08 Feb 2024

اخْرُجْ عَنِ التَّوَقُّعَاتِ

اخْرُجْ عَنِ التَّوَقُّعَاتِ

اخْرُجْ عَنِ التَّوَقُّعَاتِ... واحْفَظْ نَفْسَكَ يَا بُنَيَّ عَنِ الْقَوَالِبِ الْبَشَرِيَّةِ وَشَرِّهَا، فَإذَا كُنْتَ مُعْتَادًا علَى الْعَطَاءِ وتَتَبُّعِ سِيَاسَةِ الْأبْوَابِ الْمُفَتَّحَةِ فَعَلَيْكَ أنْ تَتَعَلَّمَ أنْ تَخْرُجَ عَنِ التَّوَقُّعاتِ مِنْ حِينٍ لآخَرَ، حَتَّى لَا تُسْتَغَلَّ أوْ تُسْتَبَاحَ حُدُوْدُك، فَالنَّاسُ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ امْتِلاكِكَ سَوْفَ يُطَالِبُونَكَ بِمَا طَالَبَتْ بِه قُرَيْشٌ النَّبِيَّ ﷺ. 
سَوْفَ يَسْألُونَكَ أنْ تُفَجِّرَ لَهُمُ الْأنْهَارَ.. أوْ تُسَيِّرَ الْجِبَالَ.. وقَدْ يَتَطَاوَلُون لِيَسْألُوكَ أنْ تُظْهِرَ الْمَلَائِكَةَ حَوْلَهُم! 
سَوْفَ يَتَعَامَلُ مَعَكَ الْجَمِيعُ مِنْ مُنْطَلَق: (كَانَ يَجِبُ أنْ يَفْهَمَ ويَفْعَلَ كَذَا وكَذَا) وسَوْفَ تَتَعَلَّقُ بِكَ جَمِيعُ أسْبَابِ فَشَلِهم فَسَتَكُونُ أنْتَ سَبَبَ كُلِّ شَيْءٍ قَبِيحٍ وَقَعَتْ فِيهِ أقْدَامُهم.. 
وسَرْعَانَ مَا تُنْسَى صَوْلاتُكَ مَعَهُم ولُطْفُكَ بِهِمْ وعِنَايَتُك بِأحْوَالِهِم، لِذَلِكَ احْتَرِسْ مِنَ الاقْتِرَابِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَتَخَلَّلُه الْخُصُوصِيَّةُ والْخُرُوجُ عَنْ تَوَقُّعاتِ الْجَمِيعِ، فَعِنْدَمَا يُطَالِبُونَكَ بِالْمَلائكِيَّةِ ارْحَلْ فَوْرًا. 
فَلْتَكُنْ في غِنًى عَنِ الْجَمِيعِ، والْأهَمُّ ألَّا تَلْتَفِتَ، لأنَّ الالْتِفَاتَ إلَى الْخَلْقِ سَيَصْرِفُكَ عَنِ الْخَالِقِ..
وتَعَلَّمْ ألَّا تُسْرِفَ في الْعَطَاءِ؛ فَالإسْرافُ في الْمَحَبَّةِ جَرِيمَةٌ، فَكُنْ مِنَ الْمُعْتَدِلِين، وكُنْ دَائِمَ النُّصْحِ ولَكِنِ انْصَحْ مَرَّةً ولْتَصْمُتْ.. مَا شَأْنُكَ أنْتَ بِنَجَاةِ أحَدِهِمْ أوْ ضَيَاعِه؟ 
لَيْسَ عَلَيْكَ إلَّا الْبَلَاغُ فَقَط والْمُضِيُّ قُدُمًا..  فَلِكُلِّ إنْسَانٍ حَيَاةٌ كَامِلَةٌ مُمْتَلِئَةٌ بِالاخْتِبَارَاتِ، فَلِمَاذَا تُجِيبُ أنْتَ عَنْ أسْئِلَةِ غَيْرِكَ! لَا تَلْتَفِتْ عَنْ وَرَقَتِكَ.. تَابِعِ السَّيْرَ.. الْبَابُ لَمْ يُغْلَقْ بَعْدُ، بإمْكانِكَ الْوُصُولُ فَهُنَاكَ مُتَّسَعٌ مِنَ الْوَقْتِ لَكِنِ احْذَرْ مِنْ أنْ تَلْتَفِتَ فَيَضِيعَ الْوَقْتُ ويُغْلَقَ الْبَابُ فَتَضِيعَ!
أهْلُ النَّجَاةِ في هَذَا الزَّمَنِ هُمْ مَنْ يَفْعَلُونَ الْخَيْرَ دُونَ النَّظَرِ إلَى شَخْصِ مَنْ يُقَدِّمُون إلَيْهِ الْمَعْرُوفَ، مَعَ سُرْعَةِ الانْصِرَافِ قَبْلَ أنْ يَعْرِضَ النَّاسُ الْأجْرَ، أوْ حَتَّى الشُّكْرَ، أوْ سُوءَ الْأدَبِ أحْيَانًا.
انْجُ بِنَفْسِكَ.. وافْعَلْ ولا تَنْتَظِرْ.. واسْلُكْ طَرِيقَ الْمُوَحِّدِينَ، ذَلِكَ الَّذِي يَسِيرُ فِيهِ الْقِلَّةُ.. الْقِلَّةُ الشَّاكِرَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ في كِتَابِه: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ}( )، أمَّا الْأغْلَبِيَّةُ فَلَا تُخَالِطْهُم إلَّا لِلْخِدْمَةِ وانْصَرِفْ.. فَأكْثَرُهُم في كِتَابِ رَبِّكَ:(فَاسِقُون، مُنَافِقُون، مُسْرِفُون، مُعْتَدُون ).
وَقُلْ سَلَامٌ.. وانْصَرِفْ بِهُدُوءٍ.

 

#خواطر_السائرين

#تفكير_إيجابي

#تحفيز_الذات

#العطاء_والتسامح

#القيادة_الإيجابية

#تحقيق_التوازن_الشخصي

#الابتعاد_عن_السلبية

#تنمية_المهارات_الشخصية

#الثقة_بالنفس_والتحفيز_الذاتي

النجاح_الشخصي_والتطور_الذاتي

#التحفيز_للتفوق_وتجاوز_التوقعات

#الارتقاء_بالذات_والعمل_على_تحقيق_الأهداف

#الاستمرارية_في_النمو_وتطوير_الذات

#الحفاظ_على_الهدف_وتجاوز_التحديات

#التصدي_للتوقعات_السلبية_وتحقيق_الإنجازات

#الاستجابة_للتحديات_بإيجابية_وتحفيز_النفس