08 Feb 2024

مَا ضَرَّكَ؟

مَا ضَرَّكَ؟

مَا ضَرَّكَ لَوْ سَارَ الْجَمِيعُ علَى خُطَاكَ دُوْنَ أنْ يُذْكَرَ اسْمُكَ؟ 
مَا ضَرَّكَ لَوْ كُنْتَ أنْتَ الْهِمَّةَ الَّتِي نُحْيِي بِهَا الْأرْضَ، ونُعِيدُ بِهَا التَّوازُنَ دُونَ أنْ يَعْلَمَ أحَدٌ بِحَالِكَ؟ 
مَا ضَرَّكَ لَوْ جَعَلْنَا في أقْدَامِكَ الْبَرَكَةَ؛ فَبَيْنَمَا تَسِيرُ نُحْيِي قُلُوبًا وبِلادًا، ونَرْفَعُ أقْوامًا، ونَخْسِفُ بآخَرِين دُونَ أنْ يَعْلَمَ أحَدٌ بِشَأنِكَ؟ 
مَاضَرَّكَ لَوِ اصْطَفَيْنَاك دُوْنَ عِلْمِكَ، وآوَيْنَاكَ رَغْمَ أنْفِكَ، وحَفِظْنَاكَ بِغَيْرِ حَوْلٍ مِنْكَ وقُوَّةٍ، وأعْطَيْنَاكَ دُونَ سُؤالِكَ؟ مَا ضَرَّكَ؟ 
مَا ضَرَّكَ لَوْ أخْرَجْنَا الْغَافِلِينَ عَنْ دائرَتِكَ، ونَجَّيْنَاكَ مِنَ الْفَاسِدِينَ، ورفَعْنَا بِكَ الصَّالِحِينَ دُوْنَ أنْ تُعْلَمَ لَك مَاهِيَّةٌ فتُذْكَرَ، مَا ضَرَّكَ؟ 
مَا ضَرَّكَ لَوِ انْطَفَأ النُّورُ مِنَ الدُّنْيَا بَيْنَمَا أنْتَ في تَوَهُّجٍ ويَقِينٍ؟ 
مَا ضَرَّكَ لَوْ نَزَلَ بِكَ الْكَرْبُ أوِ الْغَمُّ بَيْنَمَا أنْتَ في أعْيُنِنَا نُقَلِّبُكَ كَمَا نَشَاءُ، مَا ضَرَّكَ؟ 
ولَوْ أخَذْنَا بَصَرَكَ وسَمْعَكَ ويَدَكَ.. ألَسْتَ تَرَى الْحَقَائِقَ بِنَا، وتُمَيِّزُ الْأحْدَاثَ بِسَمْعِنَا وتُعْطِي الْخَلْق بِنَا.. ألَسْنَا نَحْنُ سَمْعَك وبَصَرَكَ و يَدَك..! 
مَا ضَرَّكَ لَوْ حَلَّ الْوَبَاءُ في كُلِّ بِقَاعِ الدُّنْيَا، ألَيْسَ لنَا مَوْعِدٌ لَنْ تَتَأخَّرَ عَنْهُ دَقِيقَةً ولا أقَلَّ مِنْ ذَلِكَ؟ مَا ضَرَّكَ؟! 
قُلْ لِي بِرَبِّكَ لِمَاذَا تَتَذَمَّرُ، إنَّ أعْظَمَ عَطَايَا الْمِحَنِ هِيَ الرُّؤْيَةُ، الرُّؤْيَةُ الْمُتَّسِعَةُ لِلْحَقَائِق.. ولا رُؤْيَةَ لِمَنْ لَا يَرْحَمُ.
امْضِ في عِزِّ رَبِّكَ، مُبَارَكٌ مَسْعَاكَ أيْنَمَا نَزَلْتَ، كَثِيرَةٌ عَطَايَاك بِقُدْرَةِ صَانِعِكَ أيْنَمَا سَلَكْتَ، طَابَ مَمْشَاكَ علَى سَيْرِ جِدِّكَ، و طَابَ مَسْعَاكَ إلَيْنَا، فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.. و لَا تَنْسَ الْعَهْدَ. 
لَيْسَتِ الْعِبْرَةُ بِمَنْ سَبَقَ فَطُبِعَ اسْمُهُ في دَفَاتِرِ الْأرْضِ، ولَكِنَّ الْعِبْرَةَ بِمَنْ صَدَقَ. 
نَحْنُ لَا نَسْتَخْلِفُ عُمَّالَنَا علَى الْأرْضِ لِيَصْنَعُوا الْمَجْدَ لِأنْفُسِهِم! 
بَلْ لِيَكُونَ الْمَجْدُ لِلَّه، فَلا يُنَازَعُ في مَجْدِه ولا في مُلْكِه ولا في سُلْطَانِه. 
سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ، سَبِّحْ بِعِزِّه وَمَجْدِه، سَبِّحْ رَبَّكَ الأعْلَى، لَهُ الْمُلْكُ والْكِبْرِيَاءُ والْجَبَرُوتُ.. هُوَ الصَّانِعُ وأنْتَ الصَّنْعَةُ. 
مَا ضَرَّك لَوِ اقْتَدَى بِكَ الْخَلْقُ دُونَ أنْ تُذْكَرَ فتُشْكَرَ! 
إنَّ عِبَادَنَا لَا يَلِيقُ بِهِمْ أنْ تَشْكُرَهُم ألْسِنَةُ النَّقْصِ، فَمِنْ أجْلِهِم أعْدَدْنَا الْجَنَّة، وشَكَرَتْهُم الْعِنَايَةُ، وأكْرَمَهُم الشَّكُورُ... فَانْتَبِه! 
لَقَدْ قُسِّمَتِ الْقُلُوبُ فَأخَذَ الشَّيْطَانُ حَظَّه وأخَذْنَا حَظَّنا فَمَا ضَرَّكَ لَوْ كُنَّا نَحْنُ حَظَّك... مَا ضَرَّكَ؟

 

#خواطر_السائرين

#تفكير_إيجابي

#التحفيز_والتحفيز_الشخصي

#تطوير_الذات

#السعادة_والرضا_الذاتي

#الإيجابية_والتفاؤل

#العزيمة_والإصرار

#تطوير_المهارات_الشخصية

#النجاح_والتفوق

#القوة_الداخلية_والثقة_بالنفس

#التفكير_الإيجابي_والتحفيز_الذاتي