءٍ نَبْدَأُ في سَرْدِ الْأَحْدَاثِ الَّتِي مَرَّ بِهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بَعْدَ الْهِجْرَةِ الْمُبَارَكَةِ، وكَيْفَ بَدَأَتْ سِلْسِلَةُ الْمُواجَهَاتِ بَيْنَه وبَيْنَ كُلِّ مَنْ وَقَفَ في وَجْهِ هذِهِ الدَّعْوَةِ الَّتِي لَا مَقْصِدَ لهَا إِلَّا تَحْقِيْقُ السَّعَادَةِ للعِبَادِ جَمِيعًا في الدُّنْيَا والآخِرَةِ. سَنُحَلِّلُ هَذِه الْمُوَاجَهاتِ تَحْلِيلًا تَفْصِيلِيًّا، ونُبَيِّنُ أسْبَابَها ونَتَائِجَها. ونَبْدَأُ في هَذَا الْجُزْءِ بِسَرْدِ أَحْدَاثِ السَّنَةِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبويَّةِ بِدَايَةً مِنْ سَرِيَّةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ - وهِيَ أَوَّلُ مُوَاجَهَةٍ وَقَعَتْ في العَامِ الهِجْرِيِّ الأوَّلِ- حَتَّى غَزْوَةِ السّويقِ الَّتي وَقَعَتْ في شَهْرِ ذِي الْحِجَّة مِنَ العَامِ الثَّاني مِنْ هِجْرَةِ النَّبيِّ ﷺ. ثم نَسْتَكْمِلُ الْمَسِيرَةَ في سَرْدِ مَا وَقَعَ مِنْ أحْدَاثٍ بَعْدَ هِجْرَةِ النَّبِيِّ ﷺ إلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، وَسَنَتَعَرَّضُ لِأَحْدَاثِ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبويَّةِ الْمُبَارَكَةِ، بِدَايَةً مِنْ غَزْوَةِ ذِي أَمَرّ في شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنَ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، حَتَّى غَزْوَةِ بَدْرٍ المَوْعِدِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ مِنَ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ
الثمن: 160.00م.ج 200.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 11 - من الذي بدأ العدوان ؟
تَكَلَّمْنَا في الْجُزْءِ ( العاشر) عَنْ قَضِيَّةِ الرِّقِّ، وَكَيْفَ أَلْغَى الْإِسْلَامُ هَذَا النِّظَامَ بِمَنْهَجِيَّةٍ مُحْكَمَةٍ. ثُمَّ تَكَلَّمْنَا عَنْ مَسْألَةِ الْجِزْيَةِ الَّتِي فَرَضَهَا الْإِسْلَامُ عَلَى غَيْرِ الْمُسْلِمينَ، هَذهِ الْمَسْألَةُ الَّتي أَسَاءَ الْبَعْضُ فَهْمَهَا، وَلَمْ يَقِفْ علَى مَقْصِدِ الْإِسْلَامِ مِنْ فَرْضِيَّتِهَا. ثُمَّ خَتَمْنَا الْجُزْءَ بِالْكَلَامِ عَنْ حُقُوقِ أَهْلِ الذِّمَّةِ في شَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ. وَبَيْنَ يَدَيْكَ الْجُزْءُ الحادي عشر، سَنُلْقِي فيهِ نَظْرَةً تَحْلِيلِيَّةً مُخْتَصَرَةً عَلَى الْمُوَاجَهَاتِ (الْغَزَوَاتِ وَالسَّرَايَا ) الَّتي وَقَعَتْ بَيْنَ مُعَسْكَرِ الْإِسْلَامِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُعَسْكَرَاتِ الَّتي حَاوَلَتْ جَاهِدَةً إِطْفَاءَ النَّورِ الَّذِي أَذِنَ اللهُ بِنَشْرِهِ في الْكَوْنِ. نُبَيِّنُ خِلَالَ هَذِهِ النَّظْرَةِ كَيْفَ بَدَأَ الصِّرَاعُ، وَمَنِ الَّذِي بَدَأَ، وَمَاهِيَ دَوَافِعُ كُلِّ مُعَسْكَرٍ مِنْ هَذِهِ الْمُعَسْكَرَاتِ؟ وَأَنْوَاعُ الْمُوَاجَهَاتِ الَّتِي قَامَ بِهَا النَّبيُّ ﷺ ضِدَّ هَذِهِ الْمُعَسْكَرَاتِ الْغَاشِمَةِ، وَمَا هوَ مَقْصَدُ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنْ هَذِهِ الْمُوَاجَهَاتِ
الثمن: 100.00م.ج 125.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 10 - الجهاد في قفص الأتهام
تَكَلَّمْنَا في الْجُزْءِ ( التاسع) مِنْ كِتَابِ «الْمُتَيَّم» عَنِ القَوَاعِدِ الَّتِي أرْسَاهَا النَّبِيُّ ﷺ لتَأْسِيْسِ الْمُجْتَمَعِ الجَدِيْدِ في الْمَدِينةِ الْمُنَوَّرَةِ؛ مِنْ بِنَاءٍ لِلْمَسْجِد، ومُؤاخَاةٍ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وتَوْقِيْعٍ لِلْوَثِيقَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَمِيْعِ الفَصَائِلِ الَّتِي تَسْكُنُ الْمَدِينَةَ لِضَمَانِ التَّعَايُشِ السِّلْمِيِّ لِلْجَمِيْعِ. وَبَيْنَ يَدَيْكَ الْجُزْءُ الْعاشر وَالَّذِي سَنَتَعَرَّضُ فِيهِ لِقَضِيَّةٍ مِنْ أَخْطَرِ الْقَضَايَا الَّتِي أَسَاءَ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ فَهْمَهَا، وَأُثِيْرَ حَوْلَهَا كَثِيرٌ مِنَ الشُّبُهَاتِ، وَأرَادَ الْمُشَكِّكُونَ وَأَعْدَاءُ هَذَا الدِّينِ أَنْ يَجْعَلُوهَا مَطْعَنًا يَنْفُثُونَ سُمُومَهُمْ مِنْ خِلَالِهِ، أَلَا وَهِيَ قَضِيَّةُ الْجِهَادِ وفَلْسَفَتِه في الْإسْلَامِ. وَنَسْتَهِلُّ الْكَلَامَ عَنْ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ في هَذَا الْجُزْءِ بِالْكَلَامِ عَنْ مَظَاهِرِ السَّلَامِ في دِينِ الْإِسْلَامِ، وَسَنَرُدُ عَلَى شُبْهَةٍ لَطَالَمَا أَثَارَهَا الْمُغْرِضُونَ، أَلَا وَهِيَ أَنَّ الْإِسْلَامَ انْتَشَرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ثُمَّ نَخْتِمُ هَذَا الْجُزْءَ بِالْإِجَابَةِ عَنْ سُؤالَيْنِ هَامَّيْنِ مُتَعَلِّقَيْنِ بِهَذِهِ الْمَسْألَةِ: الْأَوَّل: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ ﷺ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ»؟ الثَّانِي: هَلْ قَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِيدِهِ أَحَدًا؟ ثم نتحدث عَنْ مَفْهُومِ الْجِهَادِ في شَريعَةِ الْإِسْلَامِ وَغَيْرِهَا مِنَ الشَّرَائِعِ، و آدَابِ الْجِهَادِ في الْإِسْلَامِ، وَهَدْيِ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَبْلَ الْقِتَالِ وأَثْنَاءَهُ، وَكَيْفَ كَانَ ﷺ يُعَامِلُ الَّذِينَ وَقَعُوا في الْأَسْرِ أَثْنَاءَ الْقِتَالِ. وأخيرًا سَنَتَكَلَّمُ عَنْ كَيْفَ تَعَامَلَ الْإِسْلَامُ مَعَ قَضِيَّةِ الرِّقِّ، وَكَيْفَ أَلْغَى الْإِسْلَامُ هَذَا النِّظَامَ بِمَنْهَجِيَّةٍ مُحْكَمَةٍ. ثُمَّ سَنَتَعَرَّضُ بَعْدَ ذَلكَ لِمَسْألَةِ الْجِزْيَةِ الَّتِي فَرَضَهَا الْإِسْلَامُ عَلَى غَيْرِ الْمُسْلِمينَ، هَذهِ الْمَسْألَةُ الَّتي أَسَاءَ الْبَعْضُ فَهْمَهَا، وَلَمْ يَقِفْ علَى مَقْصِدِ الْإِسْلَامِ مِنْ فَرْضِيَّتِهَا. ثُمَّ سَنَخْتِمُ هَذَا الْجُزْءَ بِالْكَلَامِ عَنْ حُقُوقِ أَهْلِ الذِّمَّةِ في شَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ.
الثمن: 236.00م.ج 295.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 9 - الأذى البين
أَنْهَيْنَا الْكَلَامَ في الْجُزءِ السَّابِقِ ( الثامن) عَنْ قَضيَّةِ الْعِصْمَةِ، وَرَدَدْنَا عَلَى كَثيرٍ مِنَ الشُّبُهَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَا. وَفي هَذا الْجُزْءِ ( التاسع) نَبْدَأُ كَلَامَنَا عَنْ رِحْلَةِ الْهِجْرَةِ النَّبَويَّةِ الْمُبارَكَةِ إِلَى الْمَدِينةِ الْمُنَوَّرَةِ، وَسَنَجْعَلُ هَذَا الْجُزْءَ فِي فَصْلَيْنِ؛ نَسْتَعْرِضُ فِي الْفَصْلِ الْأَوَّلِ مِنْهُ دَوَاعِيَ الْهِجْرَةِ وَأَسْبَابَهَا، وماتَرَتَّبَ عَلَى تَعَنُّتِ قُرَيْشٍ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَوُقُوفِهَا بِالْمِرْصَادِ لِدَعْوَتِهِ الْمُبَارَكَةِ، ومُحَاوَلَتِهَا فِتْنَةَ كُلِّ مَنِ اسْتَجَابَ لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ، حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ لَهُ بِالْهِجْرَةِ إلَى الْمَدِينَةِ. ثُمَّ نُعَرِّجُ في الْفَصْلِ الثَّانِى عَلَى أحْدَاثِ هَذِهِ الْهِجْرَةِ الْمُبَارَكَةِ، ومَا وَقَعَ لَهُ ﷺ في هَذِهِ الرِّحْلَةِ مِنْ مُعْجِزَاتٍ. وأخيرًا سَنَتَكَّلَمُ عَنْ وُصُولِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى الْمَدِينَةِ والقَوَاعِدِ الَّتِي أَرْسَاهَا لتَأْسِيْسِ الْمُجْتَمَعِ الجَدِيْدِ؛ مِنْ بِنَاءٍ لِلْمَسْجِدِ، وَمُؤاخَاةٍ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وتَوْقِيْعٍ لِلْوَثِيقَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَمِيْعِ الفَصَائِلِ الَّتِي تَسْكُنُ الْمَدِينَةَ لِضَمَانِ التَّعَايُشِ السِّلْمِيِّ لِلْجَمِيْعِ.
الثمن: 132.00م.ج 165.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 8 - لأنه النموذج
تَكَلَّمْنَا في الْجُزْءِ السَّابِقِ ( السابع ) عَنْ رِحْلَةِ الإسْراءِ وَالمِعْراجِ، وأَجَبْنَا عَنْ أَسْئِلَةٍ كَثِيرَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِهَذِه الرِّحْلَةِ الْمُبَارَكَةِ. وتَكَلَّمْنَا أَيْضًا عَنْ بَيْعَتَي الْعَقَبَةِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ، وَعَنِ الْآثَارِ الَّتِي تَرَتَّبَتْ عَلَى هَاتَيْنِ الْبَيْعَتَيْنِ، ثُمَّ أنْهَيْنَا الْجُزْءَ بِالْكَلَامِ عَنْ مُحَاوَلَةِ قُرَيْشٍ الْبَائِسَةِ في التَّخَلُّصِ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ وَكيف أن اللَّهُ تَعَالَى عَصَمَه مِنْ ذَلِكَ. وفي هَذَا الْجُزْءِ الثامن سَنَتَعَرَّضُ لِقَضِيَّةٍ مِنْ أَهَمِّ الْقَضَايَا الْمُتَعَلِّقَةِ بِشَخْصِ رَسُولِ اللهِ ﷺ ألَا وَهِيَ قَضِيَّةُ الْعِصْمَةِ، هَذِه الْقَضِيَّةُ الَّتِي شَغَلَتْ بَالَ الْكَثِيرِ، وحَاوَلَ الْمُغْرِضُونَ أنْ يَجْعَلُوا مِنْهَا مَطْعَنًا يَهْدِمُونَ بِه ثَوَابِتَ هَذَا الَّدِينِ الْعَظِيمِ. مَا هِي حَقِيقَةُ الْعِصْمَةِ؟ وإذَا كَانَ اللهُ قَدْ عَصَمَ نَبِيَّهُ ﷺ فَلِمَاذَا تَسَلَّطَ عَلَيْهِ مُشْرِكُوا الْعَرَبِ، وآذَوْه هُوَ وأَتْبَاعَهُ؟ هَلْ قَوْلُ اللهِ تعَالَى لِنَبِيِّه ﷺ: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}، وقَوْلُه أيْضًا: { وَإنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يُنَافِي كَوْنَهُ ﷺ مَعْصُومًا؟ هَلْ وَقَعَ النَّبِيُّ ﷺ في الفِتْنَةِ؟ هَلْ كَانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ أَوْزَارٌ؟ ثم نواصل الحديث عَنْ أنَّ اللَّهَ جَعَلَ رَسُولَه ﷺ هُوَ النَّمُوذَجَ الْأَمْثَلَ الَّذِي يُحْتَذَى بِه. ثُمَّ نَتَعَرَّضُ بَعْدَ ذَلِكَ لِمَسْأَلَتَيْنِ مِنْ أَهَمِّ الْمَسَائِلِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِقَضِيَّةِ عِصْمَةِ النَّبِيِّ ﷺ: الْمَسْأَلَةُ الأُولَى: هَلْ سُحِرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ؟ الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ: هَلْ نِسْيَانُ رَسُولِ اللهِ ﷺ لِبَعْضِ الأُمُورِ يُنَافِي ذَلِكَ عِصْمَةَ اللهِ لَه؟ ثُمَّ نَخْتِمُ هذَا الْجُزْءَ بِالكَلَامِ عَنْ حَقِيقَةِ مَوْتِ النَّبِيِّ ﷺ بِسَبَبِ أَكْلِهِ مِنَ الشَّاةِ المَسْمُومَةِ.
الثمن: 132.00م.ج 165.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 7 - آيات القدير
تَكَلَّمْنَا في الْجُزْءِ السَّابِقِ ( السادس ) عَنْ مَرْحَلَةٍ مِنَ الْمَرَاحِلِ الَّتِي مَرَّتْ بِهَا الدَّعْوَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ في بِدَايَتِهَا، ألَا وَهِيَ مَرْحَلَةُ الْأَذَى، تَكَلَّمْنَا عَنْهَا في سِتٍّ وَعِشْرِينَ لَقْطَةً، عَكَسَتْ هَذِه اللَّقَطَاتُ مَدَى مَا لَاقَاهُ النَّبِيُّ ﷺ وَالَّذِينَ آمَنُوامَعَهُ مِنْ أَذًى نَفْسِيٍّ وَبَدَنِيٍّ، غَيْرَ أنَّ كُلَّ هَذَا لَمْ يَرُدَّهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، ولَمْ يَصْرِفْهُمْ عَنْ عَقِيدَتِهِمُ الَّتِي اسْتَقَرَّ نُورُهَا في سُوَيْدَاءِ قُلُوبِهِم . ونَبْدَأُ هَذَا الْجُزْءَ (السابع) بِالْكَلَامِ عَنْ مُعْجِرَةٍ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي أيَّدَ اللهُ بِهَا نَبِيَّه ﷺ ألَا وَهِيَ مُعْجِزَةُ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ، هَذِهِ الآيَةُ العَظِيمَةُ الَّتِي لَا يَكَادُ يَعْدِلُهَا شَيْءٌ مِنْ آيَاتِ الْأَنْبِيَاء . ثُمَّ نَتَكَلَّمُ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ هِجْرَةِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ إلَى الْحَبَشَةِ، نَسْتَعْرِضُ أَسْبَابَ هَذِه الْهِجْرَةِ بِمَرْحَلَتَيْهَا الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ، وَلِمَاذَا وَقَع اخْتِيَارُ النَّبِيِّ ﷺ علَى الْحَبَشَةِ دُونَ غَيْرِهَا، وَمَا هُوَ مَوْقِفُ قُرَيْشٍ مِنْ هَذِهِ الْهِجْرَةِ، وَكَيْف اجْتَازَ الصَّحَابَةُ هَذِه الْمَرْحَلَةَ الصَّعْبَةَ في بَلَدٍ غَرِيبٍ عَلَيْهِمْ. وَبَعْدَ ذَلِكَ سَنَنْتَقِلُ إلَى الْكَلَامِ عَنْ مَرْحَلَةٍ مِنْ أَصْعَبِ الْمَرَاحِلِ الَّتِي مَرَّ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابِه، ألَا وَهِيَ مَرْحَلَةُ الْحِصَارِ الْجَائِر، حَيْثُ حَاصَرَتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَمَنْ مَعَهُ في شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ، وكَتَبُوا ذلكَ في صَحِيفَةً عُرِفَتْ بـ «صَحِيفَة المُقَاطَعَةِ» وعَلَّقُوهَا في جَوْفِ الكَعْبَةِ ضَمَانًا لِتَنْفِيذِهَا، ودَامَ هذَا الْحِصَارُ ثَلَاثَ سَنَواتٍ . ومَا كَادَتْ هَذِه الْغُمَّةُ أنْ تَنْكَشِفَ حَتَّى حَدَثَ حَادِثَان سَبَّبَا لِلنَّبِيِّ ﷺ غَايَةَ الْحُزْنِ: أَحَدُهُمَا: مَوْتُ عَمِّ النَّبِيِّ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. ثَانِيهِمَا: مَوْتُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ خَدِيجَةَ. ثُمَّ سنتحدث عَنْ رِحْلَةِ النَّبِيِّ ﷺ إلَى الطَّائِفِ لِدَعْوَتِهِمْ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَمَا لَاقَاه ﷺ مِن تَعَنُّتٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ . وبعد ذلك يأتي الحديث عَنْ رِحْلَةِ الإسْراءِ وَالمِعْراجِ، هذِه الرِّحْلَةُ الَّتِي كَثُرَ الْكَلَامُ حَوْلَهَا: هَلْ كَانَتْ يَقَظَةً أَمْ مَنَامًا؟ وَهَلْ كَانَتْ بِالرُّوْحِ فَقَط أَمْ بِالْجَسَدِ وَالرُّوحِ مَعًا ؟ وَلِمَاذَا وَقَعَ الإسْرَاءُ أَوَّلًا ثُمَّ الْمِعْرَاجُ ؟ أَسْئِلَةٌ كَثِيرَةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِهَذِه الرِّحْلَةِ الْمُبَارَكَةِ سَنُجِيبُ عَنْهَا في هَذَا الْجُزْءِ . ثُمَّ عَنْ بَيْعَتَي الْعَقَبَةِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ، وَعَنِ الْآثَارِ الَّتِي تَرَتَّبَتْ عَلَى هَاتَيْنِ الْبَيْعَتَيْنِ مِنْ فَتْحِ مَجَالٍ جَدِيدٍ لِلدَّعْوَةِ إلَى اللَّهِ و تَهْيِئَةِ بِيئَةٍ مُنَاسِبَةٍ لِاسْتِقْبَال هَذَا الدِّينِ الَّذِي يَدْعُو إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، لِتَكُونَ هَذِه الْخُطْوَةُ الْمُبَارَكَةُ بِمَثَابَةِ التَّمْهِيدِ لِهِجْرَةِ النَّبِيِّ ﷺ بَعْدَ ذَلِكَ إلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ. ثُمَّ سَنَخْتِمُ هَذَا الْجُزْءَ بِالْكَلَامِ عَنْ مُحَاوَلَةِ قُرَيْشٍ الْبَائِسَةِ في التَّخَلُّصِ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ فَأجَمَعُوا أَمْرَهُمْ علَى أَنْ يُشَارِكَ في قَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ جَلْدٌ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ فَيَتَفَرَّقَ دَمُه بَيْنَ الْقَبَائِلِ، وَيَعْجِزُ بَنُو هَاشِمٍ عَنِ الثَّأْرِ لَهُ ﷺ فَلَنْ يَسَعَهُمْ أَنْ يُعَادُوا كُلَّ الْعَرَبِ، وَأنَّى لِلْمُشْرِكِينَ وَغَيْرِهِمْ قَتَلُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَاللَّهُ تَعَالَى عَصَمَه مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ : { وَاَللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ } [ سورة المائدة: 67].
الثمن: 172.00م.ج 215.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 6 - معاناة أحمد
رَدَدْنَا في الْجُزْءِ السَّابِقِ علَى بَعْضِ الشُّبُهَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِبَعْضِ الْقَضَايَا؛ كَقَضِيَّةِ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وحَدِيثِ الْقِرْدَةِ الَّتِي زَنَتْ، وَحُكْمِ شُرْبِ بَوْلِ الإبِلِ. وَبَيْنَ يَدَيْكَ الْجُزْءُ السادس مِنْ كِتَابِنَا « الْمُتَيَّم » وسَنَنْتَقِلُ في هَذَا الْجُزْءِ إلَى الْحَدِيثِ عَنِ المَرَاحِلِ الَّتِي مَرَّتْ بِهَا الدَّعْوَةُ الإسْلامِيَّةُ في نَشْأَتِها الأُولَى، وفي بِدَايَتِها الَّتِي أَصَابَها فِيهَا ما يُصِيبُ جَمِيعَ الدَّعَواتِ في نَشْأَتِها. سَنَتَكَلَّمُ عَنِ الْمَرْحَلَةِ السِّرِيَّةِ الَّتِي شَهِدَتْ دُخُولَ الزُّمْرَةِ الْأُولَى مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ ﷺ في هَذَا الدِّينِ، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ كَانَ لَهُمْ فَضْلُ السَّبْقِ إِلَى الدُّخُولِ في هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمُبَارَكَةِ. ثُمّ سَنَتَكَلَّمُ عَنْ بِدَايَةِ الْمَرْحَلَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الدَّعْوَةِ، وَهِيَ مَرْحَلَةُ الْجَهْرِ بِهَا، وكَيْفَ انْتَهَتْ هَذِهِ الْمَرْحَلَةُ إلَى مَوَاقِفَ وَاضِحَةٍ. ثم سنتكلم عَنْ أَمْرَيْنِ خَطِيرَيْنِ يَحُولَانِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ قَبُولِه لِلْحَقِّ؛ الْأَمْرُ الْأَوَّلُ التَّقْلِيدُ الْأعْمَى، وَالْأَمْرُ الثَّانِي إلْفُ الْمَرْءِ لِلنِّعَمِ. ثم سَنُواصِلُ الْكَلَامَ عَنْ مَرْحَلَةٍ أُخْرَى مِنَ الْمَرَاحِلِ الَّتِي مَرَّتْ بِهَا الدَّعْوَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ ، ألَا وَهِيَ مَرْحَلَةُ الْأَذَى، وَالَّتِي جَعَلْنَاهَا في سِتٍّ وَعِشْرِينَ لَقْطَةً، كُلُّ لَقْطَةٍ مِنْهَا تَعْكِسُ مَدَى مَا لَاقَاهُ النَّبِيُّ ﷺ وَالَّذِينَ آمَنُوامَعَهُ مِنْ أَذًى نَفْسِيٍّ وَبَدَنِيٍّ، حَيْثُ إنَّ صَنَادِيدَ الْكُفْرِ مِنْ قُرَيْشٍ لَمْ يَتْرُكُوا نَوْعًا مِنْ الْأَذَى إلَّا وَأَوْقَعُوه بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَأَتْبَاعِه حَتَّى يَرُدُّوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، ويَصْرِفُوهُمْ عَنْ هَذِهِ الْعَقِيدَةِ الَّتِي اسْتَقَرَّ نُورُهَا في سُوَيْدَاءِ قُلُوبِهِم.
الثمن: 168.00م.ج 210.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
!المتيم 5 - ليتهم عرفوا أن
كَانَ الْجُزْءُ الرابع هُوَ خَاتِمَةَ بَابِ الْوَحْيِ، وَهَا هُوَ الْجُزْءُ الخامس مِنْ كِتَابِ «الْمُتَيَّم» نَتَكَلَّمُ فِيهِ عَنْ قَضِيَّةٍ مِنْ أَهَمِّ الْقَضَايَا الْمُتَعَلِّقَةِ بِشَخْصِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ألَا وَهِيَ « قَضِيَّةُ تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ». هَذِهِ الْقَضِيَّةُ الَّتِي كَثُر اللَّغَطُ حَوْلَهَا، وَحَاوَل الْمُشَكِّكُونَ أَنْ يَتَّخِذُوهَا مَطْعَنًا في نُبُوَّتِهِ ﷺ، وَمِنْ ثَمَّ ذَكَرْنَا الأسْبَابَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا عَدَّدَ النَّبِيُّ ﷺ زَوْجَاتِه. ثُمَّ تَكَلَّمْنَا عَنْ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ ﷺ اللَّاتِي دَخَلَ بِهِنَّ ، وَرَدَدْنَا عَلَى بَعْضِ الشُّبُهاتِ الَّتِي أُثِيرَتْ حَوْلَ زَواجِه ﷺ مِنْ بَعْضِ النِّسَاءِ. ثُمَّ خَتَمْنَا هَذَا الْجُزْءَ بِذِكْرِ النِّسَاءِ اللَّاتِي عَقَدَ عَلَيْهِنَّ النَّبِيُّ ﷺ ولَمْ يَدْخُلْ بِهِنَّ، ومَنْ وَهَبَتْ مِنْهُنَّ نَفْسَهَا له ﷺ. ثم نَتَكَلَّمُ عَنْ بَعْضِ الْقَضَايَا الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْمَرْأَةِ، مِثْل: (اسْتِرْقَاقُ النِّساءِ في الحَرْبِ .. لِمَاذَا!- بَيْنَ الْحُرَّةِ والأَمَةِ - المَنَافِعُ المُتَرَتِّبَةُ مِنْ وَرَاءِ الأسْرِ - قِصَّةُ الحِجَابِ - واضْرِبُوهُنَّ!). وأخيرًا نَرُدُّ علَى بَعْضِ الشُّبُهَاتِ الَّتِي يُثِيرُهَا الْمُشَكِّكُونَ في سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، مثل: (قَضِيَّةُ بِئْرِ بُضَاعَةَ - حَدِيثُ الْقِرْدَةِ الَّتِي زَنَتْ - هَلِ النَّبِيُّ ﷺ لا يَعْتَرِفُ بِالْعِلْمِ - بَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ - بَوْلُ الإبِلِ)
الثمن: 224.00م.ج 280.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 4 - قضايا حول الوحي
بَدَأْنَا الكَلامَ في الْجُزْءِ الثالث مِنْ كِتَابِ «الْمُتَيَّمِ» عَنْ قَضِيَّةِ الْوَحْيِ، تَنَاوَلْنَا فِيه بَعْضَ النِّقَاطِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَذَا الْمَوْضُوعِ الْهَامِّ، مِثْل: طَبِيعَةُ الْوَحْيِ، وَهَلْ كَانَتْ شَخْصِيَّةُ النَّبِيِّ ﷺ شَخْصِيَّةً خَيَالِيَّةً أمْ حَقِيقِيَّةً، ومَا قَالَتْه التَّورَاةُ والإنْجِيلُ عَنْه ﷺ، ثُمَّ أَجَبْنَا عَنْ سُؤالٍ يَفْرِضُ نَفْسَهُ ألَا وَهُوَ: لِمَاذَا يُنْكِرُونَه ﷺ والْقُرْآنُ يُسَجِّلُ وُجُودَه، والتَّارِيخُ يَشْهَدُ لَه ﷺ ؟ وَبَيْنَ يَدَيْكَ الْجُزْءُ الرابع مِنْ هَذَا الْكِتَابِ، نَسْتَكْمِلُ فِيهِ الْكَلَامَ عَنْ بَعْضِ النِّقَاطِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِقَضِيَّةِ الْوَحْيِ، وَنَبْدَأُ كَلَامَنَا عَن مَرْكَزِيَّةِ الْإِنْسَانِ الَّتِي تَقُومُ عَلَيْهَا النَّظَرِيَّةُ الْغَرْبِيَّةُ، ومَدَى مُصادَمَةِ هَذِه النَّظَرِيَّةِ لِمَا قَامَتْ عَلَيْهِ دَعْوَةُ النَّبِيِّ ﷺ مِنْ بَيَانِ حَقِيقَةِ مَرْكَزِيَّةِ مَحَبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَعِبَادَتِهِ في حَيَاةِ البَشَرِيَّةِ . ثُمَّ نَتَكَلَّمُ عَنْ مَدَى اسْتِقْلالِيَّةِ التَّشْرِيعِ الإسْلَامِيِّ، وسَنُجِيبُ عَنْ بَعْضِ الْأَسْئِلَةِ الَّتِي تُطْرَحُ كَثِيرًا عِنْدَ الْكَلَامِ عَنِ الْوَحْيِ وَطَبيعَتِه، مِثْل : هَلْ تَأَثَّرَ النَّبِيُّ ﷺ بِالْحُنَفَاءِ السَّابِقِينَ لَهُ؟ هَلْ مِنَ المُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ بُحَيْرَاءُ الرَّاهِبُ شَخْصِيَّةً وَهْمِيَّةً؟ ما هو مَوْقِفُ القُرْآنِ مِن العَقَائِدِ الأُخْرَى؟ مَا هِيَ حَقِيقَةُ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ في الْقُرْآنِ، وهَلْ أَخْذَها النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الشَّرَائِعِ السَّابِقَةِ؟ ونجيب عَنْ هَذَا السُّؤَالِ الْهَامِّ، ألَا وَهُوَ: الـقُـرْآنُ كَـلَامُ مَـنْ؟ ثم نتابع مَسِيرَتَنَا الْمُبَارَكَةَ، ونَسْتَكْمِلُ الْكَلَامَ عَنْ قَضِيَّة الْوَحْي، نَبْدَأُ حَدِيثَنَا عَنْ صُوَرِ الْوَحْي وَأشْكَالِه، ثُمَّ نُجِيبُ عَنْ بَعْضِ الْأسْئِلَةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَذَا الْأمْرِ، مِثْل: هَلْ كَانَ الْوَحْيُ نَوْعًا مِنْ الصَّرَعِ، أَمْ أَنَّ مَصْدَرَهُ الشَّيْطَانُ. هَلْ كَانَ الْوَحْيُ سِحْرًا أَمْ أَنَّهُ مُجَرَّدُ رُؤْيَا مَنَامِيَّةٍ كَانَ يَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. ثم نَخْتِمُ الْكَلَامَ عَنْ قَضِيَّةِ الْوَحْي، بِالْحَدِيثِ عَنْ أُمَيَّةِ النَّبِيِّ ﷺ وَنُجِيبُ عَنْ أَسْئِلَةٍ هَامَّةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِهَذَا الْأَمْرِ: هَل أُمِّيَّةُ الْإِنْسَانِ تَعْنِي جَهْلَه؟ هَلْ كَوْنُ النَّبِيِّ ﷺ أُمِّيًّا يَعْنِي أَنَّ كَتَبَةَ الْوَحْيِ كَانُوا يَخْدَعُونَه ﷺ؟ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُجَرَّدَ رَجُلٍ صَالِحٍ أَمْ أَنَّهُ كَانَ مُصْلِحًا اجْتِمَاعِيًّا. ثُمَّ تَأْتِي الْخَاتِمَةُ الَّتِي نُنْهِي بِهَا الْكَلَامَ عَنْ كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِقَضِيَّةِ الْوَحْيِ.
الثمن: 232.00م.ج 290.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 3 - نجم أحمد
تَكَلَّمْنَا في الْجُزْءِ السَّابِقِ عَنْ تَارِيخِ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ الَّذِي أَذِنَ اللَّهُ أنْ يُرْفَعَ لِيُعْبَدَ فِيهِ، وتَكَلَّمْنَا أَيْضًا عَنْ الْيَهُودِيَّةِ والنَّصْرَانِيَّةِ في بِلادِ الْعَرَبِ، وكَيْفَ دَخَلَتْ هاتان الدِّيانَتَانِ إلَى هذِه البِلادِ لِيَنْشِبَ الصِّراعُ بَيْنَها . وتبَيَّنَ لنَا مَدَى الفَوْضَى التِي كان يَعِيشُ فيها الْعَربُ قُبَيْلَ الإسْلامِ، وَكَيْفَ كانت الظُّرُوفُ تَتَطلَّبُ المُنْقِذَ الذي يَرْفَعُ لِواءَ الحَقِّ، ويُؤَلِّفُ قُلُوبَ النَّاسِ إلَيْهِ. وهَا هُوَ الْجُزْءُ الثَّالث مِنْ كِتَابِ «الْمُتَيَّمِ» نَعِيشُ فِيه مَعَ مَوْلِدِ نَبِيِّ الْهُدَى وخَيْرِ الْوَرَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ﷺ. نَسْتَعْرِضُ الجَوَّ الذِي وُلِدَ فيه الرَّسُولُ ﷺ، والأسَاسَ الذِي يَرْجِعُ إليه، والْبِيئَةَ التِي نَشَأ فِيها لِنَرَى كَيْفَ تَحَقَّقَتِ الرُّؤْيَا الَّتِي رَآهَا أَحَدُ مُلُوكِ الْيَمَنِ وقَصَّها علَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِشَأْنِ قُرْبِ مَبْعَثِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ﷺ . كما سنتكلم عَنْ قَضِيَّةٍ هَامَّةٍ جِدًّا؛ ألَا وَهِيَ قَضِيَّةُ الْوَحْيِ، وهَذِه الْقَضِيَّةُ سَنَتَوَقَّفُ مَعَها قَلِيلًا لِنَسْتَعْرِضَ مَعًا بَعْضَ النِّقَاطِ الْهَامَّةِ فِيهَا، ونَبْدَأُ هَذِه النِّقَاطَ في هَذَا الْجُزْءِ بِالْكَلامِ عَنْ طَبِيعَةِ الْوَحْيِ، وَعَنْ شَخْصِيَّةِ النَّبِيِّ ﷺ، هَلْ كَانَتْ شَخْصِيَّةً خَيَالِيَّةً أمْ حَقِيقِيَّةً، ومَا قَالَتْه التَّورَاةُ والإنْجِيلُ عَنْه ﷺ، ثُمَّ نَخْتِمُ هذَا الْجُزْءَ بِالْإجَابَةِ عَنْ سُؤالٍ يَفْرِضُ نَفْسَهُ ألَا وَهُوَ: لِمَاذَا يُنْكِرُونَه ﷺ والْقُرْآنُ يُسَجِّلُ وُجُودَه، والتَّارِيخُ يَشْهَدُ لَه ﷺ ؟
الثمن: 116.00م.ج 145.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 2 - أصل الوجود البشري في مكة
تَكَلَّمْنَا في الْجُزْءِ الأَوَّلِ مِنْ كِتابِ «الْمُتَيَّم» عَنْ قِصَّةِ الْخَلْقِ والغَايَةِ الَّتِي مِنْ أجْلِهَا خُلِقْنَا،وأجَبْنَا عَنْ كَثِيْرٍ مِنَ الشُّبُهاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِقَضِيَّةِ تَسْيِيرِ الإنْسَانِ وتَخْيِيرِه: لِمَاذَا لا يُدْخِلُنا اللهُ تعَالَى جَمِيعًا الجَنَّةَ، ولِمَاذَا يَخْلُقُ اللهُ الأشْيَاءَ ثُمَّ يُحَرِّمُها عَلَيْنَا، وغَيْرِ ذلِك مِنَ الشُّبُهاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بهذِه الْقَضِيَّةِ. ثُمَّ تَكَلَّمْنَا عَنْ أَقْسَامِ الْعَرَبِ (العَارِبَة والْمُسْتَعْرِبَة والبَائِدَة)، وذكرنا لِمَاذَا نَشْرَحُ تِلْكَ التَّصْنِيفاتِ؟ ومَا أثَرُ مَعْرِفَةِ هَذِه التَّقْسِيمَاتِ في دِرَاسَةِ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ الْمَبارَكَةِ. وبَيْنَ يَدَيْكَ – أيُّهَا الْقَارِئُ - الْجُزْءُ الثَّاني مِنْ كِتَابِ «الْمُتَيَّم»، والَّذِي سَنَتَكَلَّمُ فِيه عَنْ تَارِيخِ الْيَمَنِ؛ هَذَا التَّارِيْخُ الْقَدِيْمُ الَّذِي هُوَ أَحَدُ أَرْكَانِ هَذِهِ السِّيرَةِ الْعَطِرَةِ. سَنَتَكَلَّمُ عَنِ الْمُلُوكِ الَّذِينَ حَكَمُوا الْيَمَنَ قَدِيمًا، وسَوْفَ تَرى أَنَّ الْجَمِيْعَ كان يَقْتُلُ بَعْضُهُمُ الْبَعْضَ مِنْ أَجْلِ الْحُكْمِ، وسَتَرَى أَيْضًا كَيْفَ حَمَى اللَّهُ الْكَعْبَةَ مِنْ يَدِ الْبَطَّاشِ أَبْرَهَةَ الْحَبَشِيِّ؛ لِتَتَكَوَّنَ في ذَاتِكَ صُورَةٌ عَنْ أَحْوَالِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَقْتَهَا . سَوْفَ تَفْهَمُ وَتَعِي أَنَّ اللَّهَ كَانَ يُهَيِّئُ هَذِه الْمَنْطِقَةَ الْعَرَبِيَّةَ لِأمْرٍ هَامٍّ، ألَا وَهُوَ مَبْعَثُ النَّبِيِّ الْخَاتَمِ سَيِّدِنَا رَسُولِ الله ﷺ . وسنتكلم عن عَنْ تَارِيخِ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ: مَا هِي قِصَّةُ هذَا الْبَيْتِ ؟ مَتَى بَدَأ التَّوَاجُدُ الْبَشَرِيُّ في مَكَّةَ، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأُمُورِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِتَارِيخِ هَذِه الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ لِتَسْتَطِيعَ أَنْ تَقِفَ عَلَى أَوَّلِ السُّلَمِ الَّذِي تَصْعَدُ بِهِ إلَى مِنْبَرِ النُّورِ، مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَتَقِفَ مِنْ أَعْلَى جَبَلِ الْيَقِينِ بِعَيْنٍ حَكِيْمَةٍ تَرَى بِبَصِيرَةٍ بَرَّاقَةٍ كَيْفَ نَشَأَ الْإِسْلَامُ، وَكَيْفَ جَازَ كُلَّ الصُّعُوبَاتِ والْعَقَباتِ.
الثمن: 152.00م.ج 190.00م.ج
قراءة المزيدخصم 20%
المتيم 1- لماذا من أين أتينا وإلى أين ؟
هَا هُوَ – يَا صَدِيقِي- الْجُزْءُ الْأوَّلُ مِنْ كِتَابِ «الْمُتَيَّم» والَّذِي سَنَبْدَأه بِقِصَّةِ الْخَلْقِ، ونُجِيبُ مِنْ خِلالِهَا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الشُّبُهَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِقَضِيَّةِ تَسْيِيرِ الإنْسَانِ وتَخْيِيرِه، ولِمَاذَا خَلَقَنا اللهُ، ومَا هُوَ عَالَمُ الذَّرِّ، ولِمَاذَا لَا يُدْخِلُنَا اللهُ جَمِيعًا الْجَنَّةَ، وهَلْ كَانَ آدَمُ في الْجَنَّةِ قَبْلَ نُزُولِه لِلأرْضِ، ولِمَاذَا يَخْلُقُ اللهُ الأشْيَاءَ ثُمَّ يُحَرِّمُهَا عَلَيْنَا، ومَنْ هُوَ الْعَدُوُّ الْحَقِيقِيُّ لنَا، وكَيْفَ يَكُونَ آدَمُ مَعْصُومًا وقَدْ عَصَى اللهَ . ولِمَاذَا يُوجَدُ الشَّرُّ والظُّلْمُ والابْتِلَاءاتُ والإعَاقَاتُ والْمَوْتُ وفَقْدُ الأحِبَّةِ ؟ وهَلِ الاقْتِرابُ مِنَ اللهِ يُؤَدِّي لِكَثْرَةِ الابْتِلاءاتِ . ولِمَاذَا التَّحْذِيرَاتُ والتَّهْدِيدَاتُ الدَّائِمَةُ في القُرْآنِ، ولِمَاذَا لَا يَهْدِينَا اللهُ جَمِيعًا، وهَلْ يَسْتَطِيعُ الْعِلْمُ أنْ يَخْلُقَ كَخَلْقِ اللهِ . ومَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْعَقِيدَةِ والشَّرِيعَةِ، وهَلِ الأدْيَانُ مُخْتَلِفَةٌ، ومَنْ هُوَ الْمُؤَذِّنُ الأوَّلُ بِالإيمَانِ. ثُمَّ سَنَتَكَلَّمُ عَنْ أَ
قْسَامِ الْعَرَبِ في مَكَّةَ، ولِمَاذَا نَشْرَحُ هَذِه التَّصْنِيفَاتِ، وكَيْفَ كَان يَعِيشُ الْعَرَبُ قُبَيْلَ الإسْلَامِ، وكَيْفَ كَانَتِ الظُّرُوفُ تَتَطَلَّبُ الْمُنْقِذُ الَّذِي يَرْفَعُ لِواءَ الْحَقِّ، ويُؤَلِّفُ قُلُوبَ النَّاسِ إلَيْهِ.
الثمن: 116.00م.ج 145.00م.ج
قراءة المزيدمقالاتي
مَا ضَرَّكَ؟
مَا ضَرَّكَ لَوْ سَارَ الْجَمِيعُ علَى خُطَاكَ دُوْنَ أنْ يُذْكَرَ اسْمُكَ؟
مَا ضَرَّكَ لَوْ كُنْتَ أنْتَ الْهِمَّةَ الَّتِي نُحْيِي بِهَا الْأرْضَ، ونُعِيدُ بِهَا التَّوازُنَ دُونَ أنْ يَعْلَمَ أحَدٌ بِحَالِكَ؟
مَا ضَرَّكَ لَوْ جَعَلْنَا في أقْدَامِكَ الْبَرَكَةَ؛ فَبَيْنَمَا تَسِيرُ نُحْيِي قُلُوبًا وبِلادًا، ونَرْفَعُ أقْوامًا، ونَخْسِفُ بآخَرِين دُونَ أنْ يَعْلَمَ أحَدٌ بِشَأنِكَ؟
مَاضَرَّكَ لَوِ اصْطَفَيْنَاك دُوْنَ عِلْمِكَ، وآوَيْنَاكَ رَغْمَ أنْفِكَ، وحَفِظْنَاكَ بِغَيْرِ حَوْلٍ مِنْكَ وقُوَّةٍ، وأعْطَيْنَاكَ دُونَ سُؤالِكَ؟ مَا ضَرَّكَ؟
مَا ضَرَّكَ لَوْ أخْرَجْنَا الْغَافِلِينَ عَنْ دائرَتِكَ، ونَجَّيْنَاكَ مِنَ الْفَاسِدِينَ، ورفَعْنَا بِكَ الصَّالِحِينَ دُوْنَ أنْ تُعْلَمَ لَك مَاهِيَّةٌ فتُذْكَرَ، مَا ضَرَّكَ؟
مَا ضَرَّكَ لَوِ انْطَفَأ النُّورُ مِنَ الدُّنْيَا بَيْنَمَا أنْتَ في تَوَهُّجٍ ويَقِينٍ؟
مَا ضَرَّكَ لَوْ نَزَلَ بِكَ الْكَرْبُ أوِ الْغَمُّ بَيْنَمَا أنْتَ في أعْيُنِنَا نُقَلِّبُكَ كَمَا نَشَاءُ، مَا ضَرَّكَ؟
ولَوْ أخَذْنَا بَصَرَكَ وسَمْعَكَ ويَدَكَ.. ألَسْتَ تَرَى الْحَقَائِقَ بِنَا، وتُمَيِّزُ الْأحْدَاثَ بِسَمْعِنَا وتُعْطِي الْخَلْق بِنَا.. ألَسْنَا نَحْنُ سَمْعَك وبَصَرَكَ و يَدَك..!
مَا ضَرَّكَ لَوْ حَلَّ الْوَبَاءُ في كُلِّ بِقَاعِ الدُّنْيَا، ألَيْسَ لنَا مَوْعِدٌ لَنْ تَتَأخَّرَ عَنْهُ دَقِيقَةً ولا أقَلَّ مِنْ ذَلِكَ؟ مَا ضَرَّكَ؟!
قُلْ لِي بِرَبِّكَ لِمَاذَا تَتَذَمَّرُ، إنَّ أعْظَمَ عَطَايَا الْمِحَنِ هِيَ الرُّؤْيَةُ، الرُّؤْيَةُ الْمُتَّسِعَةُ لِلْحَقَائِق.. ولا رُؤْيَةَ لِمَنْ لَا يَرْحَمُ.
امْضِ في عِزِّ رَبِّكَ، مُبَارَكٌ مَسْعَاكَ أيْنَمَا نَزَلْتَ، كَثِيرَةٌ عَطَايَاك بِقُدْرَةِ صَانِعِكَ أيْنَمَا سَلَكْتَ، طَابَ مَمْشَاكَ علَى سَيْرِ جِدِّكَ، و طَابَ مَسْعَاكَ إلَيْنَا، فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.. و لَا تَنْسَ الْعَهْدَ.
لَيْسَتِ الْعِبْرَةُ بِمَنْ سَبَقَ فَطُبِعَ اسْمُهُ في دَفَاتِرِ الْأرْضِ، ولَكِنَّ الْعِبْرَةَ بِمَنْ صَدَقَ.
نَحْنُ لَا نَسْتَخْلِفُ عُمَّالَنَا علَى الْأرْضِ لِيَصْنَعُوا الْمَجْدَ لِأنْفُسِهِم!
بَلْ لِيَكُونَ الْمَجْدُ لِلَّه، فَلا يُنَازَعُ في مَجْدِه ولا في مُلْكِه ولا في سُلْطَانِه.
سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ، سَبِّحْ بِعِزِّه وَمَجْدِه، سَبِّحْ رَبَّكَ الأعْلَى، لَهُ الْمُلْكُ والْكِبْرِيَاءُ والْجَبَرُوتُ.. هُوَ الصَّانِعُ وأنْتَ الصَّنْعَةُ.
مَا ضَرَّك لَوِ اقْتَدَى بِكَ الْخَلْقُ دُونَ أنْ تُذْكَرَ فتُشْكَرَ!
إنَّ عِبَادَنَا لَا يَلِيقُ بِهِمْ أنْ تَشْكُرَهُم ألْسِنَةُ النَّقْصِ، فَمِنْ أجْلِهِم أعْدَدْنَا الْجَنَّة، وشَكَرَتْهُم الْعِنَايَةُ، وأكْرَمَهُم الشَّكُورُ... فَانْتَبِه!
لَقَدْ قُسِّمَتِ الْقُلُوبُ فَأخَذَ الشَّيْطَانُ حَظَّه وأخَذْنَا حَظَّنا فَمَا ضَرَّكَ لَوْ كُنَّا نَحْنُ حَظَّك... مَا ضَرَّكَ؟
#خواطر_السائرين
#تفكير_إيجابي
#التحفيز_والتحفيز_الشخصي
#تطوير_الذات
#السعادة_والرضا_الذاتي
#الإيجابية_والتفاؤل
#العزيمة_والإصرار
#تطوير_المهارات_الشخصية
#النجاح_والتفوق
#القوة_الداخلية_والثقة_بالنفس
#التفكير_الإيجابي_والتحفيز_الذاتي
اخْرُجْ عَنِ التَّوَقُّعَاتِ
اخْرُجْ عَنِ التَّوَقُّعَاتِ... واحْفَظْ نَفْسَكَ يَا بُنَيَّ عَنِ الْقَوَالِبِ الْبَشَرِيَّةِ وَشَرِّهَا، فَإذَا كُنْتَ مُعْتَادًا علَى الْعَطَاءِ وتَتَبُّعِ سِيَاسَةِ الْأبْوَابِ الْمُفَتَّحَةِ فَعَلَيْكَ أنْ تَتَعَلَّمَ أنْ تَخْرُجَ عَنِ التَّوَقُّعاتِ مِنْ حِينٍ لآخَرَ، حَتَّى لَا تُسْتَغَلَّ أوْ تُسْتَبَاحَ حُدُوْدُك، فَالنَّاسُ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ امْتِلاكِكَ سَوْفَ يُطَالِبُونَكَ بِمَا طَالَبَتْ بِه قُرَيْشٌ النَّبِيَّ ﷺ.
سَوْفَ يَسْألُونَكَ أنْ تُفَجِّرَ لَهُمُ الْأنْهَارَ.. أوْ تُسَيِّرَ الْجِبَالَ.. وقَدْ يَتَطَاوَلُون لِيَسْألُوكَ أنْ تُظْهِرَ الْمَلَائِكَةَ حَوْلَهُم!
سَوْفَ يَتَعَامَلُ مَعَكَ الْجَمِيعُ مِنْ مُنْطَلَق: (كَانَ يَجِبُ أنْ يَفْهَمَ ويَفْعَلَ كَذَا وكَذَا) وسَوْفَ تَتَعَلَّقُ بِكَ جَمِيعُ أسْبَابِ فَشَلِهم فَسَتَكُونُ أنْتَ سَبَبَ كُلِّ شَيْءٍ قَبِيحٍ وَقَعَتْ فِيهِ أقْدَامُهم..
وسَرْعَانَ مَا تُنْسَى صَوْلاتُكَ مَعَهُم ولُطْفُكَ بِهِمْ وعِنَايَتُك بِأحْوَالِهِم، لِذَلِكَ احْتَرِسْ مِنَ الاقْتِرَابِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَتَخَلَّلُه الْخُصُوصِيَّةُ والْخُرُوجُ عَنْ تَوَقُّعاتِ الْجَمِيعِ، فَعِنْدَمَا يُطَالِبُونَكَ بِالْمَلائكِيَّةِ ارْحَلْ فَوْرًا.
فَلْتَكُنْ في غِنًى عَنِ الْجَمِيعِ، والْأهَمُّ ألَّا تَلْتَفِتَ، لأنَّ الالْتِفَاتَ إلَى الْخَلْقِ سَيَصْرِفُكَ عَنِ الْخَالِقِ..
وتَعَلَّمْ ألَّا تُسْرِفَ في الْعَطَاءِ؛ فَالإسْرافُ في الْمَحَبَّةِ جَرِيمَةٌ، فَكُنْ مِنَ الْمُعْتَدِلِين، وكُنْ دَائِمَ النُّصْحِ ولَكِنِ انْصَحْ مَرَّةً ولْتَصْمُتْ.. مَا شَأْنُكَ أنْتَ بِنَجَاةِ أحَدِهِمْ أوْ ضَيَاعِه؟
لَيْسَ عَلَيْكَ إلَّا الْبَلَاغُ فَقَط والْمُضِيُّ قُدُمًا.. فَلِكُلِّ إنْسَانٍ حَيَاةٌ كَامِلَةٌ مُمْتَلِئَةٌ بِالاخْتِبَارَاتِ، فَلِمَاذَا تُجِيبُ أنْتَ عَنْ أسْئِلَةِ غَيْرِكَ! لَا تَلْتَفِتْ عَنْ وَرَقَتِكَ.. تَابِعِ السَّيْرَ.. الْبَابُ لَمْ يُغْلَقْ بَعْدُ، بإمْكانِكَ الْوُصُولُ فَهُنَاكَ مُتَّسَعٌ مِنَ الْوَقْتِ لَكِنِ احْذَرْ مِنْ أنْ تَلْتَفِتَ فَيَضِيعَ الْوَقْتُ ويُغْلَقَ الْبَابُ فَتَضِيعَ!
أهْلُ النَّجَاةِ في هَذَا الزَّمَنِ هُمْ مَنْ يَفْعَلُونَ الْخَيْرَ دُونَ النَّظَرِ إلَى شَخْصِ مَنْ يُقَدِّمُون إلَيْهِ الْمَعْرُوفَ، مَعَ سُرْعَةِ الانْصِرَافِ قَبْلَ أنْ يَعْرِضَ النَّاسُ الْأجْرَ، أوْ حَتَّى الشُّكْرَ، أوْ سُوءَ الْأدَبِ أحْيَانًا.
انْجُ بِنَفْسِكَ.. وافْعَلْ ولا تَنْتَظِرْ.. واسْلُكْ طَرِيقَ الْمُوَحِّدِينَ، ذَلِكَ الَّذِي يَسِيرُ فِيهِ الْقِلَّةُ.. الْقِلَّةُ الشَّاكِرَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ في كِتَابِه: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ}( )، أمَّا الْأغْلَبِيَّةُ فَلَا تُخَالِطْهُم إلَّا لِلْخِدْمَةِ وانْصَرِفْ.. فَأكْثَرُهُم في كِتَابِ رَبِّكَ:(فَاسِقُون، مُنَافِقُون، مُسْرِفُون، مُعْتَدُون ).
وَقُلْ سَلَامٌ.. وانْصَرِفْ بِهُدُوءٍ.
#خواطر_السائرين
#تفكير_إيجابي
#تحفيز_الذات
#العطاء_والتسامح
#القيادة_الإيجابية
#تحقيق_التوازن_الشخصي
#الابتعاد_عن_السلبية
#تنمية_المهارات_الشخصية
#الثقة_بالنفس_والتحفيز_الذاتي
النجاح_الشخصي_والتطور_الذاتي
#التحفيز_للتفوق_وتجاوز_التوقعات
#الارتقاء_بالذات_والعمل_على_تحقيق_الأهداف
#الاستمرارية_في_النمو_وتطوير_الذات
#الحفاظ_على_الهدف_وتجاوز_التحديات
#التصدي_للتوقعات_السلبية_وتحقيق_الإنجازات
#الاستجابة_للتحديات_بإيجابية_وتحفيز_النفس
تَصْحِيحُ مُعْتَقَداتٍ
أحَدُهُمْ يَقُولُ: مَاتَتْ صَدِيقَتِي بِالسَّرَطَانِ فَقَدِ انْتَصَرَ عَلَيْهَا!
لا ليس حقيقي بل هِيَ الَّتِي انْتَصَرَتْ علَى السَّرَطَانِ بِالْمَوْتِ، ولَيْسَ السَّرَطانُ هُوَ الَّذِي انْتَصَر عَلَيْها!
الْمَوُتُ هُوَ جَنَّةُ الصَّالِحِينَ، يَتَمَنَّاه أهْلُ اللهِ الأبِطَالُ لأنَّهُم يَنْشُدُونَ لِقاءَ اللهِ، ولَا سَبِيلَ لِلِقَاءِ اللهِ إلَّا بِهَذِه الرِّحْلَةِ الْمُبَارَكَةِ، رِحْلَةُ الْمَوْتِ.. السَّفَرُ مِنْ عَالَمِ الأرْضِ إلَى عَالَمِ النُّورِ، الْحُرِّيَّةُ مِنْ سِجْنِ الْجَسَدِ إلَى بُحْبُوحَةِ الْمُلْكِ الوَاسِعِ.
إذَا كُنْتَ مِمَّنْ يَكْرَهُونَ هذَا اللِّقَاءَ.. ألَمْ يَحِنِ الْوَقْتُ لِتَسْألَ نَفْسَكَ: لِمَاذَا لَا تُحِبُّ هذَا اللِّقَاءَ؟ لَعَلَّكَ تُقَيِّمُ أدَاءَ رُوحِكَ السَّائِرَةِ بِغَيْرِ هُدًى فَوْقَ ظَهْرِ هذِه الْمَعْمُورَةِ!
هَؤلاءِ وغَيْرُهم مِمَّنْ يُجَاهِدُونَ في الدُّنْيَا جَمِيعُهُم يَحْمِلُونَ نَفْسَ الرِّسَالَةِ.. رِسَالَةِ الإصْلاحِ.. مِنْهُمْ مَنْ يَعْمُرُ الأرْضَ ويُعِيدُ صِياغَةَ الْمَشَاهِدِ، ومِنْهُم مَنْ يُقَابِلُ الْمَرَضَ فَيَنْتَصِرُ علَيه بِلِقَاءِ اللهِ، فإنَّ الْمَرِيضَ كَانَتْ رِسَالَتُه هِيَ الْعِبْرَةَ، حتَّى إذَا شَاهَدَ النَّاسُ ألَمَه قَالُوا: الْحَمْدُ للهِ، فَبَعْضُ النَّاسِ يَنْتَزِعُ اللهُ مِنْهُم الْحَمْدَ بِهَؤلاءِ الأبْطَالِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ في سَاحَاتِ الْمَرَضِ.
والْعِبْرَةُ والإصْلَاحُ هُمَا بِذْرَتَا التَّوْحِيدِ الَّتِي تَثْبُتُ بِهَا دَعَائِمُ «لا إلَه إلَّا اللهُ» في قَلْبِكَ.. وإذَا ثَبَتَتْ في قَلْبِكَ اسْتَطَعْتَ أنْ تَغْرِسَها في الأرْضِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ والأخْلاقِ الطَّيِّبَةِ، فَبِدُونِ ذَلِكَ.. فِرَّ مِنْ لِقَاءِ رَبِّكِ إذِا اسْتَطَعْتَ..
فالْمُصْلِحُ والْمَرِيضُ يُؤدِّيانِ نَفْسَ الرِّسَالَةِ لَكِنْ بِصُوَرٍ مُخْتَلِفَةٍ.
لِمَاذَا الْحَمْدُ؟
لأنَّ بِه تَعْتَدِلُ مَوازِينُ النِّعَمِ، فَهؤلاءِ الَّذِينَ لا يَحْمَدُونَ اللهَ لَهُمْ أُمْنِياتٌ قَدْ أُجِيبَتْ لَكِنْ لَنْ يَسْتَلِمُوهَا بِسَبَبِ أنَّهُم لَمْ يَحْمَدُوا اللهَ علَى مَا أعَطاهُمْ.. فَيَكُونُ الْحَائِلُ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ طَلَبَاتِهِمْ هُوَ الْحَمْدَ.. فَحَمْدُهُم نَاقِصٌ، ومَتَى زَادَ حَمْدُهُم اعْتَدَلَتْ مَوازِينُ النِّعَمِ.. { لئن شكرتم لأزيدنكم }( )، بِدُونِ الشُّكْرِ تَتَوَقَّفُ مَوَاكِبُ الزِّيَادَةِ علَى الرَّغْمِ مِنْ وُصُولِهَا عِنْدَ بابِ الْعَبْدِ الطَّالِبِ..
لِمَاذَا الْحَمْدُ؟
لأنَّ بِه يَنْتَقِلُ الإنْسَانُ مِنْ هِدَايَةِ الدِّلالَةِ إلَى الْمَعُونَةِ.. وفي هذِه شَرْحٌ يَطُولُ.
وكُلُّ هَؤلاءِ الَّذِينَ اسْتَعْمَلَهُم اللهُ في الأرْضِ أبْطَالٌ.. أبْطَالٌ قَدِ انْتَصَرُوا وفَازُوا بِهَذَا اللِّقَاءِ..
فَالْمَرَضُ كَانَ مَرْسُولَ السَّمَاءِ الَّذِي انْتَزَعَ مِنْكَ الْحَمْدَ وزَفَّ الأبْطَالَ إلَى اللهِ..
لِمَاذَا يَخْتَصُّهُم اللهُ بِبَهْجَةِ الْخَواتِيمِ... الدَّرَجَاتِ الْعَظِيمَةِ؟
لأنَّهُم هُمُ الْقُدْوَةُ الَّذِينَ جَرَتْ عَلَيْهِم اخْتِبَارَاتُ الْعِنَايَةِ الإلَهِيَّةِ « نَمَاذِج الاخْتِبَارَاتِ الصَّعْبَةِ» فَلَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ إلَّا الْجَمَالُ والصَّبْرُ.
الاخْتِبَاراتُ والشَّدَائِدُ لا تُظْهِرُكَ فَقَط أمَامَ النَّاسِ، بَلْ تَفْضَحُ مَعْدِنَكَ أمَامَ اللهِ وأمَامَ نَفْسِكَ.. فَتَعْرِفُ نَفْسَك: هَلْ أنْتَ مُخْلِصٌ حَقًّا ومُؤْمِنٌ بِاللهِ، أمْ أنْتَ حُلْوُ اللِّسانِ قَلِيلُ الْعَمَلِ؟.
وقَدْ قِيلَ: مَنْ عَرَفَ نَفْسَه عَرَفَ رَبَّه .
فَالْمَوْتُ قَادِمٌ بِلَا شَكٍّ، لَكِنْ كَيْفَ سَنَمُوتُ؟
رَحْمَةُ اللهِ علَى هذِه الْبَطَلَةِ.. و نَسْألُ اللهَ لنَا جَمِيعًا بَهْجَةَ الْخَواتِيمِ.
وإلى هَؤلَاءِ الَّذِينَ فَقَدُوا أحِبَّتَهُم: إنَّ الأجْسَادَ فَقَط هِي الَّتِي تَسْقُطُ عِنْدَ الْمَوْتِ، لَكِنَّ الرُّوحَ تَبْقَى.. فَهِي السِّرُّ.. لا تَبْلَى، ثُمَّ تَتَسَلَّلُ إلَيْنَا صِفَاتُ مَنْ نُحِبُّ فَتَتَغَيَّرُ صِفَاتُنَا و طَبَائِعُنَا فَنُصْبِحُ فَجْأةً نُشْبِهُ الَّذِينَ فَقَدْناهُمْ بِالأمْسِ، فَنَجِدُ صِفَاتِهِمْ قَدِ اخْتَلَطَتْ بِنَا وأثَرَهُمْ قَدْ سَكَنَ مَلامِحَنَا.. فَحِينَها نُدْرِكُ جَيِّدًا أنَّهُم لَمْ يَرْحَلُوا.. هُمْ فَقَط قَدِ انْتَقَلُوا مِنْ أجْسَادِهمِ إلَى أجْسَادِنَا.. فَلِلرُّوحِ أسْرَارٌ.. لا يَعْلَمُهَا إلَّا اللهُ .
فالنَّاسُ مَوْتَى.. وأَهْلُ الْحُبِّ أحْيَاء..
و أهْلُ الْحُبِّ هُمْ أَهْلُ اللهِ.. فَأيْنَ الفِراقُ؟
#تصحيح_المعتقدات
#خواطر_السائرين
#الموت_والحياة
#الحمد_والشكر
#فلسفة_الموت
#روحانية
#التصالح_مع_الموت
#معنى_الحياة
#استعداد_للقاء_الله
المُشْكِلَةُ أنَّك لَا تُشْبِهُ أحَدًا..
لَسْتَ الْأفْضَلَ وَلَكِنَّكَ الأغْرَبُ، النُّسْخَةُ الْحَائِزَةُ بِجَدَارَةٍ علَى التَّفَرُّدِ.. لَكَ أشْبَاهٌ عِدَّة، فَمَثَلًا في عَالَمِ الطُّيُورِ؛ أنْتَ الْعُصْفُورُ الَّذِي يُغَرِّدُ وَحْدَهُ علَى طَرَفِ شَجَرَةٍ في صَحْرَاءَ غَامِضَةٍ نَائِيَةٍ، وَأنْتَ هذَا الْحُوتُ الَّذِي يَجْتَهِدُ في مُحَاوَلاتٍ يَائِسَةٍ لِلْخُرُوجِ مِنْ عَالَمِه بِأنْ يُلْقِيَ بِنَفْسِهِ إلَى الشَّاطِئ.
أنْتَ النَّايُ الَّذِي لَا يَعْزِفُ إلَّا عَنِ الْغُرْبَةِ وَالِانْقِطَاعِ، وأنْتَ اللَّيْلُ الَّذِي يَبْحَثُ عَنِ النَّهَارِ، وأنْتَ السُّكُونُ في مُوسِيقَى الصَّحْرَاء.
لَا تُشْبُه أحَدًا، مَهْمَا اجْتَهَدْتَ أنْ تَتَكَلَّمَ فَالْجَمِيعُ يَسْمَعُ لَكِنْ لَا يَفْهَمُك أحَدٌ، أنْتَ الْفَيْلَسُوفُ الَّذِي سَقَطَتْ فَلْسَفَتُه في حُرُوبِ التَّتَارِ، وأنْتَ الْعَالِمِ الَّذِي غَابَتْ نَظَرِيَّاتُه قَبْلَ اخْتِرَاعِ الْكِتَابَةِ، وَأنْتَ الْحَدِيثُ الَّذِي لَمْ يُرْوَ بَعْدُ كَالْمَتْنِ الْمَقْطُوعِ عَن سَنَدِه.. وَالْكَلِمَةُ الرَّاقِصَةُ بَيْنَ الْحَلْقِ وَاللِّسَانِ.. أنْتَ الَّذِي يَكْمُن بَوْحُكَ في دَوائِر الْكِتْمَان، الْمُشْتَبَهُ بِه دَائِمًا لِأنَّهُ لَمْ يَفْهَمْ بَعْدُ عَرِيضَةَ الاتِّهَام!
أنْتَ التَّائِه بَيْنَ زَوَايَا الْحَقِّ.. في مَكَانٍ بَيْنَ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ، السَّاقِطُ قَدَرًا مِنْ جَمِيعِ الْبَيَانَاتِ الْبَشَرِيَّةِ.. الصَّامِتُ قَهْرًا في مُوَاجَهَةِ الْأيَّام.
وَمِنَ المُفَارَقاتِ اللافِتَةِ لِلنَّظَرِ! أنَّك قَدْ لَا تُشْبِهُ نَفْسَك أحْيَانًا.. فَسُرْعَةُ تَحَوُّرِ حَالِكَ أسْرَعُ مِنْ تَحَوُّرِ الأوْبِئَةِ الْأرْضِيَّةِ!
وَلَيْسَتِ الْجَرِيمَةُ في غَرَابَةِ شَكْلِكَ.. أوْ لُغَتِكَ.. أوْ حَدِيثِكَ.. بَلْ في تَفْسِيرِ الْجَمِيعِ لِحَالِكَ.. فَأقَلُّ مَا سَيَصِفُكَ بِه الْآخَرُونَ هُوَ أنَّك غَرِيبُ الْأطْوَارِ.
هَوَّنَ اللَّهُ عَلَيْكَ مَشَقَّةَ الْمَسْعَى يَا فَتى.. هَوَّنَ اللَّهُ عَلَيْكَ!
#تفرد #غرابة #النوعية #الغربة #الاختلاف #التميز #الفلسفة #اللاشباه #الشخصية_الفريدة #التحدي #التأمل #الروحانية #الإبداع #الصمت #الفكر #الجمال #الموت_والحياة#خواطر_السائرين
أصْلُ الْإِيمَانِ الْغَائِبِ
وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ -هَدَاكَ اللهُ- أنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ أنْ يَكُونَ مَعَهُ أحَدٌ في قَلْبِكَ!
ولَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنَ الْأمُورِ الْمُسْتَتِرَةِ، بَلْ أعْلَنَها اللَّهُ، وأكَّدَ عَلَيْهَا رَسُولُه، فاللَّهُ لَا يَرْضَى أنْ يُشْرَكَ مَعَهُ في عِبَادَتِهِ أحَدٌ، لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، ودَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُه : { وَأنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أحَدًا}( ).. وَفي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:« أنَا أغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ مَعِي فِيهِ غَيْرِي تَرَكْتُه وَشِرْكَهُ }( ).
وَهُنَا الْأمْرُ عَامٌّ يَشْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ، بِمَعْنَى أنَّكَ لَا تَخْرُجُ إلَى عَمَلِكَ وَقَدْ وَقَعَ في نَفْسِكَ أنَّ هَذَا الْعَمَلَ لِلَّهِ، وَلَكِنْ حَتَّى أسْتَفِيدَ مِنْهُ في نَظَرِ رَئِيسِي في الْعَمَلِ أوْ حَتَّى أسْتَحِقَّ عَلَيْهِ أجْرًا مِنَ النَّاسِ.. (إذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ خَرَجْتَ مِنْ دَائِرَةِ الْمَحَبَّةِ) لِأنَّ الْأصْلَ في الْعَمَلِ أنْ يَكُونَ كُلُّه لِلَّهِ، سَوَاءٌ عَمَلُك الَّذِي تَعِيشُ مِنْهُ، أوِ الْآخَرُ الَّذِي تَخْدُمُ فِيهِ الْعَامَّةَ.
إنَّ الْأصْلَ في ذَلِكَ هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ، وَلِهَذَا بِمُجَرَّدِ أنْ تَتَسَلَّلَ الأُمْنِياتُ إلَى قَلْبِكَ بِطَلَبِ الْخَيْرِ(بِالتَّرْقِيَةِ؛ مَثَلًا)، أوْ حَتَّى بِطَلَبِ الشَّرِّ (بأكْلِ السُّحْتِ؛ مَثَلًا)! أوْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَأنْتَ هَكَذَا أضَعْتَ علَى نَفْسِكَ مُتْعَةَ الْمَحَبَّةِ.
ولَعَلَّكَ تَسْألُ: مَا الضَّيْرُ في ألَّا أنْسَى نَصِيبِي مِنَ الدُّنْيَا!
أقُوْلُ لَكَ: نَصِيبُكَ مِنَ الدُّنْيَا هُوَ نِتَاجُ عِنَايَتِكَ بِنَصِيبِ نَظَرِ اللَّهِ مِنْ عَمَلِكَ، فَلَوْ كَانَ اللَّهُ هُوَ غَايَتَكَ الوَحِيدَةَ جَاءَتْكَ الدُّنْيَا بِمَحاسِنِها رَاكِعَةً أمَامَ قَدَمِكَ.
وإنِّي أتَعَجَّبُ دَائِمًا لِأهْلِ اللَّهِ إذْ يَقَعُ بَعْضُهُمْ في خَطَأ قَد يُخْرِجُهُم عَنِ الْعِنَايَةِ علَى الرَّغْمِ مِنْ أنَّهُمْ مِنَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ رَحْمَةُ اللهِ!
إذْ يَقُولُونَ: نَحْنُ نَفْعَلُ هَذَا لِلَّهِ، فَإذَا كَانَ مِجْلابًا لِلْمَصَائِبِ فَلَنْ نَفْعَلَه.. فَلَا حَاجَةَ لنَا بتِلْكَ الْحَسَنَاتِ!
إذَا كُنْتَ تَفْعَلُه لِلَّه حَقًّا الْزَمِ الصَّمْتَ، لِأنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي سَهَّلَ لَك الْخَيْرَ، وأخَذَ بِيَدِكَ إلَيْه.. فَكَانَ واجِبًا عَلَيْكَ الصَّبْرُ علَى الضَرَرِ الْمُتَرَتِّبِ علَى هذَا الْعَمَلِ؛ لِأنَّ أفْعَالَ الْخَيْرِ لَا تَتِمُّ إلَّا بِتَجَارِبِ الشَّرِّ.
لِأنَّ الْخَيْرَ هُوَ مَعْرَكَةٌ مُبَاشِرَةٌ مَعَ الشَّيْطَانِ.. ولَابُدَّ لِأحَدِكُمَا أنْ يَنْتَصِرَ.. ودَائِمًا يَنْتَصِرُ أهْلُ اللَّهِ إذَا أخْلَصُوا.. ولَكِنْ مَا بَيْنَ دُخُولِ الْمَعْرَكَةِ والنَّصْرِ أيَّامٌ ورُبَّمَا شُهُورٌ أوْ سَنَوَاتٌ مِنَ الْأذَى والضَّرَرِ، وإِلَّا فَكَيْفَ يَكُونُ للنَّصْرِ مَعْنًى!
إذَا أرَدْتَ أنْ تَكُونَ مِنْ أهْلِ الْخَيْرِ فَاعْلَم أنَّ أهْلَ الْخَيْرِ يَصْبِرُون علَى أذَى إتْمَامِه.. فَأدْنَى مَرَاتِبِ الْخَيْرِ هُوَ أنْ تَخُوضَ الْمَعْرَكَةَ مَعَ نَفْسِكَ فَتُجْبِرَهَا علَى التَّصَدُّقِ ومُسَاعَدَةِ الْمَسَاكِينِ فَذَلِكَ جِهَادُ الْمَالِ.. وأعْلَى مَرَاتِبِ الْخَيْرِ هُوَ ذَلِكَ الَّذِي تُصْلِحُ بِه الْأرْضَ وتَعْمُرُها.
وكَمَا أنَّ لِلْبَاطِلِ قُوَّةً تَحْمِيهِ.. فَلِلْحَقِّ قُوَّةٌ تَحْمِيه، وعَلَيْكَ أنْ تَتَعَلَّمَ مَتَى تَسْتَعْمِلُ قُوَّةَ الْحَقِّ، ومَتَى تَسْتَعْمِلُكَ هِيَ!
وَلا تَخَفْ في اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ.. حَتَّى إذَا دُعِيتَ إلَى مَلَكِ الْمَوْتِ وقَفْتَ مُؤْمِنًا مُحْتَسِبًا هَادِئَ النَّفْسِ لَمْ تَأْكُلِ السُّحْتَ يَوْمًا، ولَمْ تَقَعْ في الشُّبُهَاتِ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ولَمْ تَتْرُكْ مِسْكِينًا إلَّا وأعَنْتَهُ علَى نَوَائِبِ الدَّهْرِ، وإذَا وقَفْتَ أمَامَ رَبِّكَ شَهِدَتْ لَكَ جَوَارِحُكَ، وشَهِدَتْ لَكَ الْأرْضُ بِحَصَاهَا وثَرَاهَا وكُلِّ مَكَانٍ قَدْ عَمَرْتَه فِيهَا.
فَلَا تُشْرِكْ مَعَ اللَّهِ أحَدًا، ولَا تَلْتَفِتْ عَنْهُ لِأحَدٍ فَهُوَ الْمَوْلَى والسَّنَدُ، عَالِيًا علَى الْعُلَى، فَوْقَ الْعُلَى، فَرْدٌ صَمَدٌ، لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ في مُلْكِه، ورِزْقُه مَيَسَّرٌ يَجْرِي علَى طُولِ الْمَدَدِ!
#الإيمان #التوحيد #التقوى #العبادة #التصوير #الأمانة #التوبة #التضحية #الصبر #الجهاد #الاستغفار #الإخلاص #المعركة_الداخلية #العدل #المسؤولية #المحبة_للخير #التصدق #المبادرة_بالخير #العفو #الثقة_بالله #التفاؤل #الرضا #اليقين #التسامح #الصدق في العمل #التفكير في الآخرة #الحمد والشكر#خواطر_السائرين
أنْ تَظَلَّ تُقَاوِمُ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَك سَبِيلًا
أنْ تَظَلَّ تُقَاوِمُ وتُقَاوِمُ وتُقَاوِمُ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَك سَبِيلًا.
لَا يَفْهَمُ الْبَعْضُ تِلْكَ التَّضْحِياتِ الْكَبِيرَةَ الَّتِي تَتَكَبَّدُها حَتَّى تَصِلَ بِهِم، رُبَّمَا أفْضَلُ طَرِيقٍ لإفْهَامِهِم هُو تَرْكُهُم والْمُضِيُّ قُدُمًا، لَكِنْ لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ..!
لَنْ يُحاسِبَكَ أحَدٌ إذَا رَفَعْتَ يَدَكَ عَنْ بَعْضِ مَنْ يَجْلِسُونَ في فَرَاغٍ شَدِيدٍ ويُسْدُون لَكَ النُّصْحَ دُونَ أدْنَى عَلِمٍ بِأىِّ شَيْءٍ، لَمْ يَتَعَلَّمُوا القِيادَةَ، ولَوْ أَدْخَلْتَهم بِفَلُوكَة في نَهْرٍ جَارٍ – لَيْسَ بَحْرًا - لأغْرَقُوا أنْفُسَهُم!
فَكَيْفَ بِسَفِينَةٍ كَبِيرَةٍ في بَحْرٍ عَاصِفٍ وأيَّامٍ تُطِيحُ بِأُولِي الْبَأْسِ، ولَيْلٍ مُظْلِمٍ وظُلُمَاتٍ فَوْقَ ظُلُمَاتٍ؟
إنَّ عُمَّالَ اللَّهِ علَى الْأرْضِ لَمْ يَرِثُوا الْمَالَ، ولَكِنَّهُم يَتَلَقَّفُوه مِنْ يَدِ الْقَدَرِ بِالْأدَبِ و الْوَقَار.
لَمْ يَرِثُوا الْوَجَاهَةَ بَلْ هِيَ ثِيَابٌ يُلْبِسُه اللَّهُ أهْلَ الْكَرَامَةِ.
لَا تَأْخُذْهُمْ سُلَّمًا لِلْوُصُولِ ولَا تَحْسَبْهُم جُهْلَاءَ عَنْ مَا تَظُنُّ ومَا يَدُورُ، هُمْ فَقَط يُدَاعِبُونَ الصَّبْرَ مِرَارًا مُتَجَرِّعِينَ الصَّمْتَ، وشِعَارُهُم: حِينَمَا يَقْصِدُنَا الْبَعْضُ لِقَضَاءِ حَاجَتِه فَلا حَرَجَ، نَحْنُ نَقْبَلُ أُولِي الطَّلَبِ وأهْلَ الْحَاجَةِ والتَّائهِينَ وغَيْرَهُم، فَبِهِمْ نَسِيرُ إلَى اللَّهِ، ولَا نَنْتَظِرُ مِنْهُم جَزَاءً ولَا شُكُورًا.
أنْتَ لَمْ تَرْكَبِ الْمَرْكَبَ، ولَمْ تَقِفْ علَى سُلَّمِ الْإِغَاثَةِ، ولَمْ تَحْمِلِ الْمُصابِينَ، ولَمْ تَصْرُخْ في الْجَبَّارِينَ، ولَمْ تَدْفَعِ السَّفِينَةَ، ولَمْ تَرْفَعِ الْقَوَاعِدَ الشِّدَادَ، ولَمْ تَسْهَرِ اللَّيَالِيَ مُكْتَئِبًا لِأنَّ في عُنُقِكَ الْمَرْضَى والْجِيَاعَ وأصْحَابَ الْحَاجَةِ، وقَلْبُك يُدَبِّرُ أُمُورَهُم قَبْلَ يَدِكَ.
وأخِيرًا لَيْسَتْ عِنْدِي قَصَصُ نَجَاحٍ كَثِيرَةٌ لِمَعَارِكَ نَجَحْتُ فِيهَا، لَكِنْ عِنْدِي مَا يُذْهِلُكَ في كَمِّ الْمَعَارِكِ الَّتِي خُضْتُّها مُنْكَسِرًا ولَمْ أنْهَزِمْ..
أنْ تَظَلَّ صَامِدًا تَقِفُ علَى قَدَمِك بَعْدَ أيَّامٍ ثِقَالٍ فهَذَا هُوَ عَيْنُ النَّجَاحِ، فَلَيْسَ الْمُهِمُّ تَحْقِيقَ الهَدَفِ، بَلِ الْمُهِمُّ هُوَ أنْ تَظَلَّ صَامِدًا، بَعْضُهُم يَعْلَمُ كَيْفَ يَبْدَأ ولَا يَعْلَمُ كَيْفَ يُنْهِي، والْبَطَلُ وحْدَهُ هُوَ الَّذِي يَعْلَمُ كَيْفَ يَبْدَأ، وكَيْفَ يَسْتَمِرُّ، وكَيْف يُنْهِي.
#الصمود #التحدي #الثبات #القوة_النفسية #الإصرار #الاستمرارية #التضحية #التحمل #الصبر #المثابرة #المبادرة #القيادة #العزيمة #التفاني #التعاطف #المسؤولية #التسامح #الرحمة #الإخلاص #التسامح #التواضع #التقدير #التحفيز #النجاح #التعاون #التعلم_من_التجارب #النجاح_الشخصي #التطور_الشخصي #الإيمان_بالنفس #التطوير_الذاتي#خواطر_السائرين
لَا تَحْمِلْ حَقَائِبَ غَيْرِك
إنَّ لِرُوحِكَ عَلَيْكَ حَقًّا في أُمُورٍ كَثِيرَةٍ.
أوَّلُهَا: أنْ لَا تَحْمِلَ حَقَائِبَ غَيْرِك فَيَنْكَسِرَ ظَهْرُكَ ولَا تَسْتَطِيعَ أنْ تَحْمِلَ حَقَائِبَكَ الَّتِي كَلَّفَكَ اللَّهُ بِهَا.
ثَانِيًا: أنْ لَا تُنَاقِشَ ولَا تُعَاتِبَ ولَا تُجَادِلَ، وإنِ اسْتَطَعْتَ وكَانَ بِكَ مِنَ الْعَزْمِ فَلْتَكُنْ صَائِمًا عَنِ النَّاسِ مَا فَعَلُوا ومَا قَالُوا، حَتَّى وإنْ كُنْتَ شَاكِيًا حَزِينًا فَلْتَلْزَمِ الصَّمْتَ.
ثَالِثًا: كُلٌ يَرَى الْآخَرَ مِنْ مَنْظُورِه الْخَاصِّ الَّذِي قَدْ يَغْلِبُ عَلَيْهِ شُحُّ الْإِنْصَافِ و نَفَادُ الْأدَبِ فَلَا تَهْتَمَّ بِالرَّدِّ علَى كُلِّ مَا يُثْارُ حَوْلَك ولَا تَنْتَظِرْ دَوْرَك في الْكَلَامِ.. تَصَدَّقْ بِهِ تَكُنْ مِنَ السُّعَدَاءِ.
رَابِعًا: أنْتَ لَسْتَ إلَهًا علَى الْأرْضِ لِتَرْفَعَ الْقَوَاعِدَ وتَبْنِيَ الْأُمَمَ وتُجِيبَ جَمِيعَ احْتِيَاجَاتِ الْخَلْق، أنْتَ تَحْتَاجُ لِمَنْ يُجِيبُ حَاجَاتِكَ، فَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إلَى اللَّهِ، فَلَا تَحْمِلْ هَمَّ الْعَالَمِ فَتَمُوتَ كَمَدًا.. احْمِلْ علَى قَدْرِ طَاقَتِكَ فَقَط.
خَامِسًا: النُّجُومُ في السَّمَاءِ بِأَعْيُنِنَا جَمِيلَةٌ لَكِنْ مَتَى نَزَلَتْ إلَى الْأرْضِ تَنَاوَلَتْهَا الْألْسُنُ بِالسُّوءِ والْقُبْحِ، فَكُنْ نَجْمًا يَهْتَدِي بِه الْخَلْقُ وإِيَّاكَ أنْ تُشَارِكَهُم.. ارْحَلِ الرَّحِيلَ الْجَمِيلَ، ذَلِكَ الَّذِي يَجْعَلُكَ بَيْنَهُم ولَكِنَّكَ لَسْتَ فِيهِم.. ويْلٌ لَكَ إذَا ألِفَتْكَ الْقُلُوبُ فَلَنْ تَرْحَمَكَ! وسَيَنْقَلِبُ كُلُّ مَنْ أرَادَ قُرْبَكَ إلَى عَدُوٍّ مُبِينٍ.
سَادِسًا: لَا تَظْلِمْ ولَا تَسْرِقْ ولَا تَرْفَعِ النَّظَرَ فِيمَا عِنْدَ غَيْرِكَ تَكُنْ مِنَ الْمُحْسِنِينَ، ومَعَ كُلِّ هَذَا سَتُقَابِلُكَ الْألْسُنُ بِوَصْفِكَ بِمَا لَيْسَ فِيكَ فَلا تَرُدَّ.. و امْضِ رَاشِدًا فَرَبُّكَ بَصِيرٌ سَمِيعٌ.
سَابِعًا: لَا تَجْتَهِدْ كَثِيرًا في إرْضَاءِ الْجَمِيعِ! فَهُمْ لَمْ يَرْضَوْا عَنِ اللَّهِ بَعْدُ، وتَحَزَّبَتْ قُلُوبُهُمْ عَلَى إنْكَارِ فَضْلِه وَجُودِهِ، وهُوَ اللَّهُ ! فَكَيْفَ بِك؟
فَلْيَكُنْ عَطَاؤكَ كُلُّه لِلَّه، ولَن تَضُرَّك نَظَرَاتُ السُّوءِ فَرَبُّكَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
ثامِنًا:إذَا اشْتَدَّ ألَمُكَ، وكَثُرَتْ أوْجَاعُكَ وخَرَجْتَ عَنْ طَبِيعَتِكَ وصِرْتَ غَرِيبًا.. فَقَدْ تَكُونُ تَتَحَدَّثُ بِلُغَةٍ لَا يَفْهَمُهَا الْآخَرُون.
فَمَبْلَغُهُم مِنَ الْعِلْمِ قَلِيلٌ.. وعلَى ذَلِك فَأقِمْ وجْهَكَ علَى طَرِيقِ النُّورِ، وأَدِرْ ظَهْرَك عَنِ الدُّنْيَا، ولْتَصْحَبْ رُوحَك فَقَط.
تَاسِعًا: إذَا كَانَ لَك ذُرِّيَّةٌ تَخْشَى عَلَيْهِم فَخُذْ بِأيْدِيهِمْ إِلَى الْحَيَاةِ، وعَلِّمْهُم كَيْفَ يَكُونُ السَّعْيُ والسَّيْرُ إلَى اللَّهِ.. وقَدْ يُبَاغِتُكَ الْقَدَرُ بَعْدَ جُهُودٍ عَظِيمَةٍ بَذَلْتَهَا بِأنَّ بَعْضَهُمْ يَأْلَفُكَ فَلَا يَحْتَرِمُك.
مَازَالَ النَّاسُ يَقَعُونَ في فَخِّ الْخَلْطِ بَيْنَ الْمَحَبَّةِ والْأدَبِ، فَمَحَبَّتُهُم مُبَرِّرًا كَافِيًا لَهُمْ علَى سُوءِ الْأدَبِ.. فَكُنْ حَذِرًا وعَلِّمِ النَّاسَ، ولَكِنْ رَتِّبْ خُطَّةَ انْسِحَابِكَ بَعْدَ شَرْحِ الدَّرْسِ.. فَأَنْتَ لَا تَسْتَحِقُّ إلَّا اللِّينَ والْوُدَّ.
وَلَا تَنْدَمْ علَى خَيْرٍ فَعَلْتَه قَطُّ.. وقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَدْ تُصْبِحُ آمِنًا في عَائلِتَكِ وتُمْسِي بِلَا دَارٍ، وإنْ تَعَدَّدَتْ دِيَارُك فَلَا تَحْزَنْ فَالْجَنَّةُ دَارُ الْمُتَّقِين .
#الحمل_الذاتي #الصمت #القيم #العدالة #الصبر #الإيمان #التسامح #النية_الحسنة #التواضع #الصدق #العمل_الجماعي #التعليم #التوجيه #التربية #التواصل #العائلة #السعادة #القضاء_والقدر #الاستقامة #التعلم_الذاتي #التطوير_الشخصي #التوجيه_الأسري #التفكير_الإيجابي #التفكير_النقدي #السلام_الداخلي #التفاؤل #الحكمة #الإيجابية #الإرشاد #الوعي #التركيز #السلوك #التأمل #الحياة_الزوجية #التسامح #التقدير #التواضع #العفو #العطاء #التفكير_البناء #التعبير_عن_المشاعر #الإنسانية #الرضا #التفاهم #الوفاء #الحب #الرحمة #العدل #السماح #المثابرة #الاحترام #الاستماع #التعبير #المسؤولية #الوفاء#خواطر_السائرين
فَاذْبَحْ هَوَاكَ
وَلْتَعْلَمْ - هَدَاكَ اللَّهُ - أنَّ الْأضَاحِيَّ لَيْسَتْ فَقَط تِلْكَ الَّتِي تَذْبَحُهَا أوَّلَ أيَّامِ الْعِيدِ.. بَلْ هِيَ ذَنْبٌ لَمْ تَتَخَلَّصْ مِنْهُ بَعْدُ، وقَرَّرْتَ أنْ تَجْعَلَهُ أُضْحِيَتَكَ هَذَا الْعَامَ، ورُبَّمَا تَكُونُ أُضْحِيَتُكَ هِيَ صَبْرَك علَى عَمَلٍ أتْعَبَكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ رَبِّك فِيه.
ورُبَّمَا تَكُونُ سَعْيَك في طَرِيقٍ لَا يَعْلَمُ نِهَايَتَه إلَّا اللَّهُ، أوْ عَمَلًا خَالَطَهُ الرِّيَاءُ والْكَذِبُ، أوْ وَظِيفَةً مَرْمُوقَةً تَتَمَنَّاهَا ولَم تُجَدِّدِ النِّيَّةَ بِأنَّهَا لِلَّه وقَدْ أحْبَبْتَها لِلْعَظَمَةِ والظُّهُورِ.. وتَسَلَّلَ إلَى قَلْبِك حُبُّ الْمَكَانَةِ بَيْنَ الْخَلْقِ.
فَلَيْسَتْ كُلُّ الْأضَاحِي بِذَبْحِ الْمَاشِيَةِ مِمَّا يُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهَا!
فَذَبْحُ الْهَوَى أوْلَى.. فَاذْبَحْ هَوَاكَ ولَا تَتَعَلَّقْ بِشَيْءٍ ولَا بِأحَدٍ، فَكُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلَّا وجْهَ رَبِّك .
ألَم ترَ إِبْرَاهِيمَ كَيْف تَعَلَّق بِابْنِه.. فَمَشَتْ بِهِ الْأقْدَارُ إلَى الْمَذْبَحِ.. فَمَا أوْشَكَ أنْ يَذْبَحَ إلَّا هَوَاه وتَعَلُّقَه بِابْنِه فَقَط.
اذْبَحْ هَوَاكَ تَجِدِ الْفِدَاءَ.. هَكَذَا تَكُونُ الْمُعَادَلَةُ دَائِمًا.. لَن تُخْتَبَرَ في مَحَبَّتِكَ لِلَّهِ إلَّا إذَا تَسَلَّلَ إلَى قَلْبِك غَيْرُه.. فَلْيَكُنْ في قَلْبِكَ مِسَاحَاتٌ لِلْجَمِيع، ولَكِنْ هُنَاك مِسَاحَةٌ مُقَدَّسَةٌ مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِهَا «فاعْلَمْ أنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا الله» أيْ: لَا يَكُونُ فِيهَا إلَّا اللَّهُ.. واللَّهُ لا يَسَعُه مَكانٌ، ولا يَحُدُّه زمَانٌ، ولَكِنَّ الْمَقْصُودَ أنْ لَا يَسْكُنَهَا إلَّا حُبُّك لِلَّهِ فَقَطْ.
وَاحْذَرْ أنْ تَضِيعَ مِنْ أهْلِهِ فَتَضِلَّ عَنِ الطَّرِيقِ، كُنْ مَعَهُم... مِنْهُم.. فِيهِم.. إلَيْهِم.. عَنْهُم.. فَالْمَوْصُولُ بِأهْلِه مَوْصُولٌ بِه.. فَمَتَى قَصَّرْتَ شَفَعَ لَكَ أهْلُكَ.. أهْلُ اللَّهِ، فَلَرُبَّمَا يَضِيعُ الْفَتَى مِنَ الْجَمِيعِ فَتَتَلقَّاه عِنايَةُ اللَّهِ بِأنْ يُرْسِلَ إلَيْهِ الْقَدَرُ بَشَرًا يَحْمِلُهُ إلَى عِنَايَةِ اللَّهِ.. هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُضِيئُونَ الطَّرِيقَ.. الَّذِينَ لَا نَحْتَاجُ مَعَهُمْ أنْ نَتَكَلَّمَ.. فَقُلُوبُهُم تَرَى وتَسْمَعُ.
قَدْ تَكُونُ غَرِيبًا بَيْنَ الْجَمِيعِ.. ولَكِنْ بَيْنَهُم تَجِدُ الوَطَنَ والْمَأْوَى.
فَاعْلَم أنَّه لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ.. لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ.
التضحية # الصبر # الرضا # التوكل # الإيمان # التفكير_العميق # الحكمة # الاعتزاز # التعلم_من_التجارب # الوعي # الاستقامة # الصمود # الحياة_الداخلية # القوة_الداخلية # الحقيقة # النية_الصافية # التواضع # الاستقامة # الحقيقة # التفاهم # التواصل # الحكمة # الاحترام # التسامح # السعادة # السلام_الداخلي # القوة_الداخلية # الاستقرار # الرضا # الحب # العزيمة # الإلهام # التأمل # التطوير_الشخصي # الثقة_بالنفس # السلوك # القيادة # السعادة # الثقة # العطاء # الشجاعة # الصدق # الإرادة # الحياة_المثالية # الأولويات # التوجيه # النجاح#خواطر_السائرين
انْقِلابُ القِطَارِ
أحْبَبْتُ أنْ أُهَنِّئكَ بانْقِلابِ قِطَارِكَ.
وحْدَهُم الأبْطَالُ هُمُ الَّذِينَ يَسْتَطِيعُونَ كِتَابَةَ النِّهايَاتِ بِجَدَارَةٍ.
فَالْجَمِيعُ قَدْ يَبْدَأ.. لَكِنَّ البَطَلَ وحْدَه هُوَ مَنْ يَسْتَطِيعُ أنْ يَنْتَزِعَ الإرادَةَ مِنْ نَفْسِه الْحَزِينَةِ الضَّائِعَةِ في مَكَانٍ مَا في الْكَوْنِ، تِلْكَ النَّفْسُ الَّتِي قَدْ كَسَرَ الْخِذْلانُ عِظَامَهَا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، تِلْكَ الَّتِي اجْتَهَدَتْ جِدًّا ولَمْ تَجِدْ أيَّ تَقْدِيرٍ.
هَؤلاءِ الَّذِينَ يَسِيرُونَ علَى حَدِّ شَفْرَةِ السِّكِّينِ حتَّى تَقَطَّعَتْ أقْدَامُهُم، وانْحَنَتْ عَظَامُهُم.. هَؤُلاءِ الَّذِينَ أتْعَبُوا الصَّبْرَ حتَّى إنَّه يُحْكَى أنَّ الصَّبْرَ قَدْ شَكَرَهُمْ علَى سَعْيِهِمُ الطَّيِّبِ وأثَرِهِمُ الْعَظِيمِ.
هُؤُلاءِ الَّذِينَ انْتَزَعَهُمُ اللهُ مِنْ أنْفُسِهم فَعَلَّمَهُم مَعْنَى «لا إلَه إلَّا اللهُ» وحَقَّقَهُم بِهَا، حتَّى إنَّه لَمْ يُعَلِّمْهُم فَحَسْبُ بَلْ أَخَذَ قُلُوبَهُم إلَى سَاحَةِ حُبِّه وحَنَانِه.
مَنْ أَنْتُم أيُّهَا الأبْطَالُ حتَّى تَكُونَ بِدَايَاتُ الْخَيْرِ كُلُّهَا مِنْ بَيْنِ أيْدِيكُمْ!
إنَّ اللهَ عِنْدَمَا بَعثَ نُوْحًا نَبِيًّا.. لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لأنَّ نُوحًا يَسْتَطِيعُ أنْ يَبْدَأ فَقَط، بَلْ لِعِلْمِه أنَّ نُوحًا سَوْفَ يُتْقِنُ النِّهايَاتِ.. سَوْفَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ ويَأْخُذُ الفِئَةَ النَّاجِيَةَ ويَسِيرُ بِهِمْ وَقْتَ الطُّوفَانِ، ويُقَاتِلُ ضَعْفَهُم بِقُوَّةِ إيمَانِه بأنَّه لا إلَه إلَّا اللهُ، وبِأنَّ اللهَ نَاصِرُه لا شَكَّ!
وهَكَذَا أنْتُمْ، إنَّ اللهَ قَدِ اخْتَارَكُم لِعْلِمِه بِكُمْ وبِأنَّكُمْ لا تَلْتَفِتُون للشَّيْطَانِ ووَسْوَسَتِه وبَثِّه لِلْحُزْنِ فِيكُم.
تِلْكَ الكَلِمَاتُ الْمُوجِعَةُ الَّتِي قَدْ تَمُرُّ علَى أسْمَاعِكُم هِي اخْتِبَارٌ مِنَ اللهِ لَكُمْ.. إذَا كَانَتْ أعْمالُكُم مِنْ أجْلِ النَّاسِ فَهؤُلاءِ هُمُ النَّاسُ أكْثَرُهُمْ فَاسِقُون.. وإذَا كَانَتْ مِنْ أَجْلِ اللهِ فَلِمَاذَا تَلْتَفِتُون!؟
هَذِه الْكَلِمَاتُ الْمُوجِعَةُ اخْتِبَاراتٌ عَظِيمَةٌ تَنْقِلُ أصْحَابَها إلَى قِمَمِ الْمَعْرِفَةِ باللهِ فَلَطَالَمَا عُرِفَتْ دَرَجَةُ الصِّدِّيقِيَّةِ بِكَثْرَةِ أعْدائِهَا وحُسَّادِهَا.
ولَوْ كَانَتْ أوْجاعُكُمْ بِسَبَبِ قِلَّةِ تَقْدِيرٍ مِنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ اجْتَهَدتُّم لإرْضائِهِم.. فَهَذَا أيْضًا اخْتِبَارٌ لِتَحْويلِ الْمَسَارِ لِزَيَادَةِ التَّحَقُّقِ بـ: لا إلَه إلَّا اللهُ، وكَأنَّ اللهَ يُحَدِّثُكُمْ قَائِلًا: لَوْ كَان لِي فَلِمَاذَا الْحُزْنُ، ولَو كَان لِغَيْرِي وأشْرَكْتَنِي فِيه فَجَدِيرٌ بِكَ أنْ تَحْزَنَ.
وكُلُّ هذَا مَا هُوَ إلَّا..(قِطَارٌ يَنْقَلِبُ).
تَشْعُرُ فَجْأَةً وكَأنَّكَ قِطَارٌ قَدْ تَعَرَّضَ لِحَادِثٍ جَلَلٍ وانْقَلَبَ.
فَتَقُولُ لَقَدْ تَاهَتْ مِنِّي الْخُطُواتُ، فَأقُولُ: لا لَمْ يَحْدُثْ بَلْ إنَّ اللهَ قَدْ أحَبَّكَ لِدَرَجَةٍ عَظِيمَةٍ فَأرَادَ أنْ يَلْفِتَ انْتِبَاهَ قَلْبِكَ مَرَّاتٍ ولَكِنَّكَ مازِلْتَ مُنْشَغِلًا بالدُّنْيَا وبإرْضَاءِ الْخَلْقِ، فَانْتَزَعَكَ مِنْ سُلْطَانِ نَفْسِكَ إلَيْه، ثُمَّ تَلَطَّفَ بِكَ فَقَال لَكَ: عَبْدِي، لا تَفْعَلِ الْعَمَلَ مِنْ أجْلِي ثُمَّ تُشْرِكْ مَعِي غَيْرِي، فإمَّا لِي فَقَط أوْ لِغَيْرِي، عَبْدِي.. أحْبَبْتُكَ مُنْذُ كُنْتَ صَغِيرًا فَمَنَعْتُ عَنْكَ الأبَ الَّذِي يَحْفَظُ لِتَراني أنَا وَحْدِي، وصَنَعْتُك لِنَفْسِي علَى عَيْنِي، وهَا أنْتَ في طَرِيقِ الْعَوْدَةِ إلَيَّ.. كُنْ لِي وَحْدِي..
وفَجْأَةً تَجِدُ قَلْبَكَ قَدْ تَعَلَّمَ مَعْنَى كَلِمَةِ «لا إلَه إلَّا اللهُ ».. الَّتِي حَفِظْتَها عُمْرَكَ ولَمْ تَفْهَمْهَا.. وفَهِمْتَها الآنَ..
الدِّينُ كُلُّه كِلَمَةٌ تَحَقَّقْتَ مِنْهَا الآنَ.. فَلَا تَقُلْ: جِئْتَ مُتَأخِّرًا، بَلْ قُلِ الْحَمْدُ للهِ أنَّك قَدْ أتَيْتَ.. لأنَّ الْكَثِيرَ جِدًّا لَمْ يَأْتِ.
يَا بُنَيَّ، لا يَلِيقُ بِكَ أنْ تَحْزَنَ فَهَذَا الْقَلْبُ قَدْ نَطَقَ بِالسِّرِّ، وقَدْ رَأى الْحَقَائِقَ.. كَيْفَ يَحْزَنُ؟
يَا بُنَيَّ، تَحَدَّثْ مَعَ اللهِ في كُلِّ قَصَصِكَ وأحْوَالِكَ، وتَحَدَّثْ مَعَهُ عَنْ مَخَاوِفِكَ فَهُوَ الْمُحَرِّكُ الْوَحِيدُ لِجَمِيعِ الرِّقَابِ، هَلْ تَخَيَّلْتَ يَوْمًا أنْ يُحِبَّكَ الْمَلِكُ الَّذِي يَمْتَلِكُ الْكَوْنَ كُلَّه!!
قُمْ، أكْمِلْ مَا بَدَأْتَ للهِ.. ولْيَشْتَدَّ غَيْظُ الشَّيْطَانِ مِنْكَ.. قُمْ بِعَرْجَةٍ أصابَتْ قَلْبَكَ، ووَجَعٍ سَكَنَ جَسَدَك.. قُمْ وأذِّنْ.. واجْعَلْها نَفْرَةً في سَبِيلِ اللهِ.
أنَا وأنْتَ.. في طَرِيقِ الْعَوْدَةِ إلَى دَارِ الْفِرْدَوْسِ إنْ شَاءَ الله
#خواطر_السائرين #انقلاب_القطار #البطولة_والإرادة #الصبر_والاجتهاد #لا_إله_إلا_الله #اختبارات_من_الله #التحليق_في_قمم_المعرفة #الصدق_والوفاء #قلب_ينطق_بالسر #تحدث_مع_الله #الحمد_لله_على_الهداية
لا يَضُرُّ الْمُخْلِصَ فَسَادُ الْخَلْقِ ومَكْرُهُم، أتَدْرِي لِمَاذَا؟
لا يَضُرُّ الْمُخْلِصَ فَسَادُ الْخَلْقِ ومَكْرُهُم، أتَدْرِي لِمَاذَا؟
لأنَّ اللهَ نَظَرَ إلَى قَلْبِه فَوَجَدَه سَلِيمًا فَاسْتَثْنَاهُ الْخَالِقُ مِنْ كُلِّ مَا خَلَقَ.
وكَيْفَ اسْتَثْنَاهُ؟
ألَمْ يَقُلْ: { إلَّا مَنْ أتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }( ).
فَمَا اسْتَثْنَاهُ في الآخِرَةِ إلَّا لأنَّه قَدِ اجْتَبَاهُ في الدُّنْيَا، لا شَكَّ أنَّ الْمُجْتَبَى مُسْتَثْنًى، وأنَّ الْمَحْفُوفَ بِعِنَايَةِ اللهِ لا يُضَيِّعُه اللهُ أبَدًا، ولَكِنَّ الْخَلْقَ يَظْلِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؟!
ولَمْ يَظْلِمْنَا النَّاسُ إلَّا بِظُلْمِنَا لأنْفُسِنَا، فَالْمُسْتَقِيمُ لَه طَرِيقٌ مَعَ اللهِ يَجْهَلُه الظَّالِمُونَ، والْمُتَّقِي ربَّه لَهُ مَخْرَجٌ يَعْرِفُه الْعَارِفُونَ، واللهُ لَا يُضِيعُ أجْرَ العَامِلِينَ؛ يَا بُنَيَّ.
يَا بُنَيَّ إنَّنَا بِاللهِ، ومَعَ اللهِ، وفي اللهِ، وإلَى اللهِ، فمَا ظَنُّكَ بِغَيْرِه، وهُوَ الظَّاهِرُ في كُلِّ مَظْهَرٍ، فَمَتَى غَابَ اللهُ عَنْكَ حتَّى تُنَادِيَه؟
هَلْ يَغِيبُ عَنِّي إذَا فَعَلْتُ فَاحِشَةً أوْ أذْنَبْتُ ذَنْبًا.
لَا... لَا يَغِيبُ... فَلَقَدْ نَادَاكَ قَبْلَ أنْ تَطْلُبَ الصَّفْحَ فَقَالَ: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}( ).
سَبَقَكَ هُوَ بِالْعَفْوِ.. هُوَ الْكَرِيمُ الْعَفُوُّ واسِعُ الرَّحْمَةِ.
واعْلَمْ يا فَتَى أنَّ اللهَ لا يُنَازِلُ الْعَبْدَ ولَا يَكُونُ لَه نِدًّا، مَا حَاجَةُ الْمَلِكِ في قِتَالِ أهْلِه، بَلْ هُوَ لَهُمْ ومَعَهُم، يَخْتَبِرُهُم لِيَصْبِرُوا فَيُحِبُّهم ويُحِبُّونَه، فَيَبْدَأ عَهْدُ الْحُبِّ الَّذِي تَضِيعُ فِيه الْجِنَايَاتُ، وتَهُونُ فِيه الْمَصَائِبُ.
لَقَدْ وَقَفَتْ أُمُّنَا زَيْنَبُ - يَا بُنَيَّ حِينَ اسْتُشْهِدَ الْحَسَيْنُ ومَعَه نُجُومُ آلِ الْبَيْتِ مِنْ خِيَارِ شَبَابِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وقَالَتْ: اللَّهُمَّ إنْ كَانَ يُرْضِيكَ هذَا فَخُذْ حتَّى تَرْضَى.
لَقَدْ رَحَلَ عَنْهَا إلَى اللهِ كُلُّ الأحِبَّةِ ولكِنَّهَا تَعْلَمُ أنَّ الْحَبِيبَ هُوَ اللهُ، وأنَّهُم مِرْآةٌ لِبَعْضِ هذَا الْحُبِّ علَى الأرْضِ، فإنْ تَكَسَّرَتِ الْمِرْآةُ فإنَّ الأصْلَ كُلَّه هُوَ الَّذِي وَهَبَ الْمِرْآةَ.
لَا تَلْتَفِتْ لِغَيْرِه فَلَنْ يَضُرَّك الْخَلْقُ أبَدًا.
كُنْ مِنْ أهْلِ اللهِ حتَّى يَسْتَقِيمَ ظَهْرُكَ بِاللهِ ورَسُولِه ومَلائِكَتِه.
#خواطر_السائرين #المخلصون #قلب_سليم #لا_يضر_المخلصين #المحفوف_بعناية_الله #التوكل_على_الله #العفو_والرحمة #قصة_الحب_مع_الله #لا_تلتفت_لغير_الله #تحدث_مع_الله #أهل_الله
سِرْ بِالسِّرِّ إلَى اللهِ
ثُمَّ يُبْدِعُ الْقَدَرُ فَيَضَعُكَ علَى مَفْرَقِ الطَّرِيقِ فَيأْخُذُك مِنْ دُنْياكَ إلَى دُنْيَا أُخْرَى، دُنْيَا لَا تَرَى فِيهَا بِعَيْنِكَ ولَا تَسْمَعُ فِيها بِأُذُنَيْكَ، حَيْثُ تُعْلِنُ حَواسُّكَ وجَوارِحُكَ الاسْتِسْلامَ والْخُضُوعَ لِقُوَّةٍ أُخْرَى تَتَحَكَّمُ فِيكَ.
وقَدْ سَقَطَ الْجَسَدُ أَخِيرًا ولَمْ يَعُدْ لَه أيُّ أحْلَامٍ أوْ تَطَلُّعاتٍ، وانْتَصَرَتِ الرُّوحُ!
و هَكَذَا تَسِيرُ أنْتَ.. مُتَأرْجِحًا أحْيَانًا بَيْنَ الْقُوَّةِ والضَّعْفِ، في مَكَانٍ مَا بَيْنَ اللِّينِ والْقَسْوَةِ، بَيْنَ الشِّدَّةِ والرَّخَاوَةِ.
عَلَيْكَ أنْ تَحْمَدَ اللهَ كَثِيرًا علَى نِعْمَةِ الألَمِ.. علَى نِعْمَةِ الْغُرْبَةِ.. وغَيْرِهَا مِنَ النِّعَمِ المُشَابِهَةِ.. لِمَاذَا؟
لأنَّه لَوْلَا تِلْكَ الْمِنَحُ الَّتِي لَبِسَتْ زِيَّ الْمِحَنِ في بَهَاءٍ لَمَا كُنْتَ الْيَوْمَ «أنْتَ».
لَقَدْ نَجَحَ الألَمُ أنْ يَجْعَلَك غَيْرَ مُتَّصِلٍ.. غَيْرَ مُتَّصِلٍ بِعَالَمِ الأحْلَامِ.. فَلَمْ يَعُدْ يَلْفِتُ انْتِبَاهَك شَيْءٌ ولَمْ يَعُدْ هُنَاكَ شَيءٌ قَدْ يَسْرِقُ نَظَركَ.. لِمَاذَا؟
لأنَّ الحَواسَّ قَدْ وَقَعَتْ أسِيرَةً بَعْدَ حَرْبٍ دَامِيَةٍ في لَيْلَةٍ بَيْضَاءَ أَعْلَنَ فيها الْقَدَرُ انْتِصَارَ الرُّوْحِ..
لَكِنَّكَ قَدْ تَحْزَنُ.. قَدْ يَشْتَدُّ ألَمُكَ.. قَدْ تُصِيبُكَ نَوَائِبُ الدَّهْرِ!
نَعَم.. لأنَّ هُنَاكَ مُحَاوَلاتٍ خَبِيثَةً مِنْ نَفْسِكَ تُحَاوِلُ فِيهَا جَرْجَرَةَ الرُّوْحِ إلَى الْهَزِيمَةِ لِتُعَاوِدَ السَّيْطَرَةَ عَلَيْكَ مُجَدَّدًا وتَحْمِلَكَ إلَى تَطَلُّعَاتِهَا فَيَقِفَ الألَمُ هُنَا مَوْقِفَ الفَارِسِ النَّبِيلِ الَّذِي يُدَافِعُ عَنْ قَلْعَةِ الرُّوْحِ.
فَمَازَالَ الألَمُ يَطُوفُ بِبُنْيَانِ رُوحِكَ النُّورَانِيِّ حتَّى يَحْفَظَها ويُحَافِظَ عَلَيْهَا.
وهَلْ يَخَافُ هَؤلاءِ؟
نَعَم.. يَخَافُون بِشِدَّةٍ..
مِمَّنْ؟
مِنَ اللهِ.. فَهُمْ عِنْدَمَا تَرَكُوا الدُّنْيَا قَدْ عَاهَدُوا اللهَ علَى الإتْقَانِ وحُسْنِ عِمَارَةِ الأرْضِ، فإذَا شَعَرُوا بِأَنَّ سَيْرَهُم قَدْ خَالَطَتْه شُبُهاتُ الضَّياعِ.. تَسَلَّلَ الرُّعْبُ إلَى قُلُوبِهم فَتَراهُمْ سُكَارَى ومَا هُمْ بِسُكَارَى ولَكِنَّ قِيَامَتَهُم قَدْ قَامَتْ!
هَؤُلاءِ أقْوَامٌ قُبُورُهُم بَيْنَ أضْلُعِهِم.. وسُؤالُ مَلائِكَتِهم دَائِمٌ بِدَوامِ سَيْرِهِم إلَى اللهِ.
وأَيْنَ نَصِيبُ الْقَلْبِ مِنَ الدُّنْيَا!
اعْلَمْ يَا صَدِيقِي أنَّ هُناكَ مَنْ أَخَذَ نَصِيبَه كَامِلًا فَاكْتَمَلَتْ دُنْياه وشَحَّ نُورُه.
وهُنَاكَ مَنْ أخَذَ جُزْءًا فانْتَصَفَتْ دُنْيَاه وانْتَصَفَ نُورُه.
وهُنَاك مَنْ سَمِعَ عَنِ الدُّنْيَا ولَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا أيَّ شَيءٍ.. فَانْعَدَمَتْ دُنْياه واشْتَدَّ نُورُه.
لا يَكْتَمِلُ النُّورُ بِغَيْرِ الألَمِ، والألَمُ فَارِسٌ نَبِيلٌ لا يُدَافِعُ إلَّا عَنِ الْقِلَّةِ.. الْقِلَّةِ الَّتِي تَسِيرُ إلَى اللهِ بآدَابِ التَّجَلِّي.
سِرْ بِالسِّرِّ إلَى اللهِ.
ومَا السِّرُّ؟
السِّرُّ في « لَا إلَه إلَّا اللهُ »
فَاعْلَمْ أنَّه لَا إلَه إلَّا اللهُ..
وهَلْ تَكْفِي لَا إلَه إلَّا اللهُ؟
إذَا عَلَّمَكَ اللهُ مَعْنَاها وحَقَّقَكَ مِنْ مَنَازِلِهَا فَهِي أَصْلُ الإيمَانِ، ومَبْلَغُ التَّوْحِيدِ، ورُكْنُ الْوُصُولِ.. تَكْفِيكَ عَنْ كُتُبِ الْعِلْمِ قَاطِبَةً، تَكْفِيكَ عَنْ سُؤالِ الْخَلْقِ في أيِّ شَيءٍ..
تُغْنِيكَ.. تَكْفِيكَ.. تَحْفَظُكَ..
فَاعْلَمْ أنَّه لَا إلَه إلَّا اللهُ.
#خواطر_السائرين #سر_بالسر_إلى_الله #الألم_والغربة_نعم_من_الله #القوة_والضعف #حواس_الاستسلام #الرضا_بقدر_الله #الألم_والتحديات #التوحيد_أصل_الإيمان #لا_إله_إلا_الله #التوكل_على_الله
عَزِيزِي مَلَكُ الْمَوْتِ تَحِيَّةً طَيِّبَةً، وبَعْدُ
أرَدْتُ أنْ لَا أسْألَكَ عَنْ مَوْعِدِ انْتِقالِي مِنْ بَيْتِي إلَى بَيْتِكُم.. حَيْثُ إنَّنِي أصْبَحْتُ لا أكْتَرِثُ بِحَيَاتِي مِنْ وفَاتِي.
فَالْكُلُّ سِيَّان.. ولطَالمَا الْحَيَاةُ بَدَأتْ بِغَيْرِ عِلْمٍ مِنِّي وسَتَنْتَهِي بِغَيْرِ إذْنٍ مِنِّي فَهَذَا يَعْنِي أنَّنِي عَبْدٌ لَا قَرَارَ لِي في شُئُوني.
إذًا...لطَالمَا عِنْدِي مَنْ يَتَوَلَّى أمْرِي في يَسَارِي وإعْسَارِي.. في طَاعَتِي وعِصْيَانِي.. فَهُوَ كَفِيلٌ أنْ يَرْفَعَ الْقَلَمَ عَنْ آخِرِ كَلِمَةٍ سَوْف تَنْطَلِقُ مِن لِسَانِي، وعَنْ آخِرِ عَمَلٍ سَأسْعَى لَه بِقَدَمِي وإصْرَارِي.
عَزِيزِي مَلَكُ الفِراقِ، أعْلَمُ جَيِّدًا أنَّكَ سَتَأْتِي إلَيَّ عِنْدَمَا أبْدَأُ في مَحَبَّةِ الْأشْيَاءِ والْحَيَاةِ، وأعْلَمُ جَيِّدًا أنَّك تَتَمَنَّى لَوْ أنَّ لِي ذُرِّيَّةً أخْشَى بَقَاءَهُم مِنْ بَعْدِي.
وَأعْلَمُ جَيِّدًا أنَّك تَتَمَنَّى لَوْ أنَّ لِي أحِبَّةً أخْشَى الْفِرَاقَ عَلَيْهِمْ... ولَكِنْ مَاذَا بَعْدَ أنْ يَرْفَعَ اللَّهُ الْقَلَمَ عَنْ آخِرِ أنْفَاسِي وأعْمَالِى... أنَا لَا أظُنُّ أنَّ كُلَّ مَا أخْشَى سَوْفَ يَظَلُّ مُعَلَّقًا في حَقِيبَتِي حِينَ وُصُولِي إلَيْكُم.
الْأحْيَاءُ وحْدَهُم مَنْ سَيَتَكَبَّدُون ألَمَ الْفِرَاقِ، أمَّا أنَا فَإِنْ كُنْتُ مِنَ السُّعَدَاءِ فَسَوْفَ أكُونُ في الْأمَانِ، وإِذَا كُنْتُ مِنْ الْأشْقِيَاءِ فَلَنْ تَنْتَهِي مَأْسَاتِي.
إنِّي مُفَارِقٌ إلَيْكُم - سَيِّدِي - رُبَّمَا الْيَوْمَ أوْ غدًا أوْ بَعْدَ عَامٍ أوْ أعْوَامٍ.. فَمَا فَعَلْتُه مِنْ خَيْرٍ فَاللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ، ومَافَعَلْتُه مِنْ شَرٍّ فَذَلِك ضَعْفُ نَفْسِي، واللَّهُ مِنْ ورَائِه غَفُورٌ رَحِيمٌ.
أرَدْتُ فَقَطْ أنْ أقُصَّ لَك عَنِّي خَبَرًا هَامًّا.. أنَا لَا أخْشَى الْمَوْتَ - سَيِّدِي - الْآنَ أوْ غدًا، ولَا أخْشَى الْقَبْرَ، ولَسْتُ مِمَّن أغْلَقُوا الأبْوَابَ علَى الذُّنُوبِ وعَاشُوا صَالِحِين أبَدَ الدَّهْرِ، ولَكِنْ أنَا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ سِوَى السَّعْي والتَّصْدِيق.
أنَا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ضَرَبَ الْخَوْفُ أعْنَاقَهُم، فَالْمَوْتُ لَهُم مَرَّةً حِينَ خَافُوا، والْحَيَاةُ لَهُمْ هِيَ عِنْدَ الْمَوْتِ.
لَسْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأبْرَارِ ولَكِنَّنِي تَقَبَّلْتُ الْحَيَاةَ و تَقَبَّلْتُ الْقَدَرَ، ورَضِيَتُ بِالْمَنْعِ قَبْلَ الْعَطَاءِ، ورَضِيَتُ بالضِّيقِ قَبْل الرَّخَاءِ، وعَفَوْتُ عَنْ كُلِّ مَنْ ظَلَم.
وَهَذِه قِصَّتِي أحْبَبْتُ أنْ تَعْلَمَها لِأنَّنِي أعْلَمُ وأشْعُرُ بِكَ حَوْلِي تَقْطِفُ الْأرْوَاحَ وكَأنَّه مَوْسِمُ الحَصَادِ لَدَيْكُم، ولَقَدْ تَعَدَّدَتْ أسْبَابُ فِرَاقِي فَمَا أنْتَ عِنْدِي بمُتَّهَمٍ سَيِّدِي لَوْ كُنْتُ أنَا مَنْ تَنْتَظِرُ!
أسْمَعُ صُرَاخَكَ حِينَ تَصْرُخُ في الْعُصَاةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وأنْتَ تَقُولُ: اُخْرُجْ إلَى رَبٍّ غَضْبَان.. وكَمْ أفْزَعْتَنِي بِضَجِيجِ مَوْكِبِكَ وأنْتَ تَحْصُدُ الْأرْوَاحَ وتَنْطَلِقُ في رِكابِكَ.
أفْزَعْتَنِي مَرَّاتٍ، وأخَذْتَ أحِبَّتِي مَرَّاتٍ، و ضَرَبْتَ عُنُقِي بِسَيْفِ الْفِرَاقِ.
مَلَاكُ الْفِرَاقِ الْجَمِيلِ، رَجَوْتُك بِاللَّهِ أنْ تَأْخُذَنِي هَوْنًا وتُخْرِجَنِي رِفْقًا، فَكَفَى بِفِرَاقِ الْحَيَاةِ ألَمًا، فَلَا تَزِدْ في ذَلِكَ سَيِّدِي.
رُبَّمَا تَأْتِينِي وأنَا في صَلَاتِي، ورُبَّمَا تَفْزَعُنِي في عِصْيانِي وابْتِعَادِي، أوْ قَدْ تَأْتِينِي في عَمَلِي واجْتِهَادِي... فَعَلَيْك الرِّفْقَ بِي.
وَأمَّا سَاعَتِي فَهِي شَأْنُ اللَّهِ إنْ شَاءَ وحْدَه أحْسَنَ خِتامِي.
عَزِيزِي، يَا مَنْ ظَلَمَكَ الْبَشَرُ وظَنُّوا في اسْمِك الْكَآبَةَ.. طِبْتَ طَائِعًا للَّه... طِبْتَ حَيًّا بِاسْمِ اللَّهِ الْحَي.
طِبْتَ مَيِّتًا يَوْمَ لَا مُلْكَ إِلَّا مُلْكُ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ.
#خواطر_السائرين #ملك_الموت #الحياة_والموت #القدر_والقضاء #الاستسلام_لأمر_الله #الحكمة_في_الفراق #التسليم_لقضاء_الله #الرضا_بالقدر #الحياة_والموت_في_الإسلام #قبول_المصائب #التوكل_على_الله
سِرُّ سَيِّدِنَا يُونُسَ ڠ
لَيْسَ بِنَتِيجَةِ السَّعْيِ، إنَّمَا بِالصَّبْرِ علَى السَّعْيِ.
هَلْ سَيِّدُنا يُونُسُ لَمَّا خَرَجَ مِنْ قَوْمِه ورَكِبَ البَحْرَ كَانَ مُذْنِبًا أوْ عَاصِيًا لأمْرِ ربِّه؟
هُنَاكَ جُمْلَةٌ لأحَدِ العَارِفِينَ تُلَخِّصُ هَذَا الأمْرَ يَقُولُ فِيهَا: «حَسَناتُ الأبْرَارِ سَيِّئاتُ الْمُقَرَّبِينَ».
مَعْنَى ذَلِكَ أنَّ أيَّ إنْسَانٍ آخَرَ- لَيْسَ نَبِيًّا - مَكَانَ سَيِّدِنا يُونُسَ ثُمَّ دَعَا قَوْمَه وبَلَّغَهُم مَا أُمِرَ بِتَبْلِيغِه فَرَفَضُوا ثُمَّ تَرَكَهُم وانْصَرَفَ فَقَدْ أدَّى مَا عَلَيْه، وجَزَاهُ اللهُ خَيْرًا علَى ذَلِكَ.
إنَّمَا النَّبِيُّ مُكَلَّفٌ تَكْلِيفًا إلَهِيًّا، فَلَا يَجُوزُ لَهُ أنْ يَتْرُكَ أهْلَ الْقَرْيَةِ إلَّا بَعْدَ أنْ يَأْذَنَ اللهُ لَهُ بِذَلِكَ.. هَذَا مِثَالٌ لِهَذِه الْعِبَارَةِ السَّابِقَةِ... (فَحَسَنَاتُ الأبْرَارِ في هَذِه الْحَالَةِ كأنَّها سَيِّئاتٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُقَرَّبِينَ).
فَسَيِّدُنا يُونُسُ ڠ نَبِيٌّ لَابُدَّ أنْ يَصْبِرَ، وَعَدَمُ صَبْرِه عَلَيْهِم وخُرُوجُه إلَى الْبَحْرِ يُعْتَبَرُ في حَقِّه سَيِّئَةً لأنَّه مِنَ الْمُقَرَّبِينَ.
ولمَّا خَرَجَ سَيِّدُنا يُونُسُ ڠ مِنَ الْقَرْيَةِ غَاضِبًا عَلَيْهِم خَافَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ مِنْ أنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِم عَذَابٌ مِنَ اللهِ فَبَكَوْا وتَضَرَّعُوا إلَى اللهِ فَألْقَى اللهُ في قُلُوبِهِم الإنَابَةَ والْخَوْفَ فآمَنُوا بِه ..فَلَوْ أنَّ نَبِيَّ اللهِ يُونُسَ ڠ صَبَرَ لَكَانَ رآهُمْ وهُمْ علَى هَذِه الْحَالَةِ الإيمَانِيَّةِ.
وهُنَا دَرْسٌ لابُدَّ مْنْ أنْ يَتَعَلَّمَه كُلُّ مَنْ يَتَصَدَّى لِدَعْوَةِ النَّاسِ إلَى الْخَيْرِ؛ وهُوَ أنْ يَعْلَمَ أنَّ مَرَدَّ الأمْرِ كُلِّه للهِ ، وأنَّ النَّاسَ لَنْ يُؤمِنُوا لِمُجَرَّدِ الدَّعْوَةِ إنَّمَا لابُدَّ مِنْ أنْ يَتَجَرَّدَ الدَّاعِي مِنْ حَوْلِه وقُوَّتِه إلَى حَوْلِ اللهِ وقُوَّتِه، ويَعْلَمَ أنَّ قُلُوبَ الْعِبَادِ بِيَدِ اللهِ لَا بِيَدِه هُوَ.
ولمَّا تَوَجَّه سَيِّدُنا يُونُسُ لِلْبَحْرِ..وجَدَ سَفِينَةً فَرَكِبَهَا فَهَاجَتْ بِهِمُ الرِّيحُ, ومَاجَ بِهِمُ الْبَحْرُ, فاضْطَّرُّوا إلَى إلْقَاءِ أحَدٍ مِنْهُم في الْبَحْرِ لِيَخِفَّ حِمْلُ السَّفِينَةِ, ولَمْ يَكُنْ لَهُمْ سَبِيلٌ إلَى ذَلِكَ سِوَى أنْ يُلْقُوا قُرْعَةً فِيمَا بَيْنَهُم, فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ علَى سَيِّدِنا يُونُسَ, فأعَادُوا الْقُرْعَةَ مَرَّةً أُخْرَى وأُخْرَى، وفي كُلِّ مَرَّةٍ تَقَعُ الْقُرْعَةُ علَى سَيِّدِنا يُونُسَ حتَّى اسْتَسْلَمُوا لهَا وألْقَوْهُ في الْبَحْرِ فَالْتَقَمَه الْحُوتُ.
هُنَا اعْتَرَفَ سَيِّدُنَا يُونُسُ ڠ فَقَالَ: لَا إلَه إلَّا أنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
فَتَبَرَّأ مِنْ نَفْسِه وخَرَجَ مِنْ حَوْلِه وقُوَّتِه إلَى حَوْلِ اللهِ وقُوَّتِه..وعَرَفَ أنَّ هِدَايَةَ الأقْوامِ تَكُونُ بِحَوْلِ اللهِ وقُوَّتِه لَا بِدَعْوَةِ النَّبِيِّ فَقَط..وأنَّ دَعْوَتَه كُلَّها دَاخِلَ عِلْمِ اللهِ وقُوَّتِه.
مَا الَّذِي نَتَعَلَّمُه مِنْ هَذِه الْقِصَّةِ؟
• الصَّبْرُ.
• الذِّكْرُ يُنْجِي صَاحِبَه كَمَا يُنْجِي الصِّدْقُ أهْلَه.
• الاعْتِرَافُ بِالذَّنْبِ بَوَّابَةُ الخُرُوجِ إلَى النُّورِ.
• حَسَنَاتُ الأبْرَارِ سَيِّئاتُ الْمُقَرَّبِينَ.
• اخْرُجْ مِنْ حَوْلِكَ وقُوَّتِكَ إلَى حَوْلِ اللهِ وقُوَّتِه.
#خواطر_السائرين #سيرة_الأنبياء #صبر #التوبة_والاستغفار #الاعتراف_بالذنب #توكل_على_الله #الدعوة_إلى_الله #التذكير_بالله #الخروج_من_حول_القوة_إلى_حول_الله #العبرة_من_سيرة_الأنبياء
لَا تَلْتَفِتْ
إذَا نَظَرْتَ إلَى الأسْفَلِ أصَابَتْكَ الْخَيْبَةُ والْحُزْنُ مِنْ واقِعٍ قَادِمٍ لاشَكَّ- ألَا وَهُوَ انْقِطَاعُ الْحَبْلِ وحَتْمِيَّةُ السُّقُوطِ، وإذَا نَظَرْتَ إلَى الأعْلَى سَتَفْقِدُ تَوَازُنَك... فَمَا الْحَلُّ؟
الْحَلُّ أنْ تَنْظُرَ إلَى الأمَامِ.. وتَمْضِي في طَرِيقِكَ بإيمَانٍ تَامٍّ في اللهِ، وذَلِكَ لأنَّكَ تَعْلَمُ أنَّ إبْرَاهِيمَ قَدْ دَخَلَ إلَى النَّارِ وحِيدًا خًائِفًا فَطَلَّتْ عَلَيْه الْعِنَايَةُ الإلَهِيَّةُ فَغَيَّرَتْ صِفَةَ النَّارِ فَجَعَلَتْهَا لَا تَحْرِقُ.
ويُونُسُ نَزَلَ في بَطْنِ الْحُوتِ وَحْدَه، فَطَلَّتْ عَلَيهِ الْعِنَايَةُ الإلَهِيَّةُ فَجَعَلَتْه في أمْنٍ وأمَانٍ!
وإسْمَاعِيلُ خَرَجَ مَعَ أبِيهِ إلَى الذَّبْحِ فَوضَعَ أبُوه السِّكِّينَ علَى رَقَبَتِه! فَطَلَّتْ عَلَيهِ الْعِنَايَةُ الإلَهِيَّةُ فَلَمْ يُذْبَحْ!
ومُوسَى وَقَفَ ومِنْ خَلْفِه الْبَحْرُ ومِنْ أمَامِه فِرْعُوْنُ! ولَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَدارِسُ لِتَعْلِيمِ السِّبَاحَةِ فَهُوَ لَا يَسْبِحُ، وبِالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ طَلَّتْ عَلَيهِ الْعِنَايَةُ الإلَهِيَّةُ فَشَقَّتِ الْبَحْرَ!
وزَكَرِيَّا إذِ افْتَقَدَ الذُّرِيَّةَ فَدعَا رَبَّه بَيْنَمَا نَفَدَتِ الأسْبَابُ الْمَنْطِقِيَّةُ لَدَيْه مِنَ الإنْجَابِ؛ فَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ وزَوْجَتُه عَاقِرٌ! وبِالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ رَزَقَه اللهُ بِيَحْيَى!
وعِيسَى إذْ تآمَرُوا عَلَيه بِالْقَتْلِ فَطَلَّتْ عَلَيهِ الْعِنَايَةُ الإلَهِيَّةُ فَرَفَعَتْه.
ومَرْيَمُ إذْ جَاءَتْ بِوَلَدٍ بِغَيْرِ والِدٍ! وتَحدَّتِ الْعِنَايَةُ الإلَهِيَّةُ بَنِي إسْرائيلَ بِهَذَا الْوَلَدِ.. الَّذِي يَتَكَلَّمُ في الْمَهْدِ ويُبْرِئ الأكْمَهَ والأبْرَصَ ويُحِيِي الْمَوْتَى بإذْنِ اللهِ!
ويُوسُفُ الَّذِي ألْقَاهُ إخْوَتُه في قَاعِ البِئْرِ وبِيعَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ! طَلَّتْ عَلَيهِ الْعِنَايَةُ الإلَهِيَّةُ فَحَمَلَتْه إلَى عَرْشِ مِصْرَ!
والنَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ﷺ الَّذِي حَارَبَتْه الأرْضُ بِكُلِّ قُوَّتِها وبِالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ خَضَعَتْ لَه.. وآمَنَتْ بِه وأشْرَقَتْ!
إنَّ سِكِّينًا لَمْ تَقْتُلْ إسْمَاعِيلَ، وحُوتًا لَمْ يَهْضِمْ يُونُسَ، ونَارًا لَمْ تَحْرِقْ إبْرَاهِيمَ، وظَالِمًا لَمْ يَقْدِرْ علَى مُوسَى، كُلُّ هذَا يُعَلِّمُكَ أنَّ الْغَرَضَ مِنَ الابْتِلاءِ هُوَ أنْ يَأْخُذَكَ إلَى مَنْطِقَةٍ بَعِيدَةٍ لِتَكُونَ وَحْدَك.
أنْتَ فَقَط وإيمَانُك! فإنْ آمَنْتَ أنَّ اللهَ سَيُنْقِذُكَ فهَذَا يَعْنِي أنَّ الاخْتِبَارَ قَد تَمَّ، وأنَّ الِعَنَايَةَ الإلَهِيَّةَ قَدْ طَلَّتْ عَلَيْكَ بِرِدَاءِ النَّجَاةِ كمَا كَانَتْ تَفْعَلُ دائِمًا مَعَ الأنْبِياءِ والأوْلِياءِ والصَّالِحِينَ.
فَلَوْ كَانَ للشَّكْوَى والْعِتَابِ مَعْنًى، فَلِمَاذَا إذًا أسَرَّهَا يُوسُفُ في نَفْسِه؟
لَوْ كَان لإبْدَاءِ الْحُزْنِ مَعْنًى فَلِمَاذَا إذًا تَولَّى عَنْهُم يَعْقُوبُ!
ولَوْ كَان في مُخَاطَبَةِ النَّاسِ خَيْرٌ فَلِمَاذَا إذًا صَامَتْ عَنِ الكَلَامِ مَرْيَمُ، وفَعَلَها أيْضًا زَكَرِيَّا؟
علَى مَائِدَةِ الألَمِ تَوَجَّعْ بِهُدُوءٍ فَأنْتَ في ضِيَافَةِ اللهِ.. لَسْتَ بِحَاجَةٍ إلَى أَحَدٍ.. فَكُلُّ مَنْ آذَاك يَعْلَمُ بِفِعْلَتِه ولَكِنَّك هَيِّنٌ عِنْدَ الْجَمِيعِ، وأنْتَ عِنْدَ اللهِ لَنْ تَهُونَ.
لأنَّه هُوَ الْخَبِيرُ اللَّطِيفُ: { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }( ).
لَنْ تَضُرَّكَ شَفْرَةُ السِّكِّينِ الَّتِي تَسِيرُ عَلَيهَا، ولَا هَذَا الْحَبْلُ الَّذِي أوْشَكَتِ النِّيرانُ أنْ تَقْطَعَه مَادُمْتَ تُؤمِنُ أنَّ اللهَ نَاصِرُكَ.. وأنَّه وَلِيُّكَ وأنَّه هُوَ يَتَولَّى أمْرَكَ.
إنَّ هذَا الدِّينَ مَتِينٌ، تَكْمُنُ قُوَّتُه في إيمَانِكَ.. مَتَى آمَنْتَ باللهِ مُخْلِصًا لَه الدِّينَ.. أخْرَجَك مِنْ دَوائِرِ المَعْقُولَاتِ إلَى دَوائِرِ الْمُعْجِزَاتِ.. لأنَّه اللهُ.
لا تَلْتَفِتْ.. فالْحَبْلُ لَا يَنْقَطِعُ باللَّهَبِ ولَا بِالسِّكِّينِ.. الْحَبْلُ يَنْقَطِعُ إذَا أيْقَنْتَ أنَّ اللَّهَبَ والسِّكِّينَ هُمَا أشَدُّ قُوَّةً مِنَ اللهِ! ويَشْتَدُّ ولَا يَنْقَطِعُ إذَا عَلِمْتَ أنَّهُم مِنْ مَظَاهِرِ قُوَّةِ اللهِ الَّتِي إنْ شَاءَ جَعَلَها لَكَ لَا عَلَيْكَ.
امْضِ رَاشِدًا... ولَا تَلْتَفِتْ يَافَتى فَرَبُّكَ شَدِيدُ الْقُوَّةِ.
#خواطر_السائرين #الثقة_بالله #التفاؤل #التوكل_على_الله #الايمان_بالله #الصبر #التفكير_الايجابي #التفاؤل_بالله #الاعتماد_على_الله #العبرة_من_سيرة_الأنبياء
انْعِكَاسُ صُورَةِ الْبَطَلِ في مِرْآةِ الْقَدَرِ
أَعْظَمُ مَا يَخْتَبِئُ خَلْفَ الِابْتِلَاءِ هُوَ انْعِكَاسُ صُورَةِ الْبَطَلِ في مِرْآةِ الْقَدَرِ.
لِأَنَّ الِابْتِلَاءَ يَصْنَعُ مِنْكَ بَطَلًا حَقِيقِيًّا، وَبِمُجَرَّدِ أَنْ تَظْهَرَ بُطُولَتُكَ فَلَمْ يَعُدْ هُنَاكَ مَعْنًى لْلانْهِزَامِ أَوِ الِانْتِصَارِ؛ لِأَنَّ الْأَبْطَالَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنْ رَحِمِ الِابْتِلَاءِ لَا يُقْهَرُ جَيْشُهُمْ أَبَدًا؛ لِأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ رَحِمِ الشَّقَاءِ.. مِنْ ظُلْمَةِ الْيَأْسِ.
بَعْضُ الِابْتِلَاءاتِ يَكُونُ الْقَصْدُ مِنْهَا هُوَ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ تَرَى بُطُولَتَكَ في سَاحَاتِ الِابْتِلَاءِ..
بَعْضُ الِابْتِلَاءاتِ الْقَصْدُ مِنْهَا تَكْرِيمُكَ وَلَيْسَ تَجْرِيبُكَ!
تَكْرِيمُ سَعْيِكَ بِمَعْنَى أَنْ تَشْتَدَّ حَبْكَةُ الْأَحْدَاثِ، وَتَبْلُغَ الشَّدَائِدُ أَعِنَّتَهَا، ثُمَّ تَنْتَصِرُ بِقُوَّةِ اللَّهِ، فَتَكُونُ بُطُولَتُكَ حِينَهَا تَكْرِيمًا لَكَ، مُجَرَّدُ وُقُوفِكَ بَيْنَمَا تُقَلِّبُ نَظَرَكَ في السَّمَاءِ سَائِلًا اللَّهَ كَيْفَ انْتَصَرْتَ! بَيْنَمَا تَظْهَرُ آيَاتُ الدَّهْشَةِ عَلَى مَلَامِحِكَ، وَتَعْلُو آيَاتُ الْإعْجَازِ فَوْقَ أَقْدَارِكَ.. فَتَجِدُ الرَّدَّ: انْتَصَرْتَ بِي؛ لِأَنَّنِي أَحْبَبْتُ أَنْ أَجْعَلَ الْجَمِيعَ يَرَى البَطَلَ الَّذِي أُخْفِيهِ.
تِلْكَ اللَّحْظَةُ الَّتِي تَخْرُجُ بِهَا مِنْ دَائِرَةِ الْمَعْقُولَاتِ إِلَى دَائِرَةِ الْمُعْجِزَاتِ.. هِيَ عَيْنُ تَكْرِيمِكَ وَلَيْسَ تَجْرِيبَكَ، فَمَعْدِنُكَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْتُوبٌ مُنْذُ وِلَادَتِكَ؛ إِذْ لَمْ تُفَرِّطْ وَلَمْ تُضَيِّعْ، وَلَمْ تَكُنْ يَوْمًا خَوَّارًا..
فَلْتَكُنْ لَكَ صَولَاتٌ وَجَولَاتٌ في سَاحَاتِ الْأَلَمِ؛ لِأَنَّكَ مُنْتَصِرٌ بِلَا شَكٍّ.. مَرْفُوعَةٌ رَايَتُكَ بِلَا جَدَلٍ.. لِمَاذَا تُرَى؟
لِأَنَّكَ أَبْطَلْتَ الِابْتِلَاءَ بِصَبْرِكَ وَسَعْيِكَ الْمُطْمَئِنِّ، فَصِرْتَ بَطَلًا لَنْ تُقْهَرَ مَدِينَتُهُ أَبَدًا مَهْمَا حَاصَرَتْهَا الْجُيُوشُ!
سُورُ مَدِينتِكَ هُوَ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، وبَابُهَا «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ»، وَمِفْتَاحُهَا «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»، وََجيْشُهَا« حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»، وَبَطَلُهَا هُوَ أَنْتَ.. أَنْتَ الْمَصْنُوعُ عَلَى عَيْنِهِ.. الْمَنْصُورُ بِعِنَايَتِهِ..
فَلْيَصْرُخُوا بِأَصْنَامِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةِ كَمَا صَرَخَتْ قَبْلَهُمْ أَفْوَاهُ الْمُشْرِكِينَ بِقَوْلِهِمْ: اعْلُ هُبَلُ، وَلْتَقِفْ أَنْتَ بِهُدُوءٍ مُحَدِّثًا مَوْلَاكَ قَائِلًا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ.
فَمَا يُخِيفُونَكَ بِهِ هُوَ أَصْنَامٌ ابْتَدَعُوهَا، وَلَكِنْ مَا سَوْفَ تَخْسِفُ بِهِ عُرُوشَهُمْ هُوَ اللهُ.
قُلْ كَمَا قَالَ عُمَرُ: فَمَنْ أَرَادَ أَنْ تَثْكُلَهُ أُمُّهُ، وَتُرَمَّلَ زَوْجَتُهُ، وَيُيَتَّمَ وَلَدُهُ، فَلْيَخْرُجْ لِلِقَائِي خَارِجَ الْحَرَمِ، أَوْ لِيَعْتَرِضْ طَرِيقِي وَطَرِيقَ مَنْ مَعِي.
لِمَاذَا؟ لِأَنَّكَ عَلَى الْحَقِّ يَا بُنَيَّ..
رَدِّدْ كَمَا رَدَّدَ الصَّالِحُونَ مِنْ قَبْلِكَ: أَنَا الْأَسَدُ .. سَهْمِي نَفَدَ .. مِنْهُ الْمَدَدُ.. لَا أُبَالِي مِنْ أَحَدٍ، بِفَضْلِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} بِفَضْلِهَا يَارَبِّ لَا تَكِلْنَا إِلَى أَحَدٍ .. يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمُسْتَنَدُ.. وَعَلَيْهِ الْمُعْتَمَدُ.. فَوْقَ الْعُلَا فَرْدٌ صَمَدٌ.. لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ في مُلْكِهِ، وَرِزْقُهُ مُيَسَّرٌ يَجْرِي عَلَى طُولِ الْمَدَدِ..
#خواطر_السائرين
#الإيمان
#البطولة
#الصبر
#الابتلاءات
#الثقة_بالله
#التحديات
#الإلهام
#التأمل
#النصائح
#التفاؤل
#التحفيز
#العزيمة
#التصميم
#التفكير_الإيجابي
#التطور_الشخصي
#التوجيه
#السلام_الداخلي
#التأملات
#التسامح
لِمَاذَا اللَّهُ؟
لِأَنَّهُ سَوْفَ يَعْتَنِي بِكَ مُنْذُ الدَّقَائِقِ الْأُولَى في صَبَاحِكَ إِلَى أَنْ تُغْمِضَ عَيْنَكَ وَتَنَامَ، وَحَتَّى في نَوْمِكَ لَا يَتْرُكُكَ، فَهُوَ مَعَكَ دَائِمًا..
لِأَنَّهُ سَيَسْمَعُ كَلَامَكَ الْمُتَقَطِّعَ، وَمَوضُوعَاتِكَ الَّتِي لَيْسَ لَهَا صِلَةٌ بِبَعْضِهَا، فَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
لِأَنَّهُ يَجْعَلُكَ مُطْمَئِنًّا؛ لَا تُبَرِّرُ، وَلَا تُعَلِّلُ، وَلَا تَتَكَلَّفُ..
لِأَنَّهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ، فَمَتَى اخْتَبَأْتَ خَائِفًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كُنْتَ ضَيفًا في سَاحَاتِ حُبِّهِ وَتَحْنَانِهِ..
وَالنَّاسُ يَا بُنَيَّ يَمَلُّونَ مِنْ ضُيوفِهِمْ بَعْدَ الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَاللَّهُ لَا يَمَلُّ أَبَدًا، وَلَا يَنْفَدُ كَرَمُهُ.. عَزَّ سُلْطَانُهُ..
فَلْتَدْخُلْ إِلَى كَهْفِ الْفِتْيَةِ الَّذِينَ آمَنُوا.. حَتَّى يَهْدِيَكَ، ثُمَّ يَزِيدَكَ هُدًى، ثُمَّ يَجْعَلَكَ مِنْ أَهْلِ وِلَايَتِه وَإِعْجَازِهِ..
فَلْتَدْخُلْ إِلَى جَوْفِ حُوتِ يُونُسَ مُسَبِّحًا.. لِيَرْفَعَ عَنْكَ الْخَوْفَ، وَيَدْفَعَ عَنْكَ الْأَذَى بِأَلْفِ أَلْفِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ..
إِنَّ الْبَشَرَ يَمَلُّونَ، وَلَنْ تَطُولَ مَحَبَّتُهُمْ إِلَّا بِقَدْرِ حَاجَتِهِمْ..
أَرَأَيْتَ كَرِيمًا في حُبِّهِ إِلَّا الْفَقِيرَ الَّذِي لَا يَمْلِكُ؟
أَكْثَرُهُمْ عَطَاءً في الْمَحَبَّةِ هُمُ الْفُقَرَاءُ، أَكْثَرُهُمْ عَطَاءً هُمُ الَّذِينَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ، فَلَا يَعْلَمُ قَدْرَ النِّعْمَةِ إِلَّا الَّذِي لَا يَمْلِكُهَا..
فَفَاقِدُ الشَّيْءِ يَا بُنَيَّ هُوَ أَكْثَرُهُمْ عَطَاءً، وَلَيْسَ كَمَا يَدَّعُونَ بُهْتَانًا وَزُورًا أَنَّهُ لَا يُعْطِيهِ!
إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الصِّدْقَ عَلَى قُلُوبِ أَهْلِهِ، فَكُنْ مِنَ الصَّادِقِينَ..
يَا بُنَيَّ، لَا يَضُرُّكَ الْبُهْتَانُ.. فَالنَّاسُ -وَهُمْ صَنْعَةُ اللَّهِ- وَمَعَ ذَلِكَ كَذَّبُوا بِوُجُودِهِ، وَأَنْكَرُوا جُودَهُ، وَجَحَدُوا فَضْلَهُ، فَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ.. فَلَا تَحْزَنْ.
لَمْ يَقْدِرُوا اللَّهَ أَفَيَقْدِرُونَكَ؟
إِنَّ النَّبِيَّ قِيلَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ - مِنْ أَهْلِهِ - كَاذِبٌ، شَاعِرٌ، مَجْنُونٌ، وَمُتَصَنِّعٌ!
وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ!
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا عَنْهُ:{قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} ( )، وَاللَّهُ قَالَ فِيهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ( ).
هُمْ يَقُولُونَ: فَتًى؛ تَحْقِيرًا، وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ أُمَّةٌ!
إِنَّ يُوسُفَ كَانَ لَا قِيمَةَ لَهُ في قُلُوبِ إِخْوَتِهِ فَبَاعُوهُ بِأَزْهَدِ الْأَثْمَانِ، بَلْ كَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ.. وَاللَّهُ جَعَلَهُ عَزِيزَ مِصْرَ..
فَمَا ضَرَّكَ ضَرْبُ الْأَلْسِنَةِ، بَلْ ضَرَّهُمْ؛ لِأَنَّ رَبَّكَ كَتَبَ عِنْدَهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَسَوْفَ تُقَابِلُهُ عَنْ قَرِيبٍ، وَ تُحَدِّثُهُ عَنْ كُلِّ هَذَا..
أَيْ بُنَيَّ، عُدَّ العُدَّةَ، وَأَقِمِ الْحُجَّةَ، وَأَذِّنْ في النَّاسِ، وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ، فَاللَّهُ عَلِيمٌ بِخَلْقِهِ.. يَسْتَعْمِلُ وَيَسْتَبْدِلُ في لَحْظَةٍ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الظَّالِمِينَ فَيَسْتَبْدِلَكَ رَبُّكَ..
أَيْ بُنَيَّ، أَيْنَ حَقِيبَتُكَ الصَّغِيرَةُ الَّتِي سَوْفَ تُقَابِلُ بِهَا مَلَكُ الْمَوْتِ؟ تُرَى لَوْ دُعِيتَ إِلَى مَائِدَتِهِ أَكُنْتَ تَخَافُ؟ أَكُنْتَ تَجْزَعُ؟ أَمْ سَيُقَالُ فِيكَ: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } ( )
لَا جَزَعَ مِنْ لِقَاءِ اللَّهِ أَبَدًا.. كُنْ بَطَلًا صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَعِنْدَمَا تُدْعَى إِلَى مَائِدَتِهِمُ اذْهَبْ بِنَفْسِكَ..
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَطَعَ عَنَّا كُلَّ شَيْءٍ لِيُعْطِيَنَا كُلَّ شَيْءٍ، فَمَا مَنَعَ إِلَّا لِيُعْطِيَ، وَإِنْ كَانَ الْمَوْتُ قَدْ أَوْشَكَ فَذَلِكَ هُوَ الْعَطَاءُ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ!
وَأَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ.. وَاسْمَعْ يَوْمَ يُقَالُ: { سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } ( ) .
وَاعْلَمْ أَنَّ الْبِدَايَاتِ لِلْجَمِيعِ، وَالنِّهَايَاتِ لِلْأَبْطَالِ فَقَطْ.
#الله
#الإيمان
#الثقة_بالله
#التأمل
#الصبر
#الحكمة
#التسامح
#الإلهام
#التوجيه
#المحبة
#الإيجابية
#التحديات
#التطور_الشخصي
#الحكمة_الإلهية
#القوة_الداخلية
#التفاؤل
#التسامح
#القرب_من_الله
#الصدق
#الثبات
أَجِئْتَ تَشْكُو حُبَّ اللَّهِ لَكَ
يُحْكَى أَنَّ أَحَدَهُمْ ذَهَبَ إِلَى أَحَدِ الْعَارِفِينَ بِاللَّهِ فَقَالَ لَهُ : أَيْ سَيِّدِي، مَاذَا لَوْ لَمْ أَكُنْ عَبْدًا صَبُورًا وَشَكَوْتُ حَظِّي وَخَوْفِي؟
فلَمْ يُجِبِ الْعَارِفُ بِاللَّهِ.
فَقَال السَّائِلُ: لِمَاذَا لَا أَنْتَظِرُ الْغَدْرَ وَالْخِيَانَةَ إِلَّا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَحْسَنْتُ إِلَيْهِمْ؟!
فلَمْ يُجِبِ الْعَارِفُ بِاللَّهِ.
فَقَال السَّائِلُ: لِمَاذَا يَذْهَبُ عَنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُمْ وَأُخْلِصُ لَهُمْ بِالْوَفَاءِ؟!
فلَمْ يُجِبِ الْعَارِفُ بِاللَّهِ.
فَقَال السَّائِلُ: لِمَاذَا مَاتَ أَحِبَّتِي؟!
فلَمْ يُجِبِ الْعَارِفُ بِاللَّهِ.
فَقَال السَّائِلُ: لِمَاذَا وَحْدَتِي؟! وَأَخَذَ يَبْكِي.
فلَمْ يُجِبِ الْعَارِفُ بِاللَّهِ.
فَقَال السَّائِلُ: لِمَاذَا لَا يُحْسِنُ النَّاسُ الظَّنَّ بِي؟
فلَمْ يَتَكَلَّمِ الْعَارِفُ بِاللَّهِ.
فَقَال السَّائِلُ: لِمَاذَا يَكْذِبُ مَنْ أَصْدُقُهُمْ، وَيَقْسُو مَنْ أَحْنُو عَلَيْهِمْ، وَ يَرْحَلُ مَنْ أُعَانِقُهُمْ؟!
لِمَاذَا هِي يَدَيَّ مُمْتَدَّةٌ بِالْخَيْرِ وَأَيْدِي النَّاسِ مُمْتَدَّةٌ بِالشَّرِّ، لِمَاذَا يُقَابِلُونَ مَحَبَّتِي بِفُجُورٍ وَلَيْسَ بِبِرٍّ؟!
وَأَخَذَ يَبْكِي، فَقَامَ الْعَارِفُ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَلْبِ الرَّجُلِ وَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي، لَا أَدْرِي لِمَاذَا أَحَبَّكَ اللَّهُ بكُلِّ هَذَا الْقَدْرِ!.. رُبَّمَا أَنْتَ مِمَّنْ سَمِعْتُ عَنْهُمْ، هَؤُلَاءِ الْمُحْسِنُونَ أَصْحَابُ مَرَاتِبِ الْإِحْسَانِ وَالْفَضْلِ.. أُولَئِكَ أَصْحَابُ التَّصَبُّرِ وَقْتَ الذُّلِّ.
أَجِئْتَ تَشْكُو حُبَّ اللَّهِ لَكَ..!؟.
فَسَكَتَ السَّائِلُ ..وقَال: أصَبْتَ .. فَرَمَيْتَ الْقَلْبَ.
#حب_الله
#التواضع
#الاستسلام
#الصبر
#التفاؤل
#التسامح
#الصدق
#التأمل
#الحكمة
#المحبة_الإلهية
#القبول
#الصفاء
#الرضا
#الوفاء
#التسامح
#التأمل_الروحي
#التسامح_المعنوي
#الإيمان
#الصبر_والشكر
#التسامح_والتسليم
عِلْمُ النَّظْرَةِ
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ علَى مُوسَى بِعِلْمِ النَّظْرَةِ، ذَلِكَ الْعِلْمُ الْمَعْنِيُّ بِالصُّعُودِ فَوْقَ جَبَلِ الْألَمِ والْمَشَقَّةِ لِيَرَى كُلَّ شَيْءٍ مِنْ فَوْقِ جَبَلٍ عَالٍ.. لِذَلِك دَعَتْه الْعِنَايَةُ الْإِلَهِيَّةُ فَوْقَ جَبَلٍ عَظِيمٍ مِنْ أجْلِ اللِّقَاءِ والتَّكْلِيمِ.
لِأنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أنَّ رِسَالَتَه شَاقَّةٌ، وقَوْمَه أهْلُ جُحُودٍ؛ حَتَّى الْخَضِرُ نَفْسُه لمَّا قَابَلَ مُوسَى ورَفَعَ الْجِدَارَ لِأهْلِ الْقَرْيَةِ الَّتِي لَمْ تُقَدِّمْ لَهُمُ الضِّيَافَةَ، كَان يُؤَكِّدُ لِمُوسَى هذَا الْمَعْنَى.
إنَّ الْإصْلَاحَ وعِمَارَةَ الْأرْضِ لَيْسَتْ خَدَمَاتٍ نُقَدِّمُهَا لِمَنْ يَسْتَحِقُّ فَقَط.. لَا بَلْ نُقَدِّمُهَا لِلْجَمِيعِ حَتَّى ولَوْ لَمْ يَسْتَحِقُّوا؛ لِأنَّ زِرَاعَةَ الْخَيْرِ والْجَمَالِ هِي الْأصْلُ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ حَقِيقَةِ قُلُوبِ مَنْ نُقَدِّمُ لَهُمُ الْخِدْمَةَ.
كُلُّ هَذِهِ الرَّسَائِلِ الَّتِي وجَّهَتْهَا الْعِنَايَةُ الْإلَهِيَّةُ لِمُوسَى - سَوَاءٌ بِالتَّكْلِيمِ أوْ بِالخَضِرِ - كَانَتْ مِنْ أجْلِ بَثِّ الْأمَلِ فِيهِ لِأنَّ قَوْمَهُ أهْلُ جُحُودٍ، ولَوْلَا أنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ لَنَزَل الْيَأسُ ضَيْفًا علَى قَلْبِه.
لَعَلَّ الْحِكْمَةَ مِنْ هَذِهِ الرِّحْلَةِ الشَّاقَّةِ مِنْ سَطْحِ الأرْضِ إلَى قِمَّةِ الجَبَلِ أنْ يَقِفَ مُوسَى بِهُدُوءٍ لِيَسْتَطْلِعَ أحْوَالَ الْمَلَكُوتِ فَيَتَعَلَّمَ أنْ يَرَى الْأُمُورَ مِنْ فَوْقِ قِمَّةِ الْجَبَلِ فَيَسْتَصْغِرَ قَدْرَهَا، ويُقَلِّبَ وجْهَهُ في السَّمَاءِ فَإذَا بِه إلَى اللَّهِ أقْرَبُ، فَهُوَ يُحَدِّثُه ويُلَاطِفُه بِقَوْلِه: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)}( ).
فَإنَّ حَوْلَ مُوسَى وقُوَّتَه هِيَ عَصَاه، وأرَادَ اللَّهُ أنْ يُخْرِجَهُ مِنْ حَوْلِهُ وقُوَّتِه فَقَالَ لَهُ:{ ألْقِهَا يَا مُوسَى فَألْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا ولَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى}( ).
كَانَتْ مُجَرَّدَ عَصًا ثُمَّ تَحَوَّلَتْ إلَى مُعْجِزَةٍ.. عِنْدَمَا صَعِدَ مُوسَى فَوْقَ جَبَلِ الْحَيَاةِ الصَّعْبَةِ، ورَأى كُلَّ شَيْءٍ بِحَجْمِه الصَّحِيحِ.
هَكَذَا يَخْرُجُ الْإِنْسَانُ مِنَ الْمَعْقُولَاتِ إلَى الْمُعْجِزَات، إنَّ الْمُعْجِزَاتِ لا تَنْتَهِي لِأنَّ الْإِنْسَانَ في تَكْوِينِه مُعْجِزَةٌ بَاهِرَةٌ!
وَفي هَذِه اللَّقْطَةِ حِكْمَةٌ عَظِيمَةٌ، وكَأنَّ اللَّهَ يُلَاطِفُه لأنَّهُ يَعْلَمُ أنَّ قَوْمَهُ أهْلُ جُحُودٍ لَنْ يُؤْمِنُوا بِه الْإِيمَانَ التَّامَّ مَهْمَا أخْرَجَ لَهُمْ مِنْ مُعْجِزَاتٍ بَاهِرَةٍ.. فَأرَاد اللَّهُ أنْ يُعْلِّمَهُ فِقْهَ النَّظْرَةِ؛ أنَّهُ مَهْمَا حَاوَلَ أنْ يُدَقِّقَ النَّظَرَ فِيهِمْ مِنْ أعْلَى الجَبَلِ فَلَنْ يَسْتَطِيعَ أنْ يَتَحَقَّقَ مِنْ أشْكَالِهِم وأحْجَامِهِم فَهُم صِغَارٌ في كُلِّ شَيْءٍ.
قِيمَتُهُم بِدُونِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ لَا تَتَجَاوَزُ حَدَّ الصِّفْرِ أبَدًا.. وأنَّ مَا يَسْتَحِقُّ أنْ يَنَالَ نَظْرَةً هُوَ ذَلِكَ الْجَمَالُ المُحَلِّقُ حَوْلَه، الْكَامِنُ في الْإِبْدَاعِ الَّذِي صَوَّرَ اللَّهُ بِه الْأرْضَ والسَّمَاءَ والْجِبَالَ. والأجْمَلُ علَى الْإِطْلَاقِ تِلْكَ الْعِنَايَةُ الْإلَهِيَّةُ الَّتِي حَدَّثَتْه ولاطَفَتْه.
وَهَكَذَا نَحْنُ في حَيَاتِنَا الْيَوْمَ يَجِبُ أنْ نُقَاتِلَ مِنْ أجْلِ رُؤْيَةِ الْأمُورِ بِحَقِيقَتِهَا، وأنْ لَا نَتْرُكَ أنْفُسَنَا لِهَذَا الْعَالَمِ السُّفْلِيِّ الْمُتَحَقِّقِ مِنَ اللَّغْوِ والْمَكْرِ والْخَوْضِ.. وأنْ نُحَلِّقَ في فَلَكِ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ الَّذِي يَفِيضُ بِمَعِيَّةِ اللَّهِ وقُرْبِه ولُطْفِه.
فالصُّعُودُ فَوْقَ جَبَلِ أحْزَانِنَا وهُمُومِنَا صَار فَرِيضَةً لَا يُمْكِنُ بِأيِّ حَالٍ مِنَ الْأحْوَالِ أنْ نَتَجَاهَلَها.
فَأنْتَ هُنَا في هَذِهِ الدُّنْيَا وَحْدَك غَرِيبٌ مَهْمَا كَثُرَتِ الْأجْسَادُ مِنْ حَوْلِك، طَالَمَا سَتَدْخُلُ إلَى قَبْرِكَ وحْدَكَ، وتُبْعَثُ وَحْدَك، وتُحْشَرُ وحْدَكَ، وتُحَاسَبُ وحْدَك! فَأنْتَ الْغَرِيبُ مَهْمَا تَلَوَّنَتِ الْوُجُوهُ مِنْ حَوْلِكَ.
فَلْتَبْدَأ في رِحْلَةِ الصُّعُودِ.. ولْيَكُنِ اتِّكَاءُ قَلْبِك علَى اللَّهِ فَقَطْ، فَكُلُّ اتِّكَاءٍ علَى غَيْرِهِ عَرَجٌ، وكُلُّ عَمَلٍ لَا يُرجَى بِه وجْهُه عِوَجٌ، وكُلُّ سُقُوطٍ في كَفِّ عِنَايَتِه عُلُوٌّ، وكُلُّ ألَمٍ في الطَّرِيقِ إلَيْهِ فَرَجٌ.
حَسْبُكَ اللَّهُ.
اللَّهُمَّ أخْرِجْنَا مِنْ ضِيقِ الْمَعْقُولَاتِ إلَى سَاحَاتِ الْمُعْجِزَاتِ الْخاللَّهُمَّ أخْرِجْنَا مِنْ ضِيقِ الْمَعْقُولَاتِ إلَى سَاحَاتِ الْمُعْجِزَاتِ الْخَالِدَةِ.
#علم_النظرة
#تفاؤل
#تأمل
#الإيمان_بالله
#الحكمة
#الصبر_والثبات
#التواضع
#التأمل_الروحي
#التفكر_والتأمل
#التعلم_من_الحياة
#التطور_الروحي
#الحياة_المعنوية
#التأمل_في_آيات_الله
#القوة_الداخلية
#التفاؤل_بالحياة
#السعادة_الداخلية
#الإيمان_بالقدر
#الحكمة_من_وراء_الابتلاءات
#الصبر_والتسليم
#التأمل_في_آثار_الخلق
أمَا آنَ لِهَذَا الفَارِسِ أَنْ يَتَرَجَّلَ؟
جُمْلَتَانِ قَالَتْهُمَا السَّيِّدَةُ أَسْمَاءُ ڤ، وَقَفَ التَّارِيخُ صَامِتًا أمَامَ جَمَالِهِمَا.
أمَا آنَ لِهَذَا الفَارِسِ أَنْ يَتَرَجَّلَ؟
يَا بُنيَّ... لَا يَضُرُّ الشاةَ سَلْخُهَا بَعدَ ذَبحِهَا.
الْقِصَّةُ:
يُرْوَى أَنَّ الْحَجَّاجَ حَاصَرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ في الْحَرَمِ قَرِيبًا مِنْ سَبعَةِ أَشْهُرٍ يَرمِيهِ بِالْمَنْجَنِيقِ.. فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، فَدَخَلَ عَبدُ اللهِ عَلَى أُمِّهِ قَائِلًا: يَا أُمُّاهُ قَدْ خَذَلَنِي النَّاسُ حَتَّى وَلَدِي وَأَهْلِي، وَلَمْ يَبْقَ مَعِي إِلَّا الْيَسِيرُ وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ أَكْثَرُ مِنْ صَبْرِ سَاعَةٍ، وَالْقَوْمُ يُعْطُونَنِي مَا أَرَدْت مِنَ الدُّنْيَا، فَمَا رَأْيُكِ؟ (يَقْصِدُ أَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ يُسَاوِمُونَهُ عَلَى أَنْ يَتْرُكَ لَهُمُ الْأَمْرَ وَيُوَفِّرُونَ لَهُ مَا أَرَادَ مِنْ أَمْرِ الدُّنيَا).
فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِنَفْسِكَ، إِنْ كُنْتَ تَعلَمُ أَنَّكَ عَلَى حَقٍّ وَإِلَيْهِ تَدْعُو فَامْضِ لَهُ فَقَدْ قُتِلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُكَ ،وَلَا تُمَكِّنْ مِنْ رَقَبَتِكَ فَيَتَلاعَبَ بِرَأسِكَ غِلمانُ بَني أُميَّةَ.
وَإنْ كُنتَ إنَّمَا أرَدتَ الدُّنيا فَبِئسَ العَبدُ أَنْتَ؛ أَهْلَكْتَ نَفسَكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ، وَإِنْ قُلْتَ: كُنتُ عَلَى الحقِّ فَلَمَّا وَهَنَ أَصْحَابِي ضَعُفْتُ فَهَذَا لَيسَ فِعلَ الْأَحْرارِ وَلَا أهلِ الدِّينِ، كَمْ خُلُودُكَ في الدُّنْيَا؟ الْقَتْلُ أَحْسَنُ!
لَمْ تُبقِ أَسْمَاءُ لِابْنِهَا خِيَارًا أَوْ قَوْلًا إِلَّا بَسَطَتْهُ وَوَزَنَتْهُ وَهِيَ في ذَلكَ الوقتِ في سَنَتِهَا الْمِئَة، لَمْ يَسقُطْ لَهَا سِنٌّ وَلَمْ يُنْكَرْ لَهَا عَقْلٌ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ يَا أُمَّاهُ، أخافُ إنْ قَتَلني أهْلُ الشَّامِ أنْ يُمَثِّلُوا بِي وَيَصْلبُوني.
عِنْدِهَا قَالَتْ أسْماءُ قَولَتَهَا الْمَشْهُورَةَ: يَا بُنيَّ لَا يَضُرُّ الشاةَ سَلْخُهَا بَعدَ ذَبْحِهَا، فَامْضِ عَلَى بَصيرَتِكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ.
فَقَالَ لَهَا: هَذَا رَأْيِي الَّذِي قُمْتُ بِهِ دَاعِيًا إِلَى يَوْمِي هَذَا، مَا رَكَنتُ إلَى الدُّنيا، وَمَا أحبَبتُ الْحَياةَ فِيهَا، وَمَا دَعَانِي إلَى الْخُروجِ عَلَى القومِ إلَّا الْغَضَبُ للهِ أنْ تُستَحَلَّ حُرُمَاتُهُ، وَلَكِنِّي أحبَبتُ أنْ أَعلَمَ رَأيَكِ فَقَدْ زِدتِني بَصِيرَةً فَانْظُرِي يَا أُمَّاهُ فَإِنِّي مَقْتولٌ في يَوْمِي هَذَا؛ فَلَا يَشتَدَّنَّ حُزنُكِ.
وَبِالْفِعْلِ قَتَلَ الْحَجَّاجُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ﭬ، حَيْثُ رَمَاهُ بِالْمَنْجَنِيقِ، وَصَلَبَ جَسَدَهُ أَيَّامًا حَتَّى أَتَتْ أُمُّهُ وَقَالَتْ قَوْلتَهَا الشَّهِيرَةَ: يَا حَجَّاجُ (أَمَا آنَ لِهَذَا الفَارِسِ أَنْ يَتَرَجَّلَ؟)، فَأَنْزَلَ وَلَدَهَا وَدُفِنَ، وَسَارَتِ الرُّكْبَانُ بِمَقُولَتَيْهَا الشَّهِيرَتَيْنِ.
لَمْ أَجِدْ كَلِمَةً في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ أَصِفُ بِهَا بَسَالَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَصَبْرَهُنَّ.
مِنْهُنَّ مَنْ وَقَفَتْ عَلَى جَسَدِ ابْنِهَا تَنْتَظِرُ أَنْ يَتَحَرَّرَ مِنَ الصَّلْبِ كَأَسْمَاءَ . . تَقِفُ بِقَلْبٍ قَدْ تَجَاوَزَ الْأَلَمَ بِصَبْرٍ شَدِيدٍ قَائِلَةً: أمَا آنَ لِهَذَا الفَارِسِ أَنْ يَتَرَجَّلَ؟!
وَالْأَجْمَلُ . . زَيْنَبُ ڤ إذْ فَقَدَتْ مُعْظَمَ أَهْلِ بَيْتِهَا مِنْ زَهْرَاتِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ في كَرْبلَاءَ وَفَقَدَتْ مَعَهُمْ سَيِّدَ السَّادَاتِ سَيِّدَنَا الْحُسَيْنَ فَجَلَسَتْ وَقَدِ اشْتَدَّ الْأَلَمُ وَهِيَ تَأْخُذُهُ بَيْنَ يَدَيْهَا حَيْثُ الْفِرَاقُ الْأَبَدِيُّ بَيْنَمَا تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ يُرْضِيكَ هَذَا فَخُذْ حَتَّى تَرْضَى.
هَؤُلَاءِ النِّسْوَةِ اللَّائِي عَجَزَ الزَّمَانُ أَنْ يَجُودَ بِمِثْلِهِنَّ . . نِسَاءُ آلِ الْبَيْتِ . . أَهْلُ الْعِتْرَةِ الشَّرِيفَةِ.
وَلَنَا في عَبْدٍ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَقْفَةٌ . . كَيْفَ كَانَ حَالُ قَلْبِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ وَقَدْ وَقَفْتَ أَمَامَ الْكَعْبَةِ؛ هِيَ مِنْ خَلْفِكَ وَمِنْ أَمَامَكَ مَنْجَنِيقُ الْحَجَّاجِ الثَّقَفِيِّ . . كَيْفَ كَانَ شُعُورَكَ وَقَدْ خَذَلَكَ النَّاسُ، وَرَحَلَ الْجَمِيعُ عَنْكَ؟
كَيْفَ كَانَ اسْتِقْبَالَ اللَّهِ لَكَ؟
عَنْ آخِرِ نَظْرَةٍ نَظَرْتَهَا إِلَى الدُّنْيَا مِنْ حَوْلِكَ فَلَمْ تَجِدْ أَيَّ شَيْءٍ، وَ لَمْ تَرَ أَيَّ أَحَدٍ سِوَى اللَّه.
تِلْكَ اللَّحَظَاتُ الَّتِي يَذْهَبُ فِيهَا كُلُّ زَائلٍ وَيَبْقَى الَّذِي لَا يَزُولُ.
كُلُّ خَيرٍ قَدْ فَعَلْتَهُ بِالْأَمْسِ هُوَ نَجَاتُكَ في هَذِهِ الْوَقْفَةِ الصَّعْبَةِ . . يَرَاكَ الْجَمِيعُ مَخْذُولًا ضَعِيفًا لَكِن
ضَعِيفًا لَكِنَّكَ مُطْمَئِنٌّ هَادِئٌ . . يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَى الْأَسْلِحَةِ الْمُوَجَّهَةِ نَحْوَكَ وَلَحَظَات فِرَاقِكَ لَكِنَّكَ لَا تَرَى كُلَّ ذَلِكَ . . تَرَى فَقَطْ جَمِيلَ اسْتِقْبَالِ اللَّهِ لَكَ . . تَرَى كُلَّ خَيْرٍ فَعَلْتَهُ وَقَدْ جَادَلَ عَنْكَ وَوَقَفَ لِيَحْفَظَكَ . . تَرَى قُلُوبًا أَكْرَمْتَهَا وَنُفُوسًا أَحْيَيْتَهَا وَعُلُومًا نَشَرْتَهَا . . تَرَى ثَبَاتًا عَلَى الْحَقِّ لَمْ يُخَالِجْهُ بَاطِلٌ أَبَدًا وَلَمْ يَتَسَلَّلْ إلَيْهِ الرِّيَاءُ لَحْظَةً . . تَرَى أَقْدَامًا قَدْ عَجَزَتْ لَكِنَّهَا بِعَجْزِهَا قَدْ شَهِدَتْ أَنَّهَا لَمْ تَمْشِ إِلَّا في اللَّهِ، وَالْيَوْمَ تَمْشِي إلَى اللَّهِ..
إنْ هِيَ إلَّا آجَالٌ قَدِ اقْتَرَبَ مَوْعِدُهَا . . فَالْعَوْدُ أَحْمَدُ.
وَبَعْدَ الْعَوْدِ . . قُلْ لِي بِرَبِّكَ.
أمَا آنَ لِهَذَا الفَارِسِ أَنْ يَتَرَجَّلَ؟
هَلْ يَضُرُّ الشَّاةَ سَلْخُهَا بَعدَ ذَبْحِهَا؟
#الصمود_والثبات
#المقاومة_ضد_الظلم
#حق_المقاومة
#الاستمرارية_في_النضال
#الصبر_والإيمان
#القوة_النسائية
#مقاومة_الظلم
#العزيمة_والصمود
#الثبات_في_المواجهة
#الصراع_من_أجل_العدالة
#قصص_الصمود
#المقاومة_الشجاعة
#القصص_الإلهامية
#نساء_المقاومة
#التحدي_والتصميم
مِمَّا نُكابِدُ
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْعَائِدِينَ مِنَ الْمَوْتِ فَقُلْ:
إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَفْهَمَ مَعْنَى الْحَمْدِ، خُذْهُ مِمَّنْ صَافَحُوا مَلَكَ الْمَوْتِ يَدًا بِيَدٍ، ثُمَّ قِيلَ لَهُم: ارْجِعُوا فَقَدْ أَمْهَلْنَاكُمْ مُهْلَةً جَدِيدَةً.
هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُقَالُ عَنْهُمْ: كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ عُمْرًا جَدِيدًا، هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَوَقَّفَتْ أَنْفَاسُهُمْ لِلَحَظَاتٍ وَمَرَّتْ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ شَرَائِطُ الذِّكْرَيَاتِ، وَبَيْنَ حُطَامِ الْحَوَادِثِ وَدِمَاءِ الْأَصَابَةِ وَصَرَخَاتِ الِاسْتِغَاثَةِ وَنِدَاءِ الْإنْذَارِ لِسَيَّارَاتِ الْإسْعَافِ وَقَفُوا بِلَا حِرَاكٍ إِذْ رُبَّمَا تَكُونُ هَذِهِ هِيَ آخِرَ دَقَائِقِ الْعُمرِ فَيَنْصَرِفُوا إِلَى اللَّهِ، وَرُبَّمَا تَكُونُ أَوَّلَ دَقَائِقَ في فُرْصَةٍ جَدِيدَةٍ.
وَلَطَالَمَا كَانَ اللِّقَاءُ الْأَوَّلُ مَعَ مَلَكِ الْمَوْتِ لَيْسَ بِهَيِّنٍ، اسْأَلْ هَؤُلاءِ عَنْ رَائِحَةِ الْمَوْتِ فَهُمْ يَعْرِفُونَهَا جَيِّدًا، كُنْ حَذِرًا مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ فَهُمُ الَّذِينَ عَرَفُوا الْحَقِيقَةَ يَقِينًا، وَلَكِنْ مَا بَيْنَ الْمَعْرِفَةِ وَالضَّعْفِ قَدْ ضُرِبَتْ خِيَامُهُمْ، هُمُ السُّكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، هُمُ الْعَائِدُونَ مِنَ النِّهَايَةِ إِلَى الْبِدَايَةِ.
عِنْدَمَا تُقَابِلُ أحَدَهُمْ فَاحْرِصْ عَلَى أَنْ تَخْتَارَ الْكَلِمَاتِ جَيِّدًا لِأَنَّهُمُ الْأَذِلَّةُ مِنْ بَعْدِ عِزٍّ، أَهْوَنُ لَكَ أَنْ تُصَافِحَ عَاجِزًا بِالْفِطْرَةِ عَلَى أَنْ تُصَافِحَ عَاجِزًا بَعْدَ قُوَّةٍ.
تَلَطَّفْ بِكَلِمَاتِكَ فَرُبَّمَا نَزَلَتْ كَحَدِّ السَّيْفِ عَلَى قَرْحٍ أَصَابَهُمْ فَقَطَعَتْهُ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْعَائِدَ إِلَى الْحَيَاةِ بَعْدَ حَادِثٍ كَالطِّفْلِ لَا يُجِيدُ الْكَلِمَاتِ وَالْأَشْيَاءَ، لَا يُجِيدُ الْحَرَكَاتِ وَالْأَفْعَالَ، لَا يُجِيدُ شَيْئًا سِوَى الصَّمْتِ وَالتَّظَاهُرِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي تَرَكَهَا آنِفًا بِيَدِ مَلَكِ الْمَوْتِ عَشِيَّةَ اللِّقَاءِ قَبْلَ أَنْ يُطْلَقَ سَرَاحُهُ.
هَيِّنٌ جِدًّا الْمَوْتُ فَجْأَةً إِذْ قَدْ يَبْقَى لَكَ عِنْدَ اللَّهِ أَرْصِدَةٌ مِنَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ لِأَنَّهُ لَمْ يُمْهِلْكَ .. وَصَعْبٌ جِدًّا الْعَوْدَةُ وَالْإمْهَالُ لِأَنَّ أَوَّلَ كَلِمَةٍ سَوْفَ تَصْطَدِمُ بِقَلْبِكَ حِينَ تَعُودُ إِلَى مَقَامِكَ الْأَزَلِيِّ في حَيَاتِكَ الْبَرْزَخِيَّةِ الْجَدِيدَةِ هِيَ: «لَقَدْ أَمْهَلْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا»
أَرَدْتُ أَنْ أكْتُبَ كُلَّ هَذَا فَقَطْ كَرِسَالَةٍ لِكُلِّ مَنْ وَقَعَتْ أَجْسَادُهُمْ في حَوَادِثِ الْقَدَرِ وَلَمْ يَكُونُوا مِنَ الْمَطْلُوبَيْنَ في كَشْفِ الْمَوْتِ فَأُطْلِقَ سَرَاحُهُمْ فَعَادُوا بِأَجْسَادِهِمْ وَلَكِنْ أَرْوَاحُهُمْ تَجُولُ في السَّمَاءِ، مَازَالَتْ مُعَلَّقَةً تَرْفُضُ سِجْنَ الْجَسَدِ وَتَأْبَى الْعَوْدَةَ إِلَى اللَّهِ لِأَنَّهَا تَعْلَمُ أَنَّهَا لَمْ تَسْلُكْ مَسْلَكَ الصَّالِحِينَ يَوْمًا.
فَوَجَدْتُ هَذِهِ الصُّورَةَ مُعَبِّرَةً جِدًّا عَنِ الْحَالِ الَّذِي يَرَى بِهِ هَؤُلَاءِ الدُّنْيَا الْآنَ، أنْ تَرَى الدُّنْيَا مِنْ مَقْعَدِ قَبْرٍ فَلَا تَجِدُ إِلَّا وَجْهَ السَّمَاءِ وَحَبْلًا رُبَّمَا يَنْتَشِلُكَ اللَّهُ بِهِ إِلَى وَصْلٍ بَعْدَ انْقِطَاعٍ.
دَائِمًا تَحْدُثُ أَمُورٌ فَارِقَةٌ، شَدِيدَةُ السَّمْتِ، مُحْرِقَةٌ لِلْقَلْبِ، مُوجِعَةٌ لِلرُّوحِ .. تَذْرِفُ لَهَا الْعَيْنُ دُمُوعًا تَشْهَدُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةُ الأَرْضِ.
هَذِهِ الْحَوَادِثُ قَدْ تَكُونُ انْقِلَابَ سَيَّارَةٍ، مَرَضًا مُفَاجِئًا، مَوْتًا، فِرَاقًا، خِيَانَةً، خِدَاعًا، اسْتِغْلَالًا وَغَيْرَهُمْ.
وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَسْتَقِرُّ بِالرُّوْحِ الْأَلَمُ يَلْزَمُ الْقَلْبُ الْكِتْمَانَ وَيَأْبَى أَنْ يَبُوحَ.
خُذِ الْحَمْدَ مِنْ هَؤُلَاءِ.
لَيْسُوا أَهْلَهُ رُبَّمَا لَكِنِ «الْحَمْدُ تَجْرِبَةٌ» لَا تَسْأَلْ عَنْهَا مَنْ لَمْ يُجَرِّبْهَا .. الْمَوَاعِظُ كَثِيرَةٌ وَالْكُلُّ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى الْمِنْبَرِ وَيَتَحَدَّثَ عَنِ الْحَمْدِ وَالصَّبْرِ وَالْأَلَمِ، وَلَكِنْ تَظَلُّ قَصَصُهُمْ مَنْقُولَةً حَتَّى تُقَابِلَ أَحَدَهُمْ مِمَّنْ قَابَلُوا مَلَكَ الْمَوْتِ وَجْهًا لِوَجْهٍ حَتَّى إِذَا غَابَ عَنْهُمْ قَالُوا: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِذْ لَمْ يُمْسِكْ بِنَا وَأَطْلَقَنَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ قُلْنَا: رَبَّنَا أرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا وَ ارْزُقْنَا مِنْ مَدَدِ الْإمْهَالِ مَا تَرْحَمُنَا بِهِ».
مِنْ هَؤُلَاءِ قِفْ وَتَعَلَّمْ مَعْنَى الْحَمْدِ، لِأَنَّ الْحَوَادِثَ لَيْسَتْ فَقَطْ في دَقَائِقِهَا الْأَ
مِنْ هَؤُلَاءِ قِفْ وَتَعَلَّمْ مَعْنَى الْحَمْدِ، لِأَنَّ الْحَوَادِثَ لَيْسَتْ فَقَطْ في دَقَائِقِهَا الْأَوْلَى، فَمَا بَعْدَهَا أَشَدُّ مِنْهَا.
وَاسْأَلِ الْعَائِدِينَ بَعْدَ عَوْدَتِهِمْ: هَلْ مَا زالَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ؟
لَقَدْ كَانَ لِلْإمْهَالِ ثَمَنٌ لَا يَعْلَمُهُ مَنْ لَمْ يَذُقْهُ.
الْإِمْهَالُ وَالْعَوْدَةُ ثَمَنُهُمَا الْفِرَاقُ؛ فِرَاقٌ مِنْ طِرَازٍ خَاصٍّ، فِرَاقُ كُلِّ مَنْ تُحِبُّ بِشِدَّةٍ
قَدْ يَكُونُ بِالْمَوْتِ ... بِتَقْلِيبِ الْقُلُوبِ .. بِالضَّيَاعِ أَحْيَانًا.
صَرَاخَاتٌ يُطْلِقُونَهَا عِنْدَما يَشْتَدُّ ألَمُهُمْ .. وَأَيُّ ألَمٍ؟!
هَؤُلَاءِ ذَاقُوا رَاحَةَ الْفِرَاقِ ثُمَّ عَادُوا لِقَسْوَةِ الْحَيَاةِ .. سَتَحْسَبُهُمْ قَدِ انْفَلَتَتْ عُقُولُهُمْ لَكِنَّهُمْ قَدْ هَجَرَتْهُمْ أَرْوَاحُهُمْ مُحَلِّقَةً في أَسْرَابِ السَّلَامِ تَأبَى الْعَوْدَةَ.
ثُمَّ تُرَاجِعُ نَفْسَكَ عَنِ الْغَرَضِ وَالْحِكْمَةِ مِنْ كُلِّ هَذَا!
فَتَجِدُ أَنَّ الْغَرَضَ هُوَ أَنْ تَعُودَ إِلَى الدُّنْيَا فَيَصْرِفَ اللَّهُ عَنْكَ كُلَّ مَنْ هُمْ سِوَاهُ حَتَّى لَا تَرَى غَيْرَهُ، وَلَا تَسْمَعَ غَيْرَهُ.
لَمْ يَعُدْ بِكَ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ لِلرَّفَاهِيَةِ بِلْ لِرِسَالَةٍ، وَاسْأَلِ الْعَائِدَيْنِ عَنْ عَوْدَتِهِمْ فَفِي أَحْوَالِهِمْ جَوَابٌ .. وَانْظُرْ إِلَى زَوَايَا أَعْيُنِهِمْ إذَا أَطْلَقُوا الْبَصَرَ فَفِي كُلِّ مَا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ سَرَابٌ، فَكَانَ كُلُّ مَا حَطَّتْ عَلَيْهِ أَعْيُنُهُمْ سَهْمًا، وَيُعْرُفُ السَّهْمُ حَتْمًا بَعْدَ رِحْلَتِهِ إذْ تَدْمَى الْقُلُوبُ حَيْثُ أَصَابَ.
فَخُذْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْعِبْرَةَ وَلَا تَسْأَلَنَّ الزَّمَنَ عَنِ الْجَوَابِ.
وَلَقَدْ رَأَى هَؤُلَاءِ مَلَكَ الْمَوْتِ حَاضِرًا فَلَمْ يَنْفَعْهُمُ الْهَرَبُ بَلْ هَرَبَ مِنْ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ كُلُّ شَيْءٍ سِوَى رَجَاءِ الْبَقَاءِ، وَاسْمَعْ إِلَى قَوْلِ أَحَدِهِمْ فَلَكَ مِنْ فَائِدَةٍ وَفَصْلِ خِطَابٍ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمْسِكْنَا حِينَ عَزَّ الْجَوَابُ .
#الحمد_لله
#الصبر_والايمان
#ملك_الموت
#العائدون_من_الموت
#الحياة_والموت
#الفراق_والعودة
#الصبر_في_المحن
#الحوادث_والتحديات
#التسامح_والعفو
#الحياة_بعد_الموت
#الصمت_والتأمل
#الموت_والفراق
#الحياة_والمعاناة
#تجارب_الحياة
#الحمد_لله_على_كل_حال
الْحُبُّ في اللَّهِ
قِيلَ في أَدَبِ التَّعَايُشِ مَعَ النَّفْسِ: إِنَّ الْحُبَّ في اللَّهِ غَيْرُ مَشْرُوطٍ بِالْعَلَاقَاتِ الْعَمَلِيَّةِ أَوْ بِالْمَصَالِحِ الْإنْسَانِيَّةِ.
الْحُبُّ في اللَّهِ هُوَ أَسْمَى دَرَجَاتِ الْمَحَبَّةِ؛ وَذَلِكَ لأَنَّ الْقُلُوبَ تَعَاهَدَتْ عَلَى الْحُبِّ بِغَيْرِ شَرْطٍ، أَيْ أَنَّهَا وَقَفَتْ أَمَامَ اللَّهِ وَقَالَتْ: يَا أللَّهُ إِنِّي أَحْبَبْتُ فِيكَ هَذَا وَأَنْتَ تَشْهَدُ، فَإِذَا وَجَدْتَ مِنْهُ مَا أُحِبُّ زِدْتَ حُبًّا لَهُ فِيكَ, وَإِذَا وَجَدْتَ مِنْهُ مَا كَرِهْتَ لَمْ تُنْقِصْ مَحَبَّتَهُ مِنْ قَلْبِي لِأَنَّنِي أَحْبَبْتُهُ فِيكَ فَلَا أنْتَظِرُ مِنْهُ سِوَى الْحُبِّ وَالْقُرْبِ مِنْكَ.
أَمَّا مَا نَرَاهُ مِنْ قُلُوبٍ كَانَتْ بِالْأَمْسِ تَنْشُدُ أَنَاشِيدَ الْمَحَبَّةِ ثُمَّ تَنْقَلِبُ الْيَوْمَ إِلَى أَشَدِّ أَنَاشِيدِ الْإِثْمِ فَهِيَ قُلُوبٌ لَمْ تُحِبَّ يَوْمًا وَلَمْ تَعْرِفْ حُبَّ اللَّهِ بَعْدُ، فَحُبُّ اللَّهِ يَدْفَعُكَ إِلَى حُبِّ النَّاسِ، يَجْعَلُكَ دَائِمَ الْعَطَاءِ، دَائِمَ الْخِدْمَةِ حَتَّى لَوِ انْقَطَعَتْ حَاجَتُكَ مِنْهُمْ فَلَا سَبِيلَ عِنْدَكَ لِقَطْعِ حَاجَتِهِمْ مِنْكَ.
يَحْدُثُ أَنْ يُعِيدَ اللَّهُ تَرْتِيبَ جُنُودِهِ، فَتَرَاهُ يَسْتَبْدِلُ هَذَا، وَ يُؤَخِّرُ هَذَا، وَيُقَدِّمُ هَذَا، فَهَذَا شَأْنُ اللهِ وَحْدَهُ؛ إِذْ إنَّهُ هُوَ اللَّهُ الْمَعْبُودُ الْوَاحِدُ الَّذِي يَمْتَلِكُ أَسْبَابَ الرِّزْقِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ مَعَهُ، وَلَكِنْ مَهْمَا تَغَيَّرَتْ رُتَبُ جُنُودِهِ بِالزِّيَادَةِ أَوْ بِالنُّقْصَانِ لَا تَتَغَيَّرُ رُتَبُ الْمَحَبَّةِ أبَدًا.
وَأتَسَاءَلُ وَلَعَلَّ هُنَاكَ مَنْ يَمْتَلِكُ الْجَوَابَ... لَعَلَّ هُنَاكَ مَنْ يُجِيدُ قِرَاءَةَ الْحِكْمَةِ: مَا الَّذِي يَجْعَلُ قُلُوبًا بِالْأَمْسِ كَانَتْ مُحِبَّةً تَنْقَلِبُ الْيَوْمَ عَلَى أَعْقَابِهَا؟
أَهُوَ بَلَاءٌ وَمِحْنَةٌ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ وَلِمُحِبِّيهِمْ؟
أَمْ هُوَ رَحْمَةٌ لِمُحِبِّيهِمْ إِذْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ يَسْمَعْهُ غَيْرُهُ وَ أَبْصَرَ مَا لَا يُبْصِرُهُ غَيْرُهُ فَقَضَى بِالِاسْتِبْدَالِ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ بِالْكُرْهِ وَالْعُدْوَانِ..
إِنَّ الْمُحِبَّ بِصِدْقٍ، الْمَدْعُوَ إِلَى مَنَابِرِ النُّورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ذَلِكَ الَّذِي يُلَبِّي نِدَاءَ رَبِّهِ حِينَمَا يُقَالُ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ في جَلَالِي؟ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبِّي هَا أَنَا هُنَا ..
لَا يَنْتَظِرُ أَيَّ شَيْءٍ، وَلَا يَرْتَجِي أَيَّ مَعْرُوفٍ غَيْرَ أَنَّهُ يُحِبُّ، هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَفْضَحُهُمْ أَعْيُنُهُمْ أَيْنَمَا سَارُوا .. لَا يَرْحَلُونَ مِنْ قُلُوبِ أَحِبَّتِهِمْ وَإِنْ هُمْ رَحَلُوا، لَا يَعِيبُونَ أَحِبَّتَهُمْ بَعْدَ أَنْ قَضَوْا مَعَهُمْ دَهْرًا طَوِيلًا ..
قُلْ لِلَّذِينَ لَمْ يُحِبُّوا في اللَّهِ بَعْدُ: أَيْنَ إيمَانُكُمْ؟ فَالْإِيمَانُ يَقِفُ عَلَى قَدَمَيْنِ:
الْأُولَى: التَّوْحِيدُ.
وَالثَّانِيَةُ: الْحُبُّ.
فَإِذَا غَابَتْ إحْدَاهُمَا أنَّى لِصَاحِبِنَا أَنْ يَمْشِيَ إِلَى اللَّهِ؟
أنَّى لِصَاحِبِنَا أَنْ يَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ؟
لَقَدْ صَلَّى النَّبِيُّ عَلَى رَجُلٍ عَاشَ عُمْرَهُ مُنَافِقًا لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا سِوَى إمْعَانِ الْأَذَى بِهِ!
هَذَا إِمَامُ الْمُحِبِّينَ .. فَأَيْنَ أَهْلُ الْمِسْبَحَةِ وَأَهْلُ الدِّينِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟!
لَقَدْ صَلَّى النَّبِيُّ عَلَى مَنْ أَمْعَنَ في الْمَكْرِ بِهِ .. فَكَيْفَ بِكُمْ وَقَدْ أَسَأْتُمْ وَتَجَبَّرْتُمْ عَلَى مَنْ أَمْعَنَ في مَحَبَّتِكُمْ وَالتَّغَافُلِ عَنْكُمْ حَتَّى قَضَى اللَّهُ أمْرًا كَانَ مَفْعُولًا؟
إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَنْتَسِبُوا لِلْجَنَابِ الْمُحَمَّدِيِّ، اسْتَقِيمُوا يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ.. لَقَدْ وَقَعْتُمْ في شَرْطِ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا﴾..
لَمَّا جَعَلَ لِلْمَحَبَّةِ شُرُوطًا، وَأوْقَدَ الْفِتَنَ، وَسَارَ بَيْنَ النَّاسِ بِالنَّمِيمَةِ وَالْكَذِبِ بَدَّلَ بِيَدَيْهِ جَنَّتَهُ بَعْدَ مَا أَنْفَقَ عَلَيْهَا أَعْوَامًا مِنْ رَصِيدِ عُمْرِهِ.
#الحب_في_الله
#خواطر_دينية
#التفكير_العميق
#التأمل_الروحي
#الحب_الصافي
#التوحيد_والمحبة
#الحب_والتضحية
#القيم_الدينية
#التفكير_الفلسفي
#التفاني_في_الخدمة
#التسامح_والمحبة
#الايمان_بالله
#التعايش_السلمي
#التطوير_الروحي
#التأمل_والتفكير
الْخَاتِمَةُ
سَألَ أحَدُهُمْ: مَتَى سَنَصِلُ إلَى غَايَتِنَا ونَنْجَحُ فِيمَا نَفْعَلُه و نُجَازَى عَلَيْه؟
أجَابَ الآخَرُ: سَنَصِلُ حَتْمًا لا تَخَفْ..
سَألَ مَرَّةً أُخْرَى: مَتَى؟ ومَتَى سَأسْتَرِدُّ حُقُوقِي، وأرَى حَصَادَ السَّعْيِ الَّذِي سَعَيْتُه؟
أجَابَ الآخَرُ: سَنَصِلُ حَتْمًا لا تَخَفْ.
سَألَ مَرَّةً أُخْرَى: أنْتَ لَمْ تُجِبْ، مَتَى سَنَصِلُ؟
أجَابَ: لَوْ كَانَ هذَا السَّعْيُ للهِ وحْدَه فَغَايَتُك هِيَ أنْ يَرْضَى اللهُ، ومِنْ أجْلِ هذِه الْغَايَةِ سَتَتَحَمَّلُ أذَى الْخَلْقِ ومَكْرِهِمْ بِكَ، وسَتَتَحَمَّلُ ضِيقَ الْحَالِ وقِلَّةَ حِيلَتِكَ، وسَتَتَحَمَّلُ أعْبَاءَ رِسَالَتِكَ .. فَمَقْصُودُكَ هُو اللهُ ولَيْسَ اسْتِرْدَادَ حُقُوقِكَ ولا حَصَادَ سَعْيِكَ ولا كُلَّ مَا قُلْتُ، لَوْ كَانَ اللهُ مَقْصُودَكَ فَأبْشِرْ، فَسَوْفَ يَكُونُ يَوْمُ وَفَاتِكَ هُوَ يَوْمَ نَوَالِكَ لِثَمَرَةِ طَرِيقِكَ، وهُوَ اللِّقَاءُ وكَشْفُ غِطَاءِ الْغَيْبِ عَنْكَ.
وإنْ كَانَ مَقْصُودُك هُوَ نِتَاجَ سَعْيِكَ وانْتِصَارِكَ وغَيْرِ ذَلِكَ فَهَذَا شَأْنُ اللهِ مَعَكَ؛ إنْ شَاءَ أعْطَاكَ، وإنْ شَاءَ مَنَعَك.
وفي الْحَالَتَيْنِ أَنْتَ سَتَظَلُّ سَاعِيًا إلَيْهِ .. فَكُنْ مِمَّنْ سَعَوْا إلَى اللهِ بإخْلَاصٍ، لا يَبْتَغُونَ رَدَّ أيِّ شَيْءٍ مِمَّا أُخِذَ مِنْهُم حَتَّى وإنْ لَمْ يَعُدْ لَدَيْهِمْ أيُّ شَيْءٍ.
هَؤُلَاءِ أفْضَلُ مِمَّنْ يَعْبُدُونَ اللهَ لِيُعْطِي ولِيَنْصُرَ.
فَلَا تَسْألْ مَتَى سَأنَالُ كذَا .. بَلْ قُلْ مَتَى سَأرَى اللهَ .. هكَذَا يَكْمُلُ إيمَانُكَ.
وتِلْكَ دَرَجَةٌ لا يَجْتَازُهَا إلَّا الْقِلَّةُ فَاجْتَهِدْ أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ.
واعْلَمْ أنَّ اللهَ إذَا أذِنَ بِأنْ يُؤْخَذَ مِنْكَ شَيْءٌ أوْ يَقَعَ بِكَ ضُرٌّ فَقَدْ خَبَّأ لَكَ صِفَةً مِنْ صِفَاتِه كَهَدِيَّةٍ لَكَ .. فَلَوِ انْقَطَعَتْ عَنْكَ مِنَ الدُّنْيَا نِعْمَةٌ فَصَبَرْتَ كُنْتَ مِمَّنْ نَزَلَتْ بِهِمْ عَطِيَّةُ الأسْمَاءِ والصِّفَاتِ فَأخَذْتَ أنْوَارَ اسْمِ اللهِ (الصَّبُور)، وهكَذَا في كُلِّ شَيْءٍ، فَمَتَى نَزَلَتْ بِكَ الأسْمَاءُ والصِّفَاتُ بَدَأ تَجْهِيزُكَ لِلِقَاءِ صَاحِبِهَا، وهذَا مَقْصُودُك وغَايَتُكَ، ولَا يَنْبَغِي لَكَ أنْ تَلْتَفِتَ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
إذَا كُنْتَ تَرْجُو أنْ تَكُونَ مِنَ الْقِلَّةِ الَّتِي تَمَّ اصْطِفَاءُ أصْحَابِهَا بِعِنَايَةٍ فَاصْبِرْ واحْتَسِبْ ولا تَرْتَجِ الأجْرَ بَلِ اطْمَعْ أنْ تَنَالَ مَحَبَّةَ صَاحِبِ الأجْرِ .
لِمَاذَا تَطْلُبُ وَرْدَةً مِنْ بُسْتَانٍ وأنْتَ تَسْتَطِيعُ أنْ تَمْتَلِكَ الْبُسْتَانَ كُلَّهُ، ولِمَاذَا تَطْمَعُ في أنْ تَمْتَلِكَ بَيْتًا في مَكَانٍ وأنْتَ مِنَ الْمُمْكِنِ جِدًّا أنْ تَكُونَ ضَيْفًا في بَيْتِ الْمَلِكِ نَفْسِه، وتَكُونَ مِمَّنْ يَنْظُرُونَ إلَيْهِ ويَسْمَعُونَ حَدِيثَه.
لَقْدْ جِئْنَا - يَا صَدِيقِي - مِنَ الْعَدَمِ، وكُلُّنَا إلَى زَوَالٍ، ولَا يَخْفَى علَى أيٍّ مِنَّا أنَّ الْمَوْتَ قَادِمٌ بِلَا شَكٍّ، فَلْنَضَعِ الأوْلَوْيَّاتِ حَتَّى نَسِيرَ بِهُدُوءٍ .. إمَّا الْوَرْدَةَ أوِ الْبُسْتَان .. إمَّا بَيْتًا تَمْتَلِكُه في أيِّ مَكَانٍ أوْ بَيْتَ الْمَلِكِ.
لَا تَسْأَلِ اللهَ وقْتَ البَلاءِ أنْ يَنْصُرَكَ بَلْ قُلْ: لَعَلَّهُ يَرْضَى... لَعَلَّهُ يَرْضَى.
لَوْ فَقَدْتَّ كُلَّ شَيْءٍ .. قُلْ: لَعَلَّهُ يَرْضَى.
ألَا تَرَى الْمَلَكُوتَ كُلَّه يَسِيرُ إلَيْهِ خَاضِعَ الرَّأْسِ وقَدْ وَضَعَ رَقَبَتَهُ علَى مِقْصَلَةِ التَّوْحِيدِ!
أَيْنَ عَيْنُكَ . . . ألَا تَرَى أَنَّ الْجَمِيعَ كَادِحٌ إلَيْهِ في صَمْتٍ !
ألَا تَرَى كَيْفَ تَتَحَرَّكُ مَوَاكِبُ الْعَبِيدِ كُلَّ دَقِيقَةٍ بِالْمَوْتِ وَالتَّسْلِيمِ، كَالْعَامِلِ الَّذِي يُسَلِّمُ زِيَّ عَمَلِه لِصَاحِبِ الْعَمَلِ!
ألَا تَرَى كَيْفَ نُسَلِّمُ أجْسَادَنَا إلَيْهِ بِالْمَوْتِ كَالْعُمَّالِ.
أَيُّ جَزَاءٍ تَنْتَظِرُ؟
أَيُّ نَصْرٍ تَبْتَغِي؟
أَيُّ رِزْقٍ تَسْعَى إلَيْهِ؟
يَا صَاح: أَفْلِتْ بِرَقَبَتِكَ... انْجُ بِهَا تَفْلَح... خُذْهَا وَضَعْهَا علَى مِقْصَلَةِ التَّوْحِيدِ خَاضِعًا وَقُلْ: جِئْتُك بِهَا لَعَلَّكَ تَرْضَى .
لَيْسَ عِنْدَنَا إِبْرَاهِيمُ لِنَفْتَدِي بِوَقْفَتِه الْحَزِينَةِ فَتَشْفَعَ لنَا علَى مَقَاصِلِ التَّوْحِيدِ كَمَا شَفَعَتْ وَقَفْتُه لِإسْمَاعِيلَ وفَدَاه رَبُّه، مَنْ يَفْدِينَا أنَا وَأنْتَ؟
نَعْرِفُ مَنْ هُنَا علَى الْأرْضِ غَيْرَه؟
ألَيْسَتْ كُلُّ الْوُجُوهِ زَائِلَةً، وَكُلُّهَا غَرِيبَة؟
اخْرُجْ مِنْ دَوَائِرِ صِرَاعِ الْبَشَرِ وانْجُ بِرَقَبَتِكَ.
ضَعْهَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَقُلْ: لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، وَأنْتَ اللَّهُ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
#التفكير_الروحي
#التأمل_والتفكير
#التوبة_والتسامح
#الايمان_واليقين
#الرضا_بقضاء_الله
#السعي_نحو_الله
#التوحيد_والاستغفار
#المحبة_والتضحية
#الصبر_والاحتساب
#التقرب_إلى_الله
#التسامح_والعفو
#الرضا_بالقدر
#التوكل_على_الله
#التأمل_في_آيات_الله
#التسامح_والتواضع